يوسف السباعي يكتب وصفا دقيقا لجنازة الموسيقار محمد فوزي
فى مثل هذا اليوم 21 أكتوبر 1966 خرجت جنازة الفنان محمد فوزى الذى رحل يوم العشرين، لكنه طلب ألا يدفن ليلا.. وكانت وصيته بأن تبدأ جنازته من ميدان التحرير.. وقد ودعه إلى مثواه الاخير جمهور عريض.. على رأس المودعين الدكتور عبد القادر حاتم والسيد فرج وكيل وزارة الارشاد نائبا عن الوزير محمد فايق، ولم يتحمل اسماعيل يس الموقف فأغمى عليه.
كما أصر المطرب محرم فؤاد على حمل النعش، كما اصر يوسف وهبى على توديعه حتى المقبرة.. ولم تتحمل زوجته كريمة فأغمى عليها عند دفن الفقيد الراحل.
ويصف الأديب يوسف السباعى ــــــ رحل عام 1978 ـــــ ما حدث فى جنازة محمد فوزى ونشرته جريدة الجمهورية، فقال تحت عنوان: (سرت أشيع محمد فوزى):
لم أستطع ان أجد طريقى فى السرادق من فرط تزاحمهم، ولم أعرف أعزى حتى لمحت وجه فريد شوقى فشددت على يده ثم دخلت أخوض وسط الزحام.
امتدت مسيرة الجنازة من ميدان التحرير حتى مسجد الإمام الحسين، وصُلي على الجثمان ثلاث مرات الاولى فى مسجد عمر مكرم والثانية فى مسجد الإمام الحسين والثالثة فى مسجد الكحلاوى بالبساتين حيث دفن الفنان الراحل.
بدأت الجنازة فأحسست أنه لابد أن أبذل جهدا لألحق بالنعش.. ولم أجد فى نفسى قوة من تدافع الجماهير فتركت نفسى أتطوح مع تيار المشيعين.
وقابلت وسط الزحام أحمد مظهر، وسألنى شفت يوسف وهبى ؟ قلت له: أيوة شفته كله نشاط يجرى وراء الجنازة.. قال: أمال فين عماد حمدى وصلاح ذو الفقار ؟ وكانا على الرصيف الآخر.
وشاهدت هدى سلطان تسير ببطء ونحيبها يعلو والأولاد يتسلقون البيوت والشجر لمتابعة الجنازة.
وفجأة سمعت أصواتا اشبه بهتاف المظاهرات ايام الوفد، لكنها هذه المرة تقول (يادايم ولا دايم غير الله).
70 قرشا «يومية» محمد فوزي في مصنع الأسطوانات
وعبرت الجنازة شارع القصر العينى، وتوقف المشيعون لتقديم واجب العزاء.. الزحام شديد والمشيعون لا تبدو عليهم سيماء التعزية.
دفعت هذا بكتفى وهذا بكوعى حتى اقتربتُ من الصف الذى يتقبل العزاء ووجدت الازدحام يزداد وإذا بتحية كاريوكا تصيح ماتوسع ياواد انت وهو.. خلوا الناس يعزوا.. الله يخرب بيتكم.
وبدأ الطريق يفتح، وشيئا فشيئا وصلت أنا ومظهر الى فريد شوقى، وكان يسلم بيد ويجفف العرق الذى يتصبب منه باليد الأخرى.. وبدا كل الناس حزانى مرهقين مكدودين.. المتفرجون والمعزون والذين يتقبلون العزاء.
إلا واحدًا فقط هو الذى كان مستريحا هو محمد فوزى، ربنا تاب عليه من كل المتاعب: متاعب الجرى وراء جنازات الزملاء ومتاعب الجرى وراء الرزق ووراء الافلام والألحان.. والجرى من متاعب كل هؤلاء الذين جروا وراء جنازته من جمهور وزملاء واقارب ومسئولين.
إنها المرة الوحيدة التى استطاع فيها فوزى ان يجلس على أكتافهم دون أن تتطاول إليه متاعبهم وأحقادهم مرة واحدة.. وللأسف لا تحدث للإنسان إلا مرة واحدة.
كما أصر المطرب محرم فؤاد على حمل النعش، كما اصر يوسف وهبى على توديعه حتى المقبرة.. ولم تتحمل زوجته كريمة فأغمى عليها عند دفن الفقيد الراحل.
ويصف الأديب يوسف السباعى ــــــ رحل عام 1978 ـــــ ما حدث فى جنازة محمد فوزى ونشرته جريدة الجمهورية، فقال تحت عنوان: (سرت أشيع محمد فوزى):
لم أستطع ان أجد طريقى فى السرادق من فرط تزاحمهم، ولم أعرف أعزى حتى لمحت وجه فريد شوقى فشددت على يده ثم دخلت أخوض وسط الزحام.
امتدت مسيرة الجنازة من ميدان التحرير حتى مسجد الإمام الحسين، وصُلي على الجثمان ثلاث مرات الاولى فى مسجد عمر مكرم والثانية فى مسجد الإمام الحسين والثالثة فى مسجد الكحلاوى بالبساتين حيث دفن الفنان الراحل.
بدأت الجنازة فأحسست أنه لابد أن أبذل جهدا لألحق بالنعش.. ولم أجد فى نفسى قوة من تدافع الجماهير فتركت نفسى أتطوح مع تيار المشيعين.
وقابلت وسط الزحام أحمد مظهر، وسألنى شفت يوسف وهبى ؟ قلت له: أيوة شفته كله نشاط يجرى وراء الجنازة.. قال: أمال فين عماد حمدى وصلاح ذو الفقار ؟ وكانا على الرصيف الآخر.
وشاهدت هدى سلطان تسير ببطء ونحيبها يعلو والأولاد يتسلقون البيوت والشجر لمتابعة الجنازة.
وفجأة سمعت أصواتا اشبه بهتاف المظاهرات ايام الوفد، لكنها هذه المرة تقول (يادايم ولا دايم غير الله).
70 قرشا «يومية» محمد فوزي في مصنع الأسطوانات
وعبرت الجنازة شارع القصر العينى، وتوقف المشيعون لتقديم واجب العزاء.. الزحام شديد والمشيعون لا تبدو عليهم سيماء التعزية.
دفعت هذا بكتفى وهذا بكوعى حتى اقتربتُ من الصف الذى يتقبل العزاء ووجدت الازدحام يزداد وإذا بتحية كاريوكا تصيح ماتوسع ياواد انت وهو.. خلوا الناس يعزوا.. الله يخرب بيتكم.
وبدأ الطريق يفتح، وشيئا فشيئا وصلت أنا ومظهر الى فريد شوقى، وكان يسلم بيد ويجفف العرق الذى يتصبب منه باليد الأخرى.. وبدا كل الناس حزانى مرهقين مكدودين.. المتفرجون والمعزون والذين يتقبلون العزاء.
إلا واحدًا فقط هو الذى كان مستريحا هو محمد فوزى، ربنا تاب عليه من كل المتاعب: متاعب الجرى وراء جنازات الزملاء ومتاعب الجرى وراء الرزق ووراء الافلام والألحان.. والجرى من متاعب كل هؤلاء الذين جروا وراء جنازته من جمهور وزملاء واقارب ومسئولين.
إنها المرة الوحيدة التى استطاع فيها فوزى ان يجلس على أكتافهم دون أن تتطاول إليه متاعبهم وأحقادهم مرة واحدة.. وللأسف لا تحدث للإنسان إلا مرة واحدة.