رئيس التحرير
عصام كامل

"القروانة والحطبة".. مدفأة الغلابة في قرى الجبل بالصعيد الجواني | فيديو وصور

اطفال قنا
اطفال قنا
عندما يخيم المساء، ويطال البرد القارس أجسام الصغار، يلتفون حول القيروانة، ويجمعون الحطب والخشب ويجلسون بجوار الأشجار في الظلام الدامس وسط أصوات الرياح التي تلطم أجسادهم الهزيلة، فيجدون في الأشجار ملجأهم للثبات على الأرض، وبعدها يشعلون المدفأة البرية للشعور بالأمان والحياة.




مدفأة الغلابة

يلتف الصغار ويشعلون النيران للتدفئة والحماية من غدر الأفاعي والعقارب السامة بحسب معتقدهم.

قال محمود صابر، أحد أبناء قرى الجبل بمركز نقادة ،جنوب محافظة قنا، إن هذه الوسيلة هي الوحيدة التي يلتف حولها الأطفال والكبار في قرى الصعيد، وخاصة في المناطق النائية الجبلية حتى يخيفوا الأفاعي والعقارب السامة حتى لا تخرج وتصيبهم، خاصة أن الغالبية منهم تمشي بدون حذاء.. وهذا المعتقد لدينا منذ كنا صغارًا أيضا.

وأشار يحيى صابر، أحد أبناء منطقة الدير بالجبل الغربي في قنا، إلى أن القيروانة والحطب والخشب والبوص وأي مخلفات قابلة للاشتعال تعد أحد أهم استعدادات الصعايدة في الشتاء.

ونيس الجلسة
وفي المنادر والدواوير تعد من الأساسيات الهامة في جلسات الكبار في مختلف قرى الصعيد الجواني.

قال سليمان الطير، أحد أبناء قرى مركز قفط، إن وسائل التدفئة مهما وصلت من تقدم وتطور بالنسبة للصعيد لا تزال القيروانة والحطب والخشب هي أحد أهم وسائلنا وحتى في بيوت الكبار والعمد تظل موجودة ، فهي هادئة وآمنة وتبعث روح طيبة للجالسين؛ لذا تكون حاضرة في جلسات السمر، وخاصة على الترع وفي الهواء.

واستطرد منصور علي، أحد أبناء قرى مركز قوص، أننا نعشق سامر القيروانة للتدفئة وشرب الشاي وهي غير مكلفة بالبطع وهذا أفضل ما فيها، لافتا إلى أن الصعيد يحتفظ بالكثير من الأشياء التي تعد بالنسبة له تراثًا، فضلا عن استخدامها العادي بالنسبة لباقي المواطنين.

نورها حياة
عندما يلتف الأطفال حول النور يشعرون بالأمان والحياة كما يعتقد الكثير منهم بحسب وصفهم.

وهو ما أكده نور علي صالح، أحد أطفال قرى الجبل في قنا، قائلا: "هو بالنسبة لنا حياة ونور، نجلس لساعات أمامه لنطمئن خاصة عند قدوم الليل نسمع أصوات عديدة هنا، وهو ما يجعلنا في حالة رعب وخوف دائم، ولكن هذا النور يفقدنا هذا الشعور".

واتفق معه راغب سليمان، أحد أطفال قرى الجبل الغربي، قائلا: "هنا الحياة صعبة ومختلفة وليست كحياة المدينة وحياتنا هنا تنتهي مع غروب الشمس؛ ولذا ننتظر الصباح بفارغ الصبر حتى نخرج لنلهو ونلعب وننتقم من هذا الظلام بالمدفئة البرية كما يطلق عليها هنا في قرص صعيد الجبل الجواني".














الجريدة الرسمية