رئيس التحرير
عصام كامل

"أرض الميعاد".. حكايات من مذكرات أوباما عن القاهرة وعبد الناصر ومبارك ورأيه في الإخوان

مبارك وأوباما وعبد
مبارك وأوباما وعبد الناصر
تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته التي تم نشرها بعنوان "أرض الميعاد" عن مصر وزيارته إليها أثناء فترة توليه الحكم.

وقال أوباما: "في يونيو 2009، تحولت شوارع القاهرة، التي كان يسكنها حينها 16 مليون نسمة إلى دروب خاوية، فالطرقات جميعها خلت من الناس عدا رجال الأمن الذين انتشروا في كل مكان، لتأمين ما قد يكون كنزًا ثمينًا للجماعات الإرهابية".


ووثَّق الرئيس السابق للولايات المتحدة، زيارته إلى مصر ولقائه الرئيس الراحل حسني مبارك، وبرغم العلاقات الجيدة بين مصر وأمريكا في تلك الفترة، إلا أن تعليقات أوباما في مذكراته عن الرئيس الراحل مبارك لم تكن في صالحه.

وبالرغم من عدم لقاء أوباما، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قط، إلا أنه تحدث عنه ووصفه بالـ"أكثر شعبية في المنطقة".

وأوضح أوباما في مذكراته أنه "في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، قام عقيد في الجيش يتمتع بشخصية جذابة ومهذب اسمه جمال عبد الناصر، بتدبير إنهاء الملكية المصرية، وأسس دولة علمانية ذات حزب واحد، وبعد فترة وجيزة، قام بتأميم قناة السويس، متغلبًا على محاولات التدخل العسكري من قبل البريطانيين والفرنسيين، ما جعله شخصية عالمية في الكفاح ضد الاستعمار، والزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي".

وأشار أوباما، إلى أن عبد الناصر اتخذ العديد من القرارات التي كان هدفها في النهاية هو القضاء على كل بقايا الحكم البريطاني والماضي الإقطاعي في مصر.

وأضاف أنه "في الخارج، روج بنشاط للقومية العربية العلمانية والاشتراكية الغامضة، وخاض حربًا خاسرة ضد الإسرائيليين، وساعد في تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، وأصبح عضوًا في ميثاق حركة عدم الانحياز، والتي رفض ظاهريًا التحيز إلى أي طرف في الحرب الباردة، لكنه أثار شكوك واشنطن وغضبها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن عبد الناصر كان يقبل مساعدات اقتصادية وعسكرية من السوفيت".

وتابع أن "جمال عبد الناصر اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة واستهدف بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين، التي سعت إلى تشكيل حكومة إسلامية، من خلال التعبئة السياسية الشعبية والأعمال الخيرية، ولكن تضمنت أيضًا أعضاء حولوا نشاط الجماعة إلى العنف".

زيارة أوباما لمبارك

ثم انتقل أوباما في مذكراته من فترة عبد الناصر إلى مبارك، ولم يذكر عن الرئيس الراحل أنور السادات سوى اغتياله.

وعن زيارته للقاهرة، قال أوباما: "وصل الموكب إلى قصر القبة، الذي وصفه بأنه مبنى "عتيق من منتصف القرن التاسع عشر"، وبعد مراسم الترحيب، دعاه مبارك إلى مكتبه لمناقشة استمرت ساعات.

ووصف أوباما، الرئيس مبارك بأنه "كان يبلغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا، لكنه كان لا يزال عريض الكتفين وقويًا، وله أنف روماني، وشعر داكن ممشط من جبهته، وعينان كثيفتا الجفون أعطته هواء رجل اعتاد على القيادة ومضجر منها قليلًا".

وقال أوباما في مذكراته إنه "بعد التحدث مع مبارك حول الاقتصاد المصري وطلب اقتراحات حول كيفية تنشيط عملية السلام العربية الإسرائيلية، أثرت موضوع حقوق الإنسان، واقترحت خطوات قد يتخذها للإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة".

وأضاف أن "مبارك كان يتحدث الإنجليزية بلهجة مقبولة، وتمكن من صرف مخاوفي بأدب حول الحريات في مصر، وأصر على أن أجهزته الأمنية تستهدف المتطرفين الإسلاميين فقط، وأن الجمهور المصري يؤيد بقوة منهجه الحازم".
الجريدة الرسمية