رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إسرائيل شرقا.. وجنوبا!

يدهشك من لا يعرفون إلا ترديد جملة "ما لو كانوا سمعوا كلام السادات كان أفضل لهم" عند كل تطبيع بين دولة عربية وإسرائيل دون أي نظر لمصالح وطنهم من هذا الاتفاق أو ذاك. هذه العقول التي تربت إعلاميا علي المكايدة والمعايرة واجترار الماضي دون أي قدرة أو حتى دون أي رغبة في استخدام العقل والمنطق بما يجعل هذه السذاجة وربما البلاهة تصلح لخناقات الأطفال ومعارك تلاميذ المدارس!


تعالوا أجيبوا علينا.. ماذا لو طلبت إسرائيل قاعدة بحرية على سواحل السودان على البحر الأحمر؟ إذا كانت العلاقات بنيت بمبدأ العصا والجزرة فما بالكم بحالها بعد التطبيع؟ وإذا لم يصل الأمر إلى قاعدة عسكرية فلماذا لا تكن بالتواجد الدائم تحت عنوان التعاون العسكري؟!

نتنياهو وسر الإصرار علي "السودان"!
وإذا لم يتم ذلك كله فماذا لو وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الري؟ من هي الدولة التي ستخسر من ذلك ؟! وإذا انتقل التعاون إلى مجال الزراعة من هي الدولة التي ستخسر إذا تعاونت إسرائيل والسودان زراعيا؟! وماذا لو أعطيت تسهيلات بترتيبات محددة لعملاء الموساد ليعملوا على الحدود مع مصر بأي حجة؟ بالقرب من السد العالي بالقرب من أي حدود أخرى تسمح بتهريب السلاح والإرهابيين ؟! 

وماذا لو وفرت إسرائيل أي شيء كانت السودان تحتاجه من مصر؟! الأسئلة لا تنتهي.. والاجابات مؤلمة.. وأصبحت مساحة "الأمان القومي المصري" إذا جاز التعبير تتقلص كل يوم، فالرئيس السيسي الذي قطع خطوات كبيرة لاسترداد أفريقيا والتصدي للتوغل الإسرائيلي وأرسل خبراء ومهندسين وأطباء ومساعدات لدول أفريقية عديدة لكننا نجد الآن إسرائيل علي الحدود الجنوبية!
ولم يعد يتوقف الأمر على شبهات تعاونها مع إثيوبيا فقد بات هذا الكلام قديما!

لو كنت "صهيونيا"!
أما حكاية إن الرئيس هنأ السودان على الاتفاق فهذه قواعد بروتوكولية وأعراف دبلوماسية لا يصح التخلي عنها لكن لا يمنع ذلك أبدا من بحث المؤسسات والأجهزة المصرية أبعاد ما جري وتأثيره على أمننا القومي رغم كل النيات الطيبة للأشقاء في السودان إذ الأزمة أصلا ليست فيهم إنما في إسرائيل وقدراتها بالتعاون مع أمريكا على تقديم أي دعم بقدرات اقتصادية ومالية أكبر من مصر بطبيعة الحال..
ولكن.. ستبقي مصر بإذن ربها عصية على أي مؤامرات وأي متآمرين!
Advertisements
الجريدة الرسمية