"اليوجا "في ساقية الصاوي.. «اغلق عينيك وامتلك العالم» | فيديو وصور
دقت الساعة السادسة، مساء .. السبعينية "سلوى" ناحية تتجه ناحية السُلم المواجه للمدخل الرئيسي لساقية الصاوي، في طريقها لقاعة "الرحيل" إحدى القاعات في الطابق السفلي للساقية، نصف ظلام يعم المكان، تسير سلوى بهدوء والابتسامة تعلو شفتيها، اعتادت كل ثلاثاء أن تقطع تلك المسافة لتكون ضمن أوائل من يقفون أمام قاعة الرحيل، لحضور "كورس اليوجا"، الذي تنظمه الساقية كل أسبوع، "بفضل اليوجا أنا لسه هنا، أنا لسه بقدر أمشي واتحرك وأخرج"، بعنفوان شبابي لا يمكن أن تصدر هذه الكلمات عن سيدة في طريقها لاستكمال العقد الثامن ولكنه «سِحر اليوجا»!
عند بداية القاعة متوسطة المساحة التي يكسو الزجاج النصف الأيسر منها، يجلس "ناجي طوبيا" الخمسيني مُدرب اليوجا ، بجانبه تجلس سيدتان تبدوان في منتصف العُمر أو ربما أصغر من ذلك بقليل، تلقي سلوى التحية عليهم جميعًا لتسحب البساط الوردي الخاص بها وتجلس فوقه.
يبدو ناجي وهو الدينامو أو المُحرك الرئيسي لما يدور في هذه القاعة،" أنا بمارس رياضة اليوجا منذ بداية التسعينات، وجئت إلى ساقية الصاوي منذ عام 2008،أعمل بشكل متواصل في هذا المكان، تعلمت اليوجا من خلال الكتب لأنه لم يكن هناك مراكز تقوم بتعليم اليوجا في مصر بداية من عام 1993".
كان التعلم الذاتي لناجي سبب ما هو عليه الآن، حب لا نهاية له وتعلق باليوجا، تلك الممارسات الروحية التي يمكنها أن تقضي على آلامك وضغوطك النفسية مهما كان حجمها وأثر ما تتركه بك، "كنت فاكر اليوجا دي إنه اليوجا دي الواحد يجي يقعد يتنح ويروح، والسبب صورتها اللي صدرها لينا فيلم عائلة زيزي لكن الحكاية غير كدة".
حين تطلق يديك للهواء، وتعيد احتضانها مرة أخرى وتضمها إلى صدرك وأنت تحمل بين كفيك طاقة العالم أجمع، كيف يمكن أن يكون للضغط النفسي أو آلام العظام موضع قدم بعد ذلك؟، أنت الآن تشبه أسطورة منطقة شرق آسيا الحكيم "بوذا" في جِلسته، وطريقته الشهيرة للتخلص من عذابات الحياة، "أميمة" أستاذ علم النفس بإحدى الجامعات، حرصت على القدوم لهذا "الكورس" كل أسبوع منذ أكثر من ثمانية أشهر، جربت كافة أنواع العلاجات الخاصة بهشاشة العظام وخشونة الركبة وما إلى ذلك، "أسباب كتيرة دفعتني لكي أمارس الرياضة الروحية والجسدية دي، مكنتش أعرف عنها أي حاجة غير إنها فقط اللي شفناه مع الفنان أحمد رمزي في عائلة زيزي، وجدته عالم تاني".
"شفت التغييرات اللي حصلت لبنتي بسبب ممارستها للرياضة، تعالجت بأدوية مختلفة وأجريت الكثير من التمارين بدون فائدة"، تنهي أميمة عملها في الثلاثاء من كل أسبوع وتأتي مسرعة إلى قاعة الرحيل، تتخلص مما أثقلها على مدار الأسبوع تشعر وكأنها تدخل إلى القاعة بحالة وتخرج منها بحالة مُغايرة.
"كلمة يوجا تعني في اللغة الهندية القديمة الوحدة، توحيد الطاقات، توحيد طاقة الجسم والذهن مع الطاقة النفسية في كتلة واحدة من الطاقة، الإنسان الذي يمارس اليوجا استحالة أو يصاب بأمراض خطيرة، واحتمال إصابته بالأمراض قليلة جدًا، اليوجا ترفع مناعة الجسم وتقوي عضلة القلب والرئة وكافة أجهزة الجسم" بثقة الموقن بما يقول يوضح ناجي، الذي كان من أوائل المصريين الذين سعوا إلى أن تصبح اليوجا عادة يومية، ربما تُشبه قيام أحدهم بتناول كوب الشاي بين الوجبة والأخرى!، فيقول :" كنت قبل السنوات الخمسة اللي تدربتهم على يد المدرب الهندي براهاكار منذ العام 1993، معرفش حاجة عن اليوجا غير إنها إنك تقعد تتنح وبعدين تروح، وكان فيلم عائلة زيزي كان أكثر ما أساء لرياضة اليوجا وظن الناس أنها عبارة عن الاسترخاء فقط، ولكن بعد ما أمارسها بالفعل بدأت أشوفها وهي بتتعامل مع الإنسان كله على بعضه كتلة واحدة".
