أكاذيب رئاسية
تهوى مؤسسة الرئاسة الكذب والخداع، فمثلما تراجعت وقالت كلاما ملفقا، عندما أصدر مساعد رئيس الجمهورية الدكتور عصام الحداد بيانا نال فيه من المحكمة الدستورية العليا، كررت الفعل نفسه أمس.
عندما خرج الحداد علينا
ببيان مطول، لا يليق بمؤسسة رئاسية، ينكر فيه اهتمام المؤسسة الرئاسية بملف
الخلية الإخوانية، التى تم ضبطها فى دولة الإمارات العربية المتحدة، دون غيره، من
ملفات المصريين "غير الإخوان" المعتقلين، سواء فى الإمارات أو غيرها، دون
أن يشعر بهم أو يسأل عنهم أحد.
الحداد، الذى كان قد سافر على رأس وفد رئاسى إلى الإمارات قبل أيام
قليلة لإنهاء أزمة إخوانه المتهمين بجلب أموال إلى جماعة محمد بديع فى مصر، ادعى
فى بيانه أن العمل
تجاه ملف المصريين بالخارج هو عمل مؤسسى متكامل بين مؤسسات الدولة المعنية، تدعمه
دائما القيادة المصرية من خلال استثمار علاقاتها المتميزة ورصيدها الطيب لدى
العديد من الزعامات لتحريك هذه الملفات سريعا لما فيه صالح المواطن المصرى..
وهذا كلام عار عن الصحة تماما، ولم يحدث أن تحرك مثل هذا الوفد لحل أزمة مصريين
معتقلين فى السعودية أو الكويت، أو حتى فى الإمارات نفسها، لمجرد أنهم لا يحملون
الجنسية الإخوانية.
يدعى الحداد فى بيانه أن الدولة
تحركت بحيوية غير مسبوقة للتعامل مع عدد من أزمات المصريين فى الخارج ، وهذا
محض افتراء، فلماذا لم تتحرك تلك الدولة التى يتكلم عنها الحداد لإنهاء أزمة
"أحمد الجيزاوى" و"نجلاء وفا" وغيرهما فى السعودية؟
الحداد، الذى صار رجلا مهما فى زمن الإخوان، اتبع نهج كبيرهم
"بديع" عندما انتقد "وسائل الإعلام التى اختزلت زيارة الوفد المصرى
الذى ترأسه مؤخرا إلى الإمارات، فى شقها القنصلى فقط، وهو جزء من كل، بينما
تجاهلت، عمدا أو سهوا، هدف الزيارة الأساسى وهو العمل على تحسين العلاقة الطيبة
بين البلدين وتصويب مسارها لدرء أى ضرر محتمل نتيجة بعض الأصوات والأقلام المغرضة
التى تأبى أن ترى تقدما فى علاقة البلدين"، وهذا كلام افتراضى،بل إن الصحف
الإماراتية نفسها هى التى كشفت عورة وفد الحداد، عندما عبرت عن دهشتها من أن
الوفد الإخوانى اكتفى فى حديثه مع مسئولى الإمارات بأمر الـ 11 إخوانيا ، ولم
يهتم بـ350 مصريا معتقلا فى السجون الإماراتية، لمجرد أنهم ليسوا إخوانا.
وفى سياق التضليل، نسب الحداد
إلى الرئيس "محمد مرسى" فضل إطلاق الزميلة الصحفية "شيماء
عادل" من أحد السجون السودانية، رغم أن مرسى نفسه يعلم أنه لا فضل له فى ذلك،
فضلا عن أن التدخل لإطلاق صحفية اهتمت بأمرها وسائل الإعلام المصرية لم يكن يحمل
أية أهداف إنسانية أو وطنية، لكن كان الغرض منه "تلميع" الرئيس، الذى
كان لا يزال يحبو فى كى جى 1 رئاسة.
بيان الحداد حمل أكاذيب وأوهاما، بالإضافة إلى نبرة تهديد قبيحة لكل من
يتجرأ على نقد مؤسسة الرئاسة التى لم تعد تعمل إلا فى خدمة الإخوان فقط، لكن على
أية حال، فإن كل إناء ينضح بما فيه، فما بالك إذا كان هذا الإناء إخوانيا؟!!