الأسلحة الفكرية في مواجهة التنظيمات الضالة
تتواصل الجهود البحثة،
بشأن كارثة الإرهاب من حيث الأسباب والعوامل والتحليل، وإن كانت تلك الجهود بحاجة دائما
إلى المزيد من العمل لضمان الوصول إلى فهم شامل لأبعاد الإرهاب؛ بحيث تساهم مع صانعي
القرار في الدوائر المعنية بمكافحته في الوصول إلى استراتيجيات ناجعة للقضاء عليه.
ووصلني في هذا الصدد مؤخرًا مخلص من أحد الأصدقاء، لكتاب «داعش.. شرعنة التوحش» للباحثة وفاء صندي، والتي سعت خلاله إلى تشخيص تنظيم داعش الإرهابي، وتفكيك أيديولوجيته الفكرية وتحولاته التاريخية وأوجه الاختلاف بين داعش وبين القاعدة باعتبار الأخير التنظيم الأم، حيث يقف التحليل البحثي على أسباب ودوافع أولئك الذين تورطوا في اعتناق الفكر المتطرف، بمن فيهم النساء والأطفال، فضلا عن أسباب انضمامهم للتنظيمات الإرهابية، ومع ذلك تظل تلك الظاهرة بحاجة إلى المزيد من البحث والعمل الدؤوب، وفق رؤية المؤلفة ذاتها.
الهزيمة العسكرية أصبت واقعا يعيشه تنظيم داعش، لكن الباحثة تراه «لم يُهزم فكريا وأيدولوجيا»، لأنه لا زال يراهن على معركة العقول وإن كان قد خسر معركة الأرض، فضلا عن ظهور ظاهرة المقاتلين الأجانب، الممتدة بجذورها إلى القرن الماضي، وهو ما استشهدت بشأنه الباحثة بأوضاع المناطق والدول التي طالتها يد التنظيم الإجرامي الخبيث، وتناولت قدرته على تطوير خطاب تواصلي إلكتروني جاذب يتخذه داعش أسلوبا لجذب عناصره مع استغلال مسمى تنظيم الدولة الإسلامية.
إذاعة القرآن الكريم من القاهرة
خلاصة القول، إن الأبحاث المتعلقة بتلك الظواهر الإجرامية، التي هي في أصلها حرب ممنهجة على الدين والهُوية والتاريخ، إنما هي أسلحة من نوع آخر لا تقل شأنا عن الأسلحة المستخدمة في المواجهة الأمنية والعسكرية للتنظيمات المتطرفة؛ لأنها تكشف الإرهاب في أخطر نقاط ضعفه وهي معركة الفكر..
لذلك نحتاج تحركا جماعيا عربيا من قبل المراكز البحثية في الوطن العربي للوصول إلى مقاربة فكرية شاملة واستراتيجية عمل أكثر تطورا تضمن هدفين في منتهى الأهمية أولهما: تحصين شبابنا من الوقوع في فخ التأثر بالجماعات المارقة خصوصا مع قدرة هذه الجماعات على جذب منتمين ومتعاطفين عبر شبكة المعلومات الدولية أو ما يعرف بعملية تجنيد العناصر الجديدة، والهدف الثاني يكمن في تفنيد أباطيل وأكاذيب الجماعات الضالة التي اعتادت لَيْ أعناق النصوص المقدسة وتوظيف معانيها التي تحرفها لصالح مخططات تدميرية لا يعلم مداها إلا الله..
ووصلني في هذا الصدد مؤخرًا مخلص من أحد الأصدقاء، لكتاب «داعش.. شرعنة التوحش» للباحثة وفاء صندي، والتي سعت خلاله إلى تشخيص تنظيم داعش الإرهابي، وتفكيك أيديولوجيته الفكرية وتحولاته التاريخية وأوجه الاختلاف بين داعش وبين القاعدة باعتبار الأخير التنظيم الأم، حيث يقف التحليل البحثي على أسباب ودوافع أولئك الذين تورطوا في اعتناق الفكر المتطرف، بمن فيهم النساء والأطفال، فضلا عن أسباب انضمامهم للتنظيمات الإرهابية، ومع ذلك تظل تلك الظاهرة بحاجة إلى المزيد من البحث والعمل الدؤوب، وفق رؤية المؤلفة ذاتها.
الهزيمة العسكرية أصبت واقعا يعيشه تنظيم داعش، لكن الباحثة تراه «لم يُهزم فكريا وأيدولوجيا»، لأنه لا زال يراهن على معركة العقول وإن كان قد خسر معركة الأرض، فضلا عن ظهور ظاهرة المقاتلين الأجانب، الممتدة بجذورها إلى القرن الماضي، وهو ما استشهدت بشأنه الباحثة بأوضاع المناطق والدول التي طالتها يد التنظيم الإجرامي الخبيث، وتناولت قدرته على تطوير خطاب تواصلي إلكتروني جاذب يتخذه داعش أسلوبا لجذب عناصره مع استغلال مسمى تنظيم الدولة الإسلامية.
إذاعة القرآن الكريم من القاهرة
خلاصة القول، إن الأبحاث المتعلقة بتلك الظواهر الإجرامية، التي هي في أصلها حرب ممنهجة على الدين والهُوية والتاريخ، إنما هي أسلحة من نوع آخر لا تقل شأنا عن الأسلحة المستخدمة في المواجهة الأمنية والعسكرية للتنظيمات المتطرفة؛ لأنها تكشف الإرهاب في أخطر نقاط ضعفه وهي معركة الفكر..
لذلك نحتاج تحركا جماعيا عربيا من قبل المراكز البحثية في الوطن العربي للوصول إلى مقاربة فكرية شاملة واستراتيجية عمل أكثر تطورا تضمن هدفين في منتهى الأهمية أولهما: تحصين شبابنا من الوقوع في فخ التأثر بالجماعات المارقة خصوصا مع قدرة هذه الجماعات على جذب منتمين ومتعاطفين عبر شبكة المعلومات الدولية أو ما يعرف بعملية تجنيد العناصر الجديدة، والهدف الثاني يكمن في تفنيد أباطيل وأكاذيب الجماعات الضالة التي اعتادت لَيْ أعناق النصوص المقدسة وتوظيف معانيها التي تحرفها لصالح مخططات تدميرية لا يعلم مداها إلا الله..