حكايات من مصر.. لويس جوميل يطور زراعة القطن ومحمد علي يجعله عصب الاقتصاد
على مدار العصور والعهود المتعاقبة، حفل التاريخ المصري بالعديد من الأحداث والحكايات التي ظلت تروى جيلا بعد جيل، أو تلك التي لم يعرفها الكثيرون.
وفي محاولة منه لرسم خيوط ما مر به المصريون، وحال حكامه المتواليين منذ العصور الوسطى، وحتى حكم أسرة محمد علي باشا، سخَّر المؤرخ والكاتب الصحفي صلاح عيسى قلمه على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف، تنير لقارئها دلالات عصرها، ودونها في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر".
وفي صورة ومضات سريعة، وأسلوب سهل يفهمه الدارسون وغير الدارسين، نجح الراحل صلاح عيسى، في تسليط الضوء على فترة هامة من عمر الأمة المصرية.
ويحكى صاحب هوامش المقريزي، كيف تطورت زراعة القطن في مصر في عهد محمد علي باشا ، وكيف أصبح أهم المحاصيل المصرية، وعصب الاقتصاد الوطني، واعتماد المصانع الأجنبية عليه كعنصر أساسي في تصنيع المنتجات والملابس.
يقول: كان المهندس الفرنسي لويس جوميل هو أول من أدخل زراعة القطن إلى مصر وكان قد هجر وطنه فرنسا وجاء ليعمل في مصر عقب خلافات حادة مع زوجته دفعته للهرب منها والاستقرار في أحد مصانع النسيج التي أنشأها محمد علي وفي عام 1818 كان يزور صديقا له من أمراء المماليك فلاحظ في حديقته بضع شجيرات محملة بزهر أبيض اكتشف أنها قطن.
وقال الأمير المملوكي إنه قطن للزينة حصل على بذوره من صديق هندي، وسمح للمهندس الفرنسي بناء على طلبه بأخذ كمية من البذور، وقام جوميل بزراعتها في حديقته، وعندما اكتمل نضجها أخذ يقيس أليافها ويختبر متانتها، فاكتشف أنها توازي أفضل أنواع القطن المعروفة في العالم وقتها.
وكان القطن معروفا في مصر أيامها، إذ كان يزرع بها نوعا من القطن البلدي قليل المحصول قصير التيلة، بينما كان القطن الأمريكي أفضل الأنواع المعروفة وقتها، ولذلك فإن جوميل ما كاد يقدم نتيجة تجربته لمحمد علي حتى أمر بتجربة الصنف الجديد في عدد محدود من الأفدنة.
وفي عام 1821 انتهت التجارب، وأنتجت مزارع القطن محصولا كافيا للتصدير، فكلف محمد علي باشا أحد بيوت التصدير الأجنبية بأخذ عينات منه وعرضها في أسواق إنجلترا، فلم يكد الغزالون في لانكشير يرون القطن الجديد حتى تهافتوا عليه، وانهالت الطلبات على مصر، فتوسع محمد علي في زراعة القطن.
وبعث المهندس لويس جوميل إلى الهند ليأتيه ببذور أصلية، وليدرس أيضا طريقة زراعته هناك، فعاد الرجل وأطلع الباشا على نتيجة أبحاثه، فسر محمد علي سرورا عظيما وأمر بتوزيع كميات كبيرة من البذور على كبار المزارعين، وبدأ القطن الجديد يغزو مصر.
منذ ذلك الوقت ارتبط تاريخ مصر بالقطن، دخل حياة الناس فغيرها، وحول عمليات إنتاجه وتسويقه نشأت طبقات اجتماعية جديدة، وتغير نمط حياة الفلاح المصري، وارتفعت أثمان الأرض.
وأصبح محصول القطن المصري أساسا من أسس الصناعة الانجليزية، وأقيمت له مصانع خاصة في لانكشير، وظهرت في الأسواق منسوجات جديدة تقوم على قطن مصر مثل البوبلين.
وفي محاولة منه لرسم خيوط ما مر به المصريون، وحال حكامه المتواليين منذ العصور الوسطى، وحتى حكم أسرة محمد علي باشا، سخَّر المؤرخ والكاتب الصحفي صلاح عيسى قلمه على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف، تنير لقارئها دلالات عصرها، ودونها في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر".
وفي صورة ومضات سريعة، وأسلوب سهل يفهمه الدارسون وغير الدارسين، نجح الراحل صلاح عيسى، في تسليط الضوء على فترة هامة من عمر الأمة المصرية.
ويحكى صاحب هوامش المقريزي، كيف تطورت زراعة القطن في مصر في عهد محمد علي باشا ، وكيف أصبح أهم المحاصيل المصرية، وعصب الاقتصاد الوطني، واعتماد المصانع الأجنبية عليه كعنصر أساسي في تصنيع المنتجات والملابس.
يقول: كان المهندس الفرنسي لويس جوميل هو أول من أدخل زراعة القطن إلى مصر وكان قد هجر وطنه فرنسا وجاء ليعمل في مصر عقب خلافات حادة مع زوجته دفعته للهرب منها والاستقرار في أحد مصانع النسيج التي أنشأها محمد علي وفي عام 1818 كان يزور صديقا له من أمراء المماليك فلاحظ في حديقته بضع شجيرات محملة بزهر أبيض اكتشف أنها قطن.
وقال الأمير المملوكي إنه قطن للزينة حصل على بذوره من صديق هندي، وسمح للمهندس الفرنسي بناء على طلبه بأخذ كمية من البذور، وقام جوميل بزراعتها في حديقته، وعندما اكتمل نضجها أخذ يقيس أليافها ويختبر متانتها، فاكتشف أنها توازي أفضل أنواع القطن المعروفة في العالم وقتها.
وكان القطن معروفا في مصر أيامها، إذ كان يزرع بها نوعا من القطن البلدي قليل المحصول قصير التيلة، بينما كان القطن الأمريكي أفضل الأنواع المعروفة وقتها، ولذلك فإن جوميل ما كاد يقدم نتيجة تجربته لمحمد علي حتى أمر بتجربة الصنف الجديد في عدد محدود من الأفدنة.
وفي عام 1821 انتهت التجارب، وأنتجت مزارع القطن محصولا كافيا للتصدير، فكلف محمد علي باشا أحد بيوت التصدير الأجنبية بأخذ عينات منه وعرضها في أسواق إنجلترا، فلم يكد الغزالون في لانكشير يرون القطن الجديد حتى تهافتوا عليه، وانهالت الطلبات على مصر، فتوسع محمد علي في زراعة القطن.
وبعث المهندس لويس جوميل إلى الهند ليأتيه ببذور أصلية، وليدرس أيضا طريقة زراعته هناك، فعاد الرجل وأطلع الباشا على نتيجة أبحاثه، فسر محمد علي سرورا عظيما وأمر بتوزيع كميات كبيرة من البذور على كبار المزارعين، وبدأ القطن الجديد يغزو مصر.
منذ ذلك الوقت ارتبط تاريخ مصر بالقطن، دخل حياة الناس فغيرها، وحول عمليات إنتاجه وتسويقه نشأت طبقات اجتماعية جديدة، وتغير نمط حياة الفلاح المصري، وارتفعت أثمان الأرض.
وأصبح محصول القطن المصري أساسا من أسس الصناعة الانجليزية، وأقيمت له مصانع خاصة في لانكشير، وظهرت في الأسواق منسوجات جديدة تقوم على قطن مصر مثل البوبلين.