ناظر الدواوين والسوشيال ميديا
نصف الكوكب أصبح في حالة نشطة عبر السوشيال ميديا لعدة ساعات يومية في استخدامات متعددة سواء كانت ترفيهية أو تعليمية أو سياسية وغيرها، وفي ظل التفاعل الكبير عبرها فقد أصبح على الشخصيات العامة الحرص عند إبداء الرأي أو كتابة التعليقات حتى لا تتحول "تدوينة" غير منضبطة كتبها أحدهم عبر فيسبوك أو تويتر أو غيرها من المنصات إلى سبب رئيسي في حملات إعلامية مضادة تتسبب في فقدانه لمنصب أو فرصة أو تقويض مستقبله نتيجة ضغط الرأي العام عبر هذه المواقع.
وقبل السوشيال ميديا كان المثل الشعبي يقول "لسانك حصانك إن صنته صانك" وهو المثل الذي لم يتذكره ناظر الديوان الموفق محمد بن معصوم وهي حكاية تعود إلى زمن الدولة الفاطمية عندما كان "علي بن السّلار" يتولى مناصب صغيرة في الدولة وقتها توجه إلى ناظر الدواوين الموفق محمد بن معصوم لكي يطلب منه إقطاعًا يساعده في مواجهة مصاعب الحياة ولكن الأخير تجاهل أمره احتقارًا له. وعندما ألح عليه بن السّلار في الطلب وقال له (ألا تسمعني؟) أجابه بن معصوم مستهزئًا به (كلامك لا يدخل في أذني أصلًا).
الفيل والحمار والنسر
بعد سنوات أصبح بن السّلار وزيرًا لمصر، وهو المنصب الذي جعله الحاكم الفعلي لها لضعف الخلفاء في زمنه، عندها دخل على ناظر الدواوين ليذكره بكلمته القديمة قبل أن يأمر رجاله بإمساك الموفق محمد بن معصوم ودق مسمار ضخم في أذنه التي رفضت أن تنصت لطلبه قبل سنوات. عوقب الموفق محمد بن معصوم وحمل إلى باب زويلة على خشبة ليفقد حياته نتيجة ذلة لسان.
من الدولة الفاطمية إلى زمن أسرة محمد علي لم يتعلم أحدهم من المثل الشعبي أو يضبط تصريحاته، فعندما سأل الوالي محمد سعيد باشا حلاق القصر (ماذا سيقول التاريخ عن عرفان رئيس خدم القصر؟).. أجابه الحلاق العجوز بتسرع (سيقول التاريخ إن عرفان لم يكن يُجيد شيئًا سوى الأكل والشرب والتدخين والنوم)..
ثلاثي أضواء "السوشيال ميديا"
بعد أيام كان الحلاق العجوز يعاقب على خطأ بسيط اقترفه بالضرب 15 ضربة شديدة بالعصا على مؤخرته.. بعد تنفيذ العقوبة القاسية وبينما يحاول الحلاق أن يفهم السبب الحقيقي وراء عقابه على أمر لا يستحق وفيما يلتقط أنفاسه اقترب منه عرفان رئيس الخدم وقال له (تستطيع الآن أن تٌضيف للتاريخ أن عرفان كان يُجيد استخدام العصا!).
يمتلئ التاريخ بآلاف القصص لأشخاص فقدوا مناصبهم أو عوقبوا أو ضاعت منهم فرص عظيمة نتيجة تسرعهم في إبداء تصريحات غير منضبطة، وهو نفس ما نراه اليوم ولكن بصورة مختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل السوشيال ميديا كان المثل الشعبي يقول "لسانك حصانك إن صنته صانك" وهو المثل الذي لم يتذكره ناظر الديوان الموفق محمد بن معصوم وهي حكاية تعود إلى زمن الدولة الفاطمية عندما كان "علي بن السّلار" يتولى مناصب صغيرة في الدولة وقتها توجه إلى ناظر الدواوين الموفق محمد بن معصوم لكي يطلب منه إقطاعًا يساعده في مواجهة مصاعب الحياة ولكن الأخير تجاهل أمره احتقارًا له. وعندما ألح عليه بن السّلار في الطلب وقال له (ألا تسمعني؟) أجابه بن معصوم مستهزئًا به (كلامك لا يدخل في أذني أصلًا).
الفيل والحمار والنسر
بعد سنوات أصبح بن السّلار وزيرًا لمصر، وهو المنصب الذي جعله الحاكم الفعلي لها لضعف الخلفاء في زمنه، عندها دخل على ناظر الدواوين ليذكره بكلمته القديمة قبل أن يأمر رجاله بإمساك الموفق محمد بن معصوم ودق مسمار ضخم في أذنه التي رفضت أن تنصت لطلبه قبل سنوات. عوقب الموفق محمد بن معصوم وحمل إلى باب زويلة على خشبة ليفقد حياته نتيجة ذلة لسان.
من الدولة الفاطمية إلى زمن أسرة محمد علي لم يتعلم أحدهم من المثل الشعبي أو يضبط تصريحاته، فعندما سأل الوالي محمد سعيد باشا حلاق القصر (ماذا سيقول التاريخ عن عرفان رئيس خدم القصر؟).. أجابه الحلاق العجوز بتسرع (سيقول التاريخ إن عرفان لم يكن يُجيد شيئًا سوى الأكل والشرب والتدخين والنوم)..
ثلاثي أضواء "السوشيال ميديا"
بعد أيام كان الحلاق العجوز يعاقب على خطأ بسيط اقترفه بالضرب 15 ضربة شديدة بالعصا على مؤخرته.. بعد تنفيذ العقوبة القاسية وبينما يحاول الحلاق أن يفهم السبب الحقيقي وراء عقابه على أمر لا يستحق وفيما يلتقط أنفاسه اقترب منه عرفان رئيس الخدم وقال له (تستطيع الآن أن تٌضيف للتاريخ أن عرفان كان يُجيد استخدام العصا!).
يمتلئ التاريخ بآلاف القصص لأشخاص فقدوا مناصبهم أو عوقبوا أو ضاعت منهم فرص عظيمة نتيجة تسرعهم في إبداء تصريحات غير منضبطة، وهو نفس ما نراه اليوم ولكن بصورة مختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.