رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة هيكل: لن أفصح عن خطتي لتطوير الإعلام قبل عرضها على الرئيس.. ولا أسعى لتلميع نفسي (حوار)

أسامة هيكل وزير الدولة
أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام
لم أقصد الإساءة إلى زملائى الصحفيين.. ولا بد من تطوير حقيقى وجاد ومواكبة للوسائل الحديثة

تلقيت 130 تكليفًا من الرئيس ومدبولى.. 


أعمل بأقل الإمكانيات وفى ظل ظروف صعبة.. والمقر الحالى مؤقت

نعمل على رؤية متكاملة لإعادة هُوية الشخصية المصرية واستعادة الأخلاق الحميدة


قال أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام: إنه منذ توليه مهام الوزارة يواجه تحديات إدارية وفنية عديدة ومعقدة، فرضتها ظروف مختلفة للوزارة عما كانت عليه قبل قرار إلغائها من الحياة الإعلامية، ثم إعادة الوزارة للظهور من جديد.

وتحدث "هيكل" فى حوار لـ"فيتو" عن أزمته الأخيرة مع بعض الصحفيين، وردَّ على اتهامات البعض بأنه لم يقدم سياسة واضحة لتطوير الإعلام منذ جلوسه على كرسي الوزارة وتلميع نفسه فى المؤتمرات، وكشف خلال الحوار عن طبيعة التكليفات الرئاسية والحكومية التى تلقاها مؤخرًا .. وإلى التفاصيل: 

*بداية .. حدثنا عن عن أزمتك مع بعض الصحفيين بعد تصريحاتك عن تراجع توزيع الصحف وعدم وصول وسائل الإعلام المرئية لشرائح من المجتمع أهمها الشباب تحت سن الـ 35؟

لا أستغرب من حالة الهجوم علَيَّ، لمجرد أننى ذكرت حقائق عن الصحافة الورقية، ومعظم الذين يهاجمونى أنفسهم منذ شهور هناك تصريحات لهم ثابتة ومنشورة تحمل نفس المعنى، ولم أقصد بحديثى الصحافة القومية فقط، بل تحدثت عن كل الصحف الورقية التي تراجع توزيعها بشكل ملحوظ.

والمصدر الذي اعتمدت عليه في حديثى هو تقرير سري تم تسليم رئيس الوزراء مصطفى مدبولى نسخة منه، وكذلك وزير الدولة للإعلام نسخة ثانية وهو صادر عن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الذي أصبح حاليًا رئيسًا للمجلس الأعلى للإعلام كرم جبر قبل تصعيده في منصبه الجديد ، ونسب الأرقام الخاصة بتوزيع الصحف الورقية تمثل تراجعًا، لكننى أرفض الإفصاح عن تلك الأرقام أو إعطاء نسخة من التقرير، وسأكتفى بالتأكيد على أن رئيس الوزراء وهو لديه نسخة من ذلك التقرير الكاشف للحقيقة.

*إذن بعد هذا التوضيح.. ماذا كان هدفك من التصريح؟

كنت أهدف من تصريحاتى أن أحث الجميع على التطور وضرورة البحث عن حلول للأزمة، ومحاولة إيجاد وسائل أسرع وأقوى للتواصل مع المواطن بحكم دورى كوزير دولة للإعلام عليه أن يطرح الرؤى أو مواكبة التطور.

*لكن البعض زعم أن حديثك يقلل من مهنة الصحفي أو الإعلامي؟ 

لم أقصد على الإطلاق من حديثى التقليل من مهنة الصحفي أو الإعلامي، لأنها علامة رئيسية من علامات الديمقراطية في الدول وكل غايتى كانت ضرورة البحث عن حلول لمواكبة التطور التكنولوجي الهائل، والعمل على زيادة تأثير وفاعلية وسائل الإعلام في الدولة.

*سيادة الوزير.. يتهمك البعض بعدم إفصاحك عن رؤيتك الحالية لتطوير المنظومة الإعلامية وبأنك لم تقدم سياسة واضحة لتطوير الإعلام منذ جلوسه على كرسي الوزارة .. ما ردُّك؟

كنت أود الرد على كل المعارضين لي وأعطيهم خلاصة الروشتة التي أرى فيها علاجًا للوضع الإعلامي لكن ما يمنعني أنني انتظر موعد لقاء مع الرئيس السيسي لعرضها عليه أولًا والحصول على رأيه فيها، لا سيما وأن الرئيس وجه بضرورة العرض عليه لخطة متكاملة بكل تفاصيلها، والتكاليف المتوقعة لتنفيذها والمدى الزمني ولا يصح أن أقوم بنشر تلك الخطة على الرأي العام قبل أن يصدر قرار الرئيس فيها سواء بالتنفيذ أو التعديل أو الإرجاء لها.

لكن ما يريده التطوير والتدريب وضرورة اللحاق بالدول المتقدمة التي أعلن بعض منها أنه لا مكان للصحف الورقية فيها مع حلول يناير من العام القادم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهناك دول أخرى أدخلت الذكاء الاصطناعي في العملية الإعلامية.

