رئيس التحرير
عصام كامل

رحلت المقاتلة.. وداعا سامية زين العابدين!

مهمة صعبة.. وقاسية.. أن تكتب لتنعى عزيزا كان حتى ساعات مضت يملأ الدنيا نشاطا وحيوية.. حركة وعمل.. جهادا ونضالا.. إخلاصا وصدقا.. لم تعرف الراحة يوما.. قبل أن تفقد رفيق عمرها وزوجها الشهيد البطل عادل رجائي وبعده..


فالوطن يتعرض لموجات مؤامراتيه لم تتوقف منذ سنوات.. وكانت في طليعة المتصدين لها بكل إمكانياتها.. بالكلمة بكافة وسائلها المكتوبة والمسموعة والمرئية منها.. إنتماء لا مثيل له لوطن يستحق أي وكل شئ.. ولأم عانت المرض وكانت معها حتى النهاية.. وزوج كان الأب والأخ والابن والصديق.. ولمهنة أحبتها وإحترمتها فأحبتها المهنة وكل المنتمين إليها والعاملين فيها..

وربما يشهد الجميع - ونعلم ذلك عن قرب- أنها لم تتأخر يوما لتقديم ما تستطيع أن تقدمه من خدمات.. إنصاف مظلوم أو إنقاذ مريض ولم تنشغل عن أي واجب رغم كل مشاغلها واشغالها!

سامية زين العابدين التي نراها على الشاشات في قمة انفعالها.. المقاتلة الشرسة.. الجسورة.. الشجاعة.. طالما يخص القتال الوطن.. هي ذاتها الطيبة الحنونة الرقيقة المبتسمة الضحوكة مع زملائها وأصدقائها.. تعرفها على الفور حين تطلق صوتها من بعيد في مناسبات شتي تلقي السلام والتحية وتثبت حضورها الأخوي ولتعلن ترحيبها علي طريقتها.. رغم أي حزن يعتصر قلبها.. وقد كان الضعف الإنساني ينفجر في لحظات لنراه على حقيقته وعلى حقيقتها.. بغير أي وسيلة تمنعه وتخفيه.. جبال من الحزن.. تحملها وتخفيها!

سامية زين العابدين التي اختارت الرفقة والصحبة مع من أحبت.. ومع من أحبوها.. في يوم كريم.. مع الصديقين والبررة.. أحياء عند ربهم.. سامية زين العابدين.. والتي لم نرها إلا في الخير.. وبالخير.. وللخير.. في دار الحق اليوم عند ربها..

سامية زين العابدين والتي سنفتقدها في وقت نحتاجها ويحتاجها كل عمل مخلص كانت من أكثر من سعدنا لاختيارها في الأعلى للإعلام تكريما لها وتقديرا لدورها ولما قدمته.. لكن كان للقدر ترتيبا آخر.. وإرادة أخرى!
وداعا الطيبة الشريفة العفيفة الكريمة سامية زين الدين.. في جنات الخلد بإذن ربها.. ربنا.. رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الجريدة الرسمية