رئيس التحرير
عصام كامل

المحتال.. خارج بورسعيد الحرة!

في ديسمبر الماضي قلنا على صفحتنا على فيسبوك إن التماثيل تكون لـ "الأبطال" وليس لـ "المحتالين" ودعونا المصريين إلي صناعة رأي عام لمنع عودة تمثال النصاب الفرنسي ديلسيبس إلى مكانه على قناة السويس بمدخل بورسعيد.. كان الهدف أن تصل الرسالة إلى أعلى مستوى.. لماذا؟


لأن هناك من يضغط بتقديم رسالة إلى أعلى مستوى أيضا مفادها أن "المذكور هو صاحب فكرة القناة التي كانت عملا هندسيا عظيما أفاد البشرية"، وفريق آخر يقول إن "الطريق إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا يمر عبر عودة التمثال والذي سيكون منطقة جذب سياحي".. قال يعني السائح الفرنسي سيترك الأقصر وأسوان والأهرامات وأبو الهول وسقارة وشرم الشيخ والغردقة وغيرها ليذهب إلى بورسعيد ليس ليزور بلد الأبطال الجميلة وإنما ليزور التمثال!!
مشروع لتكريم "كل" أبطال أكتوبر !
هذه المبررات التي حاولت أن تدهس الكبرياء المصري وتهين دماء الشهداء التي أريقت للدفاع عن مصر كلها وعن كرامتها واستقلالها من فوق أرض بورسعيد الباسلة التي قدمت لأحرار العالم كله نموذجا في الصمود الاسطوري حتي صارت رمز المقاومة في العالم - يزعم جرابيع الإخوان إن ٥٦ هزيمة - وهنا جاء اليقين إن هذا لن يحدث ولن يتم ولن يعود التمثال إلي قاعدته التي نسفها الأحرار في العدوان الثلاثي!

أجدادنا سيقوا بالسخرة إلي حفر القناة.. أجدادنا ماتوا من الجوع والمرض والتعذيب ودفنوا علي هذه الأرض الطاهرة.. اجدادنا جلدوا وسجنوا وأهينوا علي ضفاف القناة.. أجدادنا دفنوا بعد أن ذابت اجسادهم في إنفجارات فسفورية وكيميائية لمخازن غير مؤمنة.. أجدادنا دفنوا هناك في انزلاقات طينية.. كل هذه الجرائم إرتكبها ديليسيبس ورجاله.. ومن بقي علي قيد الحياة عاش على رغيف خبز واحد وبصلة واحدة يوميا !

هذا المجرم يجد من يدافع عنه.. ويجد من "الأطرياء" من يريد أن يحفظ سيرته وهو ليس إلا مسجل خطر دوليا نهب أموالنا حتي أضاعها إسماعيل كاملة وجاء بلجان الديون.. ولم يعوض هؤلاء الفلاحين الغلابة ويمنح أبنائهم وأحفادهم نصيبهم في ثروة بلدهم إلا أبناء الجيش العظيم في يوليو ٥٢ ومنحهم عبد الناصر الأرض وفرص العيش الكريم، ولذلك لا يصح وجود أي تمثال هناك إلا لمن أعاد القناة أو لمن حفرها !
الفريق الشاذلي على الشاشات!
الحمد لله.. ما توقعناه حدث. ولذلك لم نشارك في الحملة علي ديليسبس في الأسابيع الماضية لليقين الكامل إنه إلى المتحف.. يروي المرشدون السياحيون قصته للناس ويحكي التاريخ قصته للأجيال كلها !

تحية لكل الأبطال الشرفاء ممن انتفضوا لمنع عودة النصاب وما أكثرهم وأغلبهم تحرك بتلقائية بوازع الوطنية بغير أي نداء تقدمهم أيضا البورسعيدية الأحرار.. وتحية لمن إستجاب ورفض أن يعود التمثال إلي مكانه.. عاشت بورسعيد.. وتحيا مصر حرة أبية عزيزة كريمة.. تقدم للعالم الخير والجمال وتضع المحتالون في المتاحف ليحكي المرشدون السياحيون قصص إجرامهم للأجيال و.. للأجانب !
الجريدة الرسمية