رئيس التحرير
عصام كامل

تجربة الخشت

لست بصدد الدوران حول أفكار المفكر والفيلسوف المعاصر الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ولا نقاش أفكاره العلمية المتحررة حول صياغة خطاب دينى جديد بدلا من فكرة تجديد الخطاب الدينى القديم ولن أتناول أفكاره حول تطور الأديان ولا كتبه الفلسفية القيمة. إنما أناقش فكرة حالة التوافق التي استطاع وهو العالم المنهك بين كتاباته واطلاعاته وانغماسه بين الدراسات والأبحاث ومشروعه العلمى الذي بدأه منذ بداية ثمانينيات القرن الماضى وبين القدرة على إدارة واحدة من أهم وأقدم الجامعات العربية.


النموذج الإداري الذي نجح في تقديمه الدكتور محمد الخشت واحد من النماذج التي يجب النظر إليها بعين الفحص والتدقيق بعد أن أثبت الباحث المدقق إنه قادر أيضا على الإدارة دون الذوبان في تفاصيل كان من الممكن أن تفقده دوره الفكري.

في حضرة صالون تنسيقية الأحزاب

استطاع الدكتور محمد الخشت أن يمارس دورا إداريا ناجحا وفي ذات الوقت لايزال منشغلا بمشروعه الفكري ويسهم بشكل جدى في تفاصيل معركة مصيرية ترتبط بحياة الانسان ومستقبله واستشرافه لهذا المستقبل بصياغات تليق بعصره.

في كثير من الاحايين كنا نتصور أن العلماء والمفكرين والكتاب غرقى بين أفكارهم وابحاثهم ومشروعاتهم الثقافية وقلما وجدنا واحدا منهم استطاع الجمع بين فكرة الإدارة القادرة على إيجاد حلول وتمهيد التربة في ظروف قاسية وبين تمسكهم بمشروعاتهم الفكرة.

راح ولم يأخذ معه الشر

إنشغل الدكتور محمد الخشت وسط اهتماماته الفكرية بإعادة الوجه الصبوح لـ"جامعة القاهرة" التي اعتلاها ضجيج دون طحن وأصبحت كما أراد لها ولايزال يناضل من أجل مشروع تطوير حالم بالوصول إلى ما هو أبعد من توقعات البعض.

لم ينهك نفسه ويريح قريحته بأن الإمكانيات محدودة وليس في الإمكان أفضل مما هو كائن وحقق الكثير في وقت كان البعض يرى في الدكتور محمد الخشت مجرد مفكر غارق في تفاصيل بحثية وعلمية ستهدر وقت الجامعة وقيمتها أكثر مما أهدرت غير أنه حقق ما لم يكن على البال ولايزال أمامه الكثير.
الجريدة الرسمية