رئيس التحرير
عصام كامل

الدرس الأهم من وصايا الحبيب بأهل مصر


ونتأمل وصايا الحبيب عليه الصلاة والسلام بأقباط مصر لنكتشف ما لم نكتشفه من قبل.. فعندما يقرأ أحدنا قوله "إن الله سيفتح عليكم مصر فإن فتحها فأوصيكم بأهلها خيرا.. فإن لنا فيهم ذمة وصهرا" أو قوله "من آذى ذميا فقد آذانى" أو قوله "من ظلم معاهدا- أى كل من دخل فى عهد المسلمين من أهل الكتاب- أو حمله فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة" وغيرها من الأحاديث فيكون درسه الأول والأخير الذى سيستخلصه من ذلك هو توصية الرسول عليه الصلاة والسلام بأهل مصر وعلينا أن نعاملهم معاملة جيدة.. وأن معاملتهم معاملة جيدة من صميم الإسلام..

لكننا نستخلص شيئا آخر.. وهو أن توصية الرسول تعنى أولا أنه لا إكراه لهم فى تغيير دينهم، وأن المسلمين غير مأمورين بإجبار غيرهم على تغيير دياناتهم وإلا ما كانت التوصية أصلا لأنهم لو بدلوا دينهم لأصبحوا مسلمين ولا ينطبق عليهم هدف التوصية ولا مقاصد الوصية...

وهى توصيه تبدو من سياقها أنها متصلة ممتدة تعنى أن نكون على وئام تام مع غير المسلمين إلى ما شاء الله أن يكون..أى أنهم أيضا سيبقون على دينهم إلى ما شاء الله أن يكون!

الأمر المدهش أن الحديث الأول المذكور أعلاه وارد فى الجزء الرابع من صحيح مسلم ص1970، وهو أحد الصحيحين اللذين تعتمد عليهما بعض فصائل المتطرفين فى فتاواهم، بل ويعتمدون على أقل منها فى درجة الصحة من بعض كتب الرواية، لكنهم هنا لا يرون ولا يقرأون ولا يسمعون وكأنهم صم بكم عمى لا يعقلون..!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
الجريدة الرسمية