وإذا أصيب القوم في أخلاقهم!
شهدت السنوات الأخيرة
بصورة لا يمكن أن تخطئها أي عين تراجعًا حادًا في منظومة القيم والسلوكيات الحميدة،
التي كنا نفتخر بأنها هي السائدة في بلادنا الغالية، مثل: الأمانة، والشهامة، والوفاء
بالوعد، والتراحم، وشرف وصدق الكلمة، وعفة اللسان..
وهو ما أدى إلى التنامى المخيف للعديد من الظواهر شديدة الخطورة على المجتمع، متمثلة في الانتشار الواسع للألفاظ البذيئة، ورمى الشرفاء بالباطل، وقذف المحصنات، وإخلاف الوعود، والتربح غير الشرعى سواء بالنصب أو الرشوة أو السرقة، ناهيك عن ممارسة الظلم البين، والغش، والكذب، والتدليس، والنفاق الفج، واستحلال تسريب العديد من التسجيلات الصوتية والمرئية الفاحشة.
نحن!
وإذا أردنا أن نبحث عن السبب الحقيقى الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فإنه يكون دون أدنى شك هو "غياب الأخلاق".. لأنه بغيابها يغيب كل ما هو جميل، حيث تمثل الأخلاق أساس صلاح الأفراد، الذين بصلاحهم يصلح كل المجتمع.. والمفهوم العميق لها يدلنا على أنها مجموعة من القيم والمبادئ التي ترتقى بالسلوك الإنسانى كالعدل، والمساواة، واحترام الكبير، ومراعاة الصغير، وأدب الخطاب، وحسن التعامل، والمروءة، والشهامة، والتسامح، والعفو.. لذلك فهى تمثل أساس القوانين في أي مجتمع عادل.
ولعظم قيمة الأخلاق أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما حدثنا عن جوهر رسالته: أنه قد بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وأخبرنا كذلك أن أقربنا منه مجلسًا يوم القيامة هم أحاسننا أخلاقًا، كما دلنا على أن حسن الخلق هو أثقل شىء في ميزان حسنات الإنسان يوم القيامة، وعندما كرمه الله جل وعلا بوصف وصفه بجوهر رسالته، حيث قال سبحانه وتعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم".
ولأن الأخلاق تمثل الروح التي لا تموت في غيابنا، فقد بين لنا أمير الشعراء "أحمد شوقى" مدى خطورة غيابها عن أفراد المجتمع في بيته الخالد الذي يقول فيه:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتمًا وعويلا
بناء القناعات!
ولهذا فإننى أرجو من جهات الاختصاص في الدولة أن تنتبه لمدى خطورة قضية تراجع الأخلاق على كل المجتمع، وأن تستعين بعلماء الاجتماع المشهود لهم بالعلم والكفاءة لتدارس هذا الأمر فائق الأهمية، ووضع الحلول الصحيحة له على المدى الزمنى القريب والمتوسط والبعيد، حتى لا نفاجأ بتحلل وتآكل ما تبقى من منظومة الأخلاق والقيم في بلادنا الغالية، وانحدار الأجيال جيلًا بعد جيل، إلى مدارج السقوط والانهيار الأخلاقي.
وهو ما أدى إلى التنامى المخيف للعديد من الظواهر شديدة الخطورة على المجتمع، متمثلة في الانتشار الواسع للألفاظ البذيئة، ورمى الشرفاء بالباطل، وقذف المحصنات، وإخلاف الوعود، والتربح غير الشرعى سواء بالنصب أو الرشوة أو السرقة، ناهيك عن ممارسة الظلم البين، والغش، والكذب، والتدليس، والنفاق الفج، واستحلال تسريب العديد من التسجيلات الصوتية والمرئية الفاحشة.
نحن!
وإذا أردنا أن نبحث عن السبب الحقيقى الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فإنه يكون دون أدنى شك هو "غياب الأخلاق".. لأنه بغيابها يغيب كل ما هو جميل، حيث تمثل الأخلاق أساس صلاح الأفراد، الذين بصلاحهم يصلح كل المجتمع.. والمفهوم العميق لها يدلنا على أنها مجموعة من القيم والمبادئ التي ترتقى بالسلوك الإنسانى كالعدل، والمساواة، واحترام الكبير، ومراعاة الصغير، وأدب الخطاب، وحسن التعامل، والمروءة، والشهامة، والتسامح، والعفو.. لذلك فهى تمثل أساس القوانين في أي مجتمع عادل.
ولعظم قيمة الأخلاق أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما حدثنا عن جوهر رسالته: أنه قد بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وأخبرنا كذلك أن أقربنا منه مجلسًا يوم القيامة هم أحاسننا أخلاقًا، كما دلنا على أن حسن الخلق هو أثقل شىء في ميزان حسنات الإنسان يوم القيامة، وعندما كرمه الله جل وعلا بوصف وصفه بجوهر رسالته، حيث قال سبحانه وتعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم".
ولأن الأخلاق تمثل الروح التي لا تموت في غيابنا، فقد بين لنا أمير الشعراء "أحمد شوقى" مدى خطورة غيابها عن أفراد المجتمع في بيته الخالد الذي يقول فيه:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتمًا وعويلا
بناء القناعات!
ولهذا فإننى أرجو من جهات الاختصاص في الدولة أن تنتبه لمدى خطورة قضية تراجع الأخلاق على كل المجتمع، وأن تستعين بعلماء الاجتماع المشهود لهم بالعلم والكفاءة لتدارس هذا الأمر فائق الأهمية، ووضع الحلول الصحيحة له على المدى الزمنى القريب والمتوسط والبعيد، حتى لا نفاجأ بتحلل وتآكل ما تبقى من منظومة الأخلاق والقيم في بلادنا الغالية، وانحدار الأجيال جيلًا بعد جيل، إلى مدارج السقوط والانهيار الأخلاقي.