قبل العام 1993، كانت اليوجا بالنسبة لناجي أشبه بالصندوق مُحكم الإغلاق، العالم السري الذي لا يعلم عن خباياه، وعن قواه السحرية الخفية، تلك التي تكمن بين قبضتي ممارسها. أيقن ذلك يوم ذهب إلى المركز الثقافي الهندي و كان مقره آنذاك في وسط القاهرة، ففُتحت يديه "تعلمت أساسيات اليوجا وبقيت أتدرب مع المُدرب حوالي 5 سنوات، وبدأت أمارسها وحدي ثم بدأت أدرب بنفسي وأصبح أنا المُدرب وليس المتدرب".
حوالي أربعة أشهر أو يزيد انقطعت "رشا" عن زيارتها الدورية لقاعة الرحيل منذ حوالي أربع سنوات، لممارسة اليوجا بإشراف ناجي طوبيا ورفقة سلوى وأميمة وبعض من الصديقات، منعها فيروس كورونا بعد تفشيه في أرجاء المحروسة بحلول مارس الماضي، من النزول من منزلها والذهاب للساقية، شعرت بالوَحشة، باتت اليوجا القوة التي دلّتها على شخصها الأفضل، كما تصف،"أنا كنت شخصية عصبية جدًا ودائمًا متوترة، فكرت إني أمارس اليوجا، ضغوط الحياة مخلياني دائمًا مكتئبة، وحزينة ومش مرتاحة، بممارسة اليوجا نظرتي للحياة اختلفت 180 درجة، جسديًا ونفسيًا حسيت إنه اليوجا هي مخرجي الوحيد من اللي كنت فيه"، كان وجودها في كورس اليوجا وليد صُدفة بحتة حينما جاءت لمشاهدة عرض مسرحي في الساقية وفوجئت بتخصيص قاعة بالساقية، كانت بمثابة المتنفس لكل من أثقلته ضغوط الحياة.
"اليوجا بتساعد الشخص الذي يمارسها على التخلص من المشكلات النفسية، أي ضغط نفسي أساسه أفكار، فأنا لما أقدر اعمل كنترول على أفكاري بالتأكيد هنجح في عمل كنترول وسيطرة على مشاعري أيضا المدخل للمشاعر هو الأفكار فيحنما أتحكم فيها سأتحكم في كل شيء" يتحدث المُدرب ناجي طوبيا.
عند بداية القاعة متوسطة المساحة التي يكسو الزجاج النصف الأيسر منها، يجلس "ناجي طوبيا" الخمسيني مُدرب اليوجا ، بجانبه تجلس سيدتان تبدوان في منتصف العُمر أو ربما أصغر من ذلك بقليل، تلقي سلوى التحية عليهم جميعًا لتسحب البساط الوردي الخاص بها وتجلس فوقه.
يبدو ناجي وهو الدينامو أو المُحرك الرئيسي لما يدور في هذه القاعة،" أنا بمارس رياضة اليوجا منذ بداية التسعينات، وجئت إلى ساقية الصاوي منذ عام 2008،أعمل بشكل متواصل في هذا المكان، تعلمت اليوجا من خلال الكتب لأنه لم يكن هناك مراكز تقوم بتعليم اليوجا في مصر بداية من عام 1993".
كان التعلم الذاتي لناجي سبب ما هو عليه الآن، حب لا نهاية له وتعلق باليوجا، تلك الممارسات الروحية التي يمكنها أن تقضي على آلامك وضغوطك النفسية مهما كان حجمها وأثر ما تتركه بك، "كنت فاكر اليوجا دي إنه اليوجا دي الواحد يجي يقعد يتنح ويروح، والسبب صورتها اللي صدرها لينا فيلم عائلة زيزي لكن الحكاية غير كدة".