ووزارة الدولة للإعلام أصبحت مصدر ثقة لدى العديد من الوزارات التي بدأت في إسناد حملات إعلامية وتنفيذ مبادرات لها ومنها السياحة والبيئة والصحة، كما أن اهتمام الرئيس السيسي الشخصي وحديثه كثيرًا مع وزراء عديدين عن منظومة القيم والأخلاق ، وما طرأ على الشخصية المصرية تم ترجمته سريعًا بعقد اجتماع مع بعض الوزراء المعنيين للعمل على ذلك الملف وإعداد رؤية متكاملة لإعادة الشخصية المصرية إلى هُويتها.

واستعادة الروح والأخلاق الحميدة في كل تصرفات المواطنين، وسوف يتم تسليم ذلك الملف للرئيس قريبًا، متضمنا أهمية لعب الدراما والسينما دورًا كبيرًا في إنجاح ذلك الأمر، وإنتاج أعمال فنية يمكنها التأثير في نفوس الشباب وتغيير أفكارهم نحو الأفضل.


*تواجه كوزير دولة لشئون الإعلام حزمة مشاكل إدارية وأزمات منذ عودتك للوزارة .. حدثنا عنها؟

أولًا.. المقر المخصص للوزارة حاليًا هو مكان مؤقت منحه رئيس الحكومة لحل أزمة عدم وجود مقر لوزارة الإعلام، حيث إن الفيلا التي يتم إدارة أمور وزارة الدولة للإعلام منها هي ملك هيئة قناة السويس في الأساس، وحينما تم استلامها لم تكن هناك ميزانية لتجهيزها وفرشها بالأثاث، ما استدعي جلب بعض القطع والأثاث من مدينة الإنتاج الإعلامي، ولا يزال ذلك الأثاث هو الموجود حاليًا، ويتم استغلاله في كل الأعمال والمؤتمرات التي تجري وقائعها داخل وزارة الدولة للإعلام.

*ماذا عن النظام الإداري المتكامل الذى استحدثته مؤخرًا لموظفي الوزارة؟ 

ملف التحديات الإدارية أيضًا أمام وزارة الدولة الإعلام اتسع لخطوات أخرى، منها: عدم وجود هيكل وظيفي محدد أو إدارات مخطط لها، وقد بذلت مجهودا لإقرار نظام إداري متكامل داخل الوزارة تم الانتهاء منه رسميا، وتمويل الدرجات الوظيفية للموجودين في ديوان وزارة الإعلام في 12 أكتوبر الجاري، بعد مرور 9 شهور من العمل بأقل الإمكانات حسب وصفه، وقبل إقرار ميزانية خاصة للوزارة من وزارة المالية.

*ماذا عن طبيعة التكليفات الرئاسية والحكومية التى تلقيتها مؤخرًا؟ 

في ظل التحديات الإدارية العديدة التي واجهتنى طيلة الشهور الماضية، كان الإنجاز في الجانب الفني بعمل الوزارة حاضرا ، وقد تلقيت 130 تكليفًا إعلاميًا من رئاسة الجمهورية، وكذلك من مجلس الوزراء، تتعلق بمطالب إعلامية يجب تنفيذها، ومبادرات يتم الترويج لها بما يخدم توجهات الدولة نحو التنمية والنهضة، إلى جانب عدد من المؤتمرات الصحفية التي تم عقدها في مقر الوزارة، بغرض إشراك المواطن في القرارات والتعريف بها بكل شفافية.

*هناك من اتهمك بتلميع نفسك فى هذه المؤتمرات؟

ليس صحيحًا أن هذه المؤتمرات لتلميع نفسى والظهور على الشاشات أو تصدر المشهد كما روج البعض واتهمونى بذلك، بل أن هذه المؤتمرات خاصة بأزمة السيول وكورونا وكان هدفها التأكيد على الدور الهام لوزارة الدولة للإعلام ، ونالت إشادة وسائل إعلام دولية.

وكذلك القبول من الشارع الذي بدأ في الاهتمام بها وانتظار مواعيدها، خاصة مع إقناع رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بالحديث في بعضها، رغم أنه من الذين يفضلون العمل في صمت بعيدا عن عدسات الكاميرات ولا يحب الظهور الإعلامي كثيرًا.

*أين الشباب فى وزارة الدولة للإعلام؟

الاعتناء الأكبر في وزارة الدولة للإعلام بالشباب، وقد استعانت الوزارة بعدد كبير منهم، بعد خضوعهم لتقييم ومعايير محددة لاختيار مجموعة منهم أصبحت مهمتها إنشاء وحدة رصد وتحليل للأداء الإعلامي داخليًا وخارجيًا، بما يخدم صناع القرار حول اتخاذ الاتجاه الصحيح وقياس فعلى لمؤشرات وتأثير الإعلام.

*كلمة أخيرة فى نهاية الحوار؟

أنا لست في خلاف مع أي زميل صحفي أو إعلامي أو صحيفة، بل إنني أرى أن الدولة لا تستطيع أن تستغني أولًا عن إعلامها الرسمي المتمثل في ماسبيرو والصحافة القومية وكذلك الإعلام الخاص الذي أصبح داعمًا وبقوة للدولة هو الآخر.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية