الزعامة.. آفة العرب
لم يكن التحرك التركي على الحدود الأذربيجانية الأرمنية إلا ترجمة لما تحدث عنه رجب طيب أردوغان الرئيس التركى من قبل، حول أسباب تحركه إلى العمق الليبي، عندما تناول الأصول التركية لأعداد كبيرة من الليبيين.
هذا التحرك الذي تغلفه فكرة القومية الطورانية بدا أكثر وضوحا الآن من أي وقت مضى، فها هى صحيفة تركية تدعو إلى تكوين جيش تركى قومى موحد من تركيا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمنستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.
تلك الدعوة تعود بنا إلى القرن التاسع عشر، وتنامى حركة سياسية طورانية استمدت اسمها من منطقة تمتد من هضبة إيران إلى بحر قزوين، كان الهدف منها مواجهة الحركات القومية في أوروبا في ذلك الحين.
راح ولم يأخذ معه الشر
يدرك الرئيس التركى أن الوضع الدولى والإقليمي الآن يتطلب عودة إحياء الحركة الطورانية، ليكون لها نصيب في مواجهة الحركات القومية التي تطل برأسها مرة أخرى في أكثر من منطقة، ليكون لها نصيب من الوضع العالمى الجديد.
على حدودنا يقف الكيان الصهيوني معلنا أن دولته إنما هي دولة قومية لليهود، مستفيدا من إحياء قوميته بإخلاء فلسطين من سكانها ، وخلق كيان قومى تكون له الهيمنة يساعده في ذلك غرب يغض الطرف عن خطورة ما يسعى إليه، وعلى الطرف الآخر يفوز بنصيب الأسد من الدعم الأمريكي للفكرة، وتساعده أيضا أنظمة عربية تهرول من أجل التطبيع مع كيان غريب وشاذ ومحتل مهما تغيرت الأوضاع.
وعلى حدودنا من الناحية الأخرى تتنامى القومية الفارسية، لتجد لنفسها مكانا تحت شمس العالم الجديد، الذي تتشكل خريطته بسرعة تفوق سرعة الصوت والضوء فماذا نحن فاعلون؟
القومية الوحيدة التي تتلاشى هي القومية العربية التي أصبحت كيانا غريبا ومشوها ومهترئا وضعيفا، يسعى للتغريب والاغتراب والذوبان في محيط هادر لن يبقى على وجود الضعفاء الذين يرسمون حدود نهاياتهم بأيديهم دون غيرهم.
علموا أولادكم كراهية الصهيونية
تتمدد تركيا كما لو كانت إمبراطورية كبرى مستفيدة من دعم نظام ترامب، وغض الطرف عن تدخلاته الإقليمية وتركه ليرسم حدود تلك الإمبراطورية التركية التي وصل تهديدها إلى حدود أوروبا، والنيل من المصالح اليونانية ثم إعلانه قيامه بنزهة في قبرص التركية في تحد صارخ يعرف هو دون غيره حدود التزاماته وطرق التعامل معه.
إيران من جانبها تدعو لحوار ايرانى عربى دون أن تتغافل مصالحها في إحياء القومية الفارسية، خصوصا وأن الوضع العربى يسهم في ذلك بشكل واضح وباستسلام نادر.
عرب اليوم منقسمون حول شرعية وجود أنظمتهم، ومحاولة نيل فكرة البقاء من محيط خارجى، يتصورون أن استسلامهم له قد يطيل في فكرة بقائهم، وهو أمر غير صحيح تاريخيا.
التقارب العربى الأمريكي لم يجلب إلا الاستعلاء، ومعاملة العرب بدونية، كما أن التقارب العربى الصهيوني ستكون نتيجته الحتمية اندثار العرق العربى، أو بقاءه في حظيرة الخدم، والاستهلاك والعيش على هامش الإمبراطوريات الجديدة التي ترسم حدودها الآن، وفي تحرك متسارع.
أمريكا العظمى
المشكلة أن العرب الذين يكرهون بعضهم بعضا أكثر من كراهيتهم لغيرهم، حتى لو كان محتلا أو متعاليا أو مبتزا أو استغلاليا يتصورون أن العيش ممكن دون غطاء قومى يجمعهم، ويجعل منهم قوة لايستهان بها.
وآفة العرب هي الزعامة، فاذا توافقت اللغة والثقافة والتاريخ والتحديات فإن كل ذلك يتحطم على طاولة اختيار الزعيم، رغم أن أوروبا في توجهها القومى غير المشترك استطاعت أن تحل تلك المعضلة باعتماد الديمقراطية، والحفاظ على خصوصيات ثقافية متجذرة داخل كل إقليم، مع اعتبار أن الطريق الديمقراطي ثقافة قادرة على الاحتواء، وخلق دعائم مشتركة بين المتباينين لغويا وتاريخيا.
حتى أمريكا التي تعتبر كيانا هشا اجتماعيا وقوميا، إنما تتشارك حول فكرة الديمقراطية طريقا لتوحيد كل تلك الولايات، مهما تحدث البعض عن انقسامات.. في النهاية تبقى أمريكا بنموذجها إمبراطورية مهيمنة.
وأخيرا إذا استطعنا أن نصنع نموذجا عربيا يوفر لكل مواطن أن يكون زعيم نفسه، ساعتها نستطيع أن نتحدث عن قومية عربية!!
هذا التحرك الذي تغلفه فكرة القومية الطورانية بدا أكثر وضوحا الآن من أي وقت مضى، فها هى صحيفة تركية تدعو إلى تكوين جيش تركى قومى موحد من تركيا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمنستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.
تلك الدعوة تعود بنا إلى القرن التاسع عشر، وتنامى حركة سياسية طورانية استمدت اسمها من منطقة تمتد من هضبة إيران إلى بحر قزوين، كان الهدف منها مواجهة الحركات القومية في أوروبا في ذلك الحين.
راح ولم يأخذ معه الشر
يدرك الرئيس التركى أن الوضع الدولى والإقليمي الآن يتطلب عودة إحياء الحركة الطورانية، ليكون لها نصيب في مواجهة الحركات القومية التي تطل برأسها مرة أخرى في أكثر من منطقة، ليكون لها نصيب من الوضع العالمى الجديد.
على حدودنا يقف الكيان الصهيوني معلنا أن دولته إنما هي دولة قومية لليهود، مستفيدا من إحياء قوميته بإخلاء فلسطين من سكانها ، وخلق كيان قومى تكون له الهيمنة يساعده في ذلك غرب يغض الطرف عن خطورة ما يسعى إليه، وعلى الطرف الآخر يفوز بنصيب الأسد من الدعم الأمريكي للفكرة، وتساعده أيضا أنظمة عربية تهرول من أجل التطبيع مع كيان غريب وشاذ ومحتل مهما تغيرت الأوضاع.
وعلى حدودنا من الناحية الأخرى تتنامى القومية الفارسية، لتجد لنفسها مكانا تحت شمس العالم الجديد، الذي تتشكل خريطته بسرعة تفوق سرعة الصوت والضوء فماذا نحن فاعلون؟
القومية الوحيدة التي تتلاشى هي القومية العربية التي أصبحت كيانا غريبا ومشوها ومهترئا وضعيفا، يسعى للتغريب والاغتراب والذوبان في محيط هادر لن يبقى على وجود الضعفاء الذين يرسمون حدود نهاياتهم بأيديهم دون غيرهم.
علموا أولادكم كراهية الصهيونية
تتمدد تركيا كما لو كانت إمبراطورية كبرى مستفيدة من دعم نظام ترامب، وغض الطرف عن تدخلاته الإقليمية وتركه ليرسم حدود تلك الإمبراطورية التركية التي وصل تهديدها إلى حدود أوروبا، والنيل من المصالح اليونانية ثم إعلانه قيامه بنزهة في قبرص التركية في تحد صارخ يعرف هو دون غيره حدود التزاماته وطرق التعامل معه.
إيران من جانبها تدعو لحوار ايرانى عربى دون أن تتغافل مصالحها في إحياء القومية الفارسية، خصوصا وأن الوضع العربى يسهم في ذلك بشكل واضح وباستسلام نادر.
عرب اليوم منقسمون حول شرعية وجود أنظمتهم، ومحاولة نيل فكرة البقاء من محيط خارجى، يتصورون أن استسلامهم له قد يطيل في فكرة بقائهم، وهو أمر غير صحيح تاريخيا.
التقارب العربى الأمريكي لم يجلب إلا الاستعلاء، ومعاملة العرب بدونية، كما أن التقارب العربى الصهيوني ستكون نتيجته الحتمية اندثار العرق العربى، أو بقاءه في حظيرة الخدم، والاستهلاك والعيش على هامش الإمبراطوريات الجديدة التي ترسم حدودها الآن، وفي تحرك متسارع.
أمريكا العظمى
المشكلة أن العرب الذين يكرهون بعضهم بعضا أكثر من كراهيتهم لغيرهم، حتى لو كان محتلا أو متعاليا أو مبتزا أو استغلاليا يتصورون أن العيش ممكن دون غطاء قومى يجمعهم، ويجعل منهم قوة لايستهان بها.
وآفة العرب هي الزعامة، فاذا توافقت اللغة والثقافة والتاريخ والتحديات فإن كل ذلك يتحطم على طاولة اختيار الزعيم، رغم أن أوروبا في توجهها القومى غير المشترك استطاعت أن تحل تلك المعضلة باعتماد الديمقراطية، والحفاظ على خصوصيات ثقافية متجذرة داخل كل إقليم، مع اعتبار أن الطريق الديمقراطي ثقافة قادرة على الاحتواء، وخلق دعائم مشتركة بين المتباينين لغويا وتاريخيا.
حتى أمريكا التي تعتبر كيانا هشا اجتماعيا وقوميا، إنما تتشارك حول فكرة الديمقراطية طريقا لتوحيد كل تلك الولايات، مهما تحدث البعض عن انقسامات.. في النهاية تبقى أمريكا بنموذجها إمبراطورية مهيمنة.
وأخيرا إذا استطعنا أن نصنع نموذجا عربيا يوفر لكل مواطن أن يكون زعيم نفسه، ساعتها نستطيع أن نتحدث عن قومية عربية!!