حين تطلق يديك للهواء، وتعيد احتضانها مرة أخرى وتضمها إلى صدرك وأنت تحمل بين كفيك طاقة العالم أجمع، كيف يمكن أن يكون للضغط النفسي أو آلام العظام موضع قدم بعد ذلك؟، أنت الآن تشبه أسطورة منطقة شرق آسيا الحكيم "بوذا" في جِلسته، وطريقته الشهيرة للتخلص من عذابات الحياة، "أميمة" أستاذ علم النفس بإحدى الجامعات، حرصت على القدوم لهذا "الكورس" كل أسبوع منذ أكثر من ثمانية أشهر، جربت كافة أنواع العلاجات الخاصة بهشاشة العظام وخشونة الركبة وما إلى ذلك، "أسباب كتيرة دفعتني لكي أمارس الرياضة الروحية والجسدية دي، مكنتش أعرف عنها أي حاجة غير إنها فقط اللي شفناه مع الفنان أحمد رمزي في عائلة زيزي، وجدته عالم تاني".
"شفت التغييرات اللي حصلت لبنتي بسبب ممارستها للرياضة، تعالجت بأدوية مختلفة وأجريت الكثير من التمارين بدون فائدة"، تنهي أميمة عملها في الثلاثاء من كل أسبوع وتأتي مسرعة إلى قاعة الرحيل، تتخلص مما أثقلها على مدار الأسبوع تشعر وكأنها تدخل إلى القاعة بحالة وتخرج منها بحالة مُغايرة.
"كلمة يوجا تعني في اللغة الهندية القديمة الوحدة، توحيد الطاقات، توحيد طاقة الجسم والذهن مع الطاقة النفسية في كتلة واحدة من الطاقة، الإنسان الذي يمارس اليوجا استحالة أو يصاب بأمراض خطيرة، واحتمال إصابته بالأمراض قليلة جدًا، اليوجا ترفع مناعة الجسم وتقوي عضلة القلب والرئة وكافة أجهزة الجسم" بثقة الموقن بما يقول يوضح ناجي، الذي كان من أوائل المصريين الذين سعوا إلى أن تصبح اليوجا عادة يومية، ربما تُشبه قيام أحدهم بتناول كوب الشاي بين الوجبة والأخرى!، فيقول :" كنت قبل السنوات الخمسة اللي تدربتهم على يد المدرب الهندي براهاكار منذ العام 1993، معرفش حاجة عن اليوجا غير إنها إنك تقعد تتنح وبعدين تروح، وكان فيلم عائلة زيزي كان أكثر ما أساء لرياضة اليوجا وظن الناس أنها عبارة عن الاسترخاء فقط، ولكن بعد ما أمارسها بالفعل بدأت أشوفها وهي بتتعامل مع الإنسان كله على بعضه كتلة واحدة".
قبل العام 1993، كانت اليوجا بالنسبة لناجي أشبه بالصندوق مُحكم الإغلاق، العالم السري الذي لا يعلم عن خباياه، وعن قواه السحرية الخفية، تلك التي تكمن بين قبضتي ممارسها. أيقن ذلك يوم ذهب إلى المركز الثقافي الهندي و كان مقره آنذاك في وسط القاهرة، ففُتحت يديه "تعلمت أساسيات اليوجا وبقيت أتدرب مع المُدرب حوالي 5 سنوات، وبدأت أمارسها وحدي ثم بدأت أدرب بنفسي وأصبح أنا المُدرب وليس المتدرب".
حوالي أربعة أشهر أو يزيد انقطعت "رشا" عن زيارتها الدورية لقاعة الرحيل منذ حوالي أربع سنوات، لممارسة اليوجا بإشراف ناجي طوبيا ورفقة سلوى وأميمة وبعض من الصديقات، منعها فيروس كورونا بعد تفشيه في أرجاء المحروسة بحلول مارس الماضي، من النزول من منزلها والذهاب للساقية، شعرت بالوَحشة، باتت اليوجا القوة التي دلّتها على شخصها الأفضل، كما تصف،"أنا كنت شخصية عصبية جدًا ودائمًا متوترة، فكرت إني أمارس اليوجا، ضغوط الحياة مخلياني دائمًا مكتئبة، وحزينة ومش مرتاحة، بممارسة اليوجا نظرتي للحياة اختلفت 180 درجة، جسديًا ونفسيًا حسيت إنه اليوجا هي مخرجي الوحيد من اللي كنت فيه"، كان وجودها في كورس اليوجا وليد صُدفة بحتة حينما جاءت لمشاهدة عرض مسرحي في الساقية وفوجئت بتخصيص قاعة بالساقية، كانت بمثابة المتنفس لكل من أثقلته ضغوط الحياة.
"اليوجا بتساعد الشخص الذي يمارسها على التخلص من المشكلات النفسية، أي ضغط نفسي أساسه أفكار، فأنا لما أقدر اعمل كنترول على أفكاري بالتأكيد هنجح في عمل كنترول وسيطرة على مشاعري أيضا المدخل للمشاعر هو الأفكار فيحنما أتحكم فيها سأتحكم في كل شيء" يتحدث المُدرب ناجي طوبيا.