رئيس التحرير
عصام كامل

نحن الرياح ونحن البحر والسفن!

أثناء رحلتك في الحياة أبحرت بقاربك في اتجاه شواطئ عديدة ظنًا منك أنها الأجمل، ولكنك في كل مرة كنت تكتشف أنها ليست على مستوى آمالك وأحلامك، فتبحر من جديد لكي يرسو قاربك على الشاطئ الذي تصبو إليه، ولكنك لم تستطع العثور عليه حتى الآن..


وبينما تشعر أنك تكاد أن تخور قواك من كثرة التجديف دون الوصول لوجهتك وهدفك، ولا تعرف أين السبيل الذي يعينك على التغلب على هذا الشعور القاسي، يأتيك من بعيد صوت "المتنبي" حاملًا إليك البشارة والهداية في أبياته الخالدة التي طالما شكلت معانيها الرائعة نبراسًا مضيئًا، ووهجًا منيرًا، لكل من يبغى الوصول "للشواطئ الأجمل"، والتي يقول فيها:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم!

على قدر أهل العزم تأتي العزائم... وتأتى على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها... وتصغر في عين العظيم العظائم

تتبع يا صديقى كل قصص حياة الناجحين والنابهين، وتعمق في قراءة كل تفاصيل الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، والكيفية التي تغلبوا بها عليها لكى يصلوا بسلام إلى "شواطئهم الأجمل"، ستجد أن القاسم المشترك بينهم جميعًا في ذلك هو تحليهم بالعزم المطلق، والإرادة الحديدية التي لا تلين أو تنكسر تحت أي ظرف من الظروف مهما طال الزمن..

نحن!
يستصغرون صخور الممانعة مهما كبرت، ويفتتونها إلى ذرات ضئيلة لتصبح عديمة التأثير عليهم. لا تعلم أبناءك بيت المتنبى:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه... تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن
بل علمهم أبيات الدوافع والهمة:
تجرى الرياح كما تجرى سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجى شيئَا بهمته... يلقاه لو حاربته الإنس والجن
فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها... تجرى الرياح كما رادت لها السفن

إذًا فالطريق جلى وواضح.. ثق بنفسك، ولا تنصت إلى المشككين والمحبطين، وزود قاربك بكل سبل العلم والعزم والإرادة، وحرره من أثقال اليأس والخوف، وحصنه وقويه بحسن الظن بالله وحسن التوكل عليه، وستصل حتمًا إلى "شاطئك الأجمل" بإذن الله تعالى.
الجريدة الرسمية