رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حدث في البنك التجاري الدولي؟

للحوادث الفجائية مواصفات أولاها أنه قد لا يكون للمرء دخل بها أو أنها حوادث عارضة لم يخطط لها مثل اندلاع حريق في مكان حساس، أو سقوط بناية ضخمة أو خروج قطار عن سكته، أو سيول تجتاح قرى أو مدنا رغما عن الإنسان، تخلف ضحايا وخسائر.


أما أن يستيقظ الناس على أخبار متضاربة حول واحد من أهم بنوك القطاع الخاص وتؤدى تلك المعلومات المتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعى إلى تهديد منشأة بنكية تتعامل مع المليارات ولها أسهم في البورصة، ومن ثم تنهار تلك الأسهم، ويصاب الناس بالذعر والخوف فتلك فوضى غير مبررة.

خباز البرلمان القادم.. مجرد هاوٍ
أن تنتشر أوراق لا نعرف إن كانت مزيفة أو صحيحة حول أداء البنك، ووجود مخالفات وصفت بأنها جسيمة دون بيان رسمي ينفي أو يؤكد ذلك، وترك السوق المصرفي يضرب أخماسا في أسداس فتلك مصيبة أخرى.

إننا في الوسط الصحفي ندرب أبناءنا على أن البنوك من المؤسسات الأكثر حساسية، ولا يجوز نشر أخبارها دون مصادر حقيقية من داخلها أو من داخل منظومتها الرسمية، لذا نتساءل كيف تسربت تلك الأوراق إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت النتيجة كارثة بكل المقاييس خرجت شظاياها من الداخل وعبرت الحدود، وأثرت بشكل مروع على الصورة الذهنية للبنك الأكبر في البلاد.

الأكثر إثارة أن الحقيقة لاتزال تائهة دون مواجهة حقيقية تجيب على الاستفسارات التي طرحتها عملية التسريب الممنهجة أو تواجه ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعى من اجتهادات غير مبنية على مصدر حقيقي من داخل المنظومة المصرفية؟!!

التعامل مع قضايا البنوك يتسم بحساسية مفرطة، لأنه يرتبط بالنظام المصرفي للدولة ومصالح العباد وقدر الثقة التي يجب أن تتمتع به البنوك إذ إن البنوك ليست شركات مقاولات يمكن تناول ما يجرى فيها دون حسابات أو دون تدقيق وتمحيص وتأن!!

رسالة مصر في احتفالية المولد
ما جرى أكبر من تسميته بالفضيحة أو الفوضى، لأن تأثير ذلك يتعدى حدود المؤسسة البنكية وقد يصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ويكفي ما حدث في بورصة لندن بسبب هذا التداعي الخطير.

يا سادة إن النظام المصرفي لأى دولة جزء من هيبتها وسمعتها وثقة العالم بها، ولا يمكن اعتبارها حزبا سياسيا يمكن الانقلاب عليه أو دس الوقيعة بين أعضائه، وأظن أن تحقيقا شفافا حول ما جرى يعيد للناس ثقتها في بنوكها ونظامها المصرفي.
الجريدة الرسمية