رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية المسجد ومستشفى ميت يعيش

ربما تكررت كتابتى عن تلك المشكلة، فى أكثر من مقال، علنى أجد صدى من المسئولين فى وزارة الصحة والسكان بالاستجابة الفاعلة لإصدار القرار الذى ربما يسعد الآلاف، وييسر عليهم الكثير من أمورهم ويرفع عنهم المعاناة.


دعيت إلى افتتاح أحد المساجد العريقة، فى قرية "ميت يعيش" بمركز "ميت غمر" بمحافظة الدقهلية، وهو مسجد السوابعة الذى تم تأسيسه قبل عام 1900 ميلادية، وتمت عمليات الإحلال والتجديد الأولى له فى عام 1952، ثم كان الإحلال والتجديد الثاني فى عام 2019، بجهود شعبية خالصة، وإجراءات حكومية سريعة فى الموافقة على عملية الهدم وإعادة البناء والتجديد.

وش الخير
بنى هذا الصرح العملاق على مساحة 460 مترا مربعا وتكلفت عملية إعادة البناء والتجديد ما يقرب من ستة ملايين جنيه، بحسب اللجنة المسئولة عن عملية البناء، جمعت من تبرعات أبناء القرية خارج مصر وفى القاهرة والمحافظات ومن داخل القرية، كل جاد بما فى يده من مال، وبما فى صحته من قوة، وبما فى حياته من وقت، فى سبيل إنجاز هذا العمل، بعد أن كاد المسجد ينهار على رؤوس المصلين.

يجعلنا الحديث عن إنجاز الأهالى فى إعادة البناء والتشييد، نفتح المجال مرة أخرى للحديث عن صرح آخر أسهم أهالى القرية إلى حد كبير فى إقامته على نفقتهم الخاصة وبتبرعات من أبنائها فى كل مكان وجهزوه بكافة التجهيزات الحديثة، من أجهزة ومعدات، لكنه إلى الآن وبعد مرور سنوات يقف محلك سر، بلا أى بارقة أمل فى إنقاذه من الإهمال والتردى، إلا نظرة من المسئولين قد تعيد الروح الى أكثر من 300 ألف نسمة.

كتبت سابقا عن "لغز مستشفى ميت يعيش" الحديث والمجهز، الذي يتمنى الأهالي تحويله فعليا من مركز طب أسرة إلى مستشفى مركزى من الفئة "ب"، إذ يستطيع المستشفى استيعاب ما يقرب من مئة سرير، كما تتوافر به أماكن غرف رعاية مركزة وحضانات وغرف للأشعة، وبنك دم كامل، ما يؤهله لأن يعمل بكفاءة كمستشفى متكامل، يخدم أكثر من ربع مليون نسمة من سكان القطاع الجنوبي لمركز "ميت غمر".


ورغم تلك الإمكانيات الهائلة بالمبنى، إلا أنه ما زال يعامل في إطار الوحدة الصحية "وحدة طب أسرة"، وجراء ذلك يواجه أهالي القرية والقرى المجاورة مشقة بالغة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أو الإنقاذ الفورى للحالات الطارئة، نظرا لكون أقرب مستشفى لهم هو المستشفى المركزي بمركز "ميت غمر" والذي يبعد عن القرية بنحو 30 كيلومترا، ما قد يتسبب في عدم اللحاق بالحالات الحرجة ووفاتها في منتصف الطريق.
«ميت يعيش» المحبة
و"ميت يعيش"، هي إحدى قرى مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وتعد من أكبر القرى ذات الكثافة السكانية في المركز، وتضم واحدة من أقدم الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية، لخدمة أهالي القرية، وأهالي قرى الحاكمية وكفر المحمدية، وعزبتى أحمد عبده ورفلة.

وكانت الوحدة الصحية، مشيدة ضمن وحدة اجتماعية، على مساحة نصف فدان، وفي عام 1998 صدر قرار بإزالة مبنى الوحدة الصحية بالقرية، وتم تشييد مبنى جديد بتكلفة 6 ملايين جنيه، وتحويله من وحدة صحية إلى مركز صحة أسرة، بمساحة 3000 متر مسطح يضم ثلاثة طوابق.

وكما أسهم الأهالى بجهودهم الذاتية الخالصة فى إعادة إعمار صرح دينى كبير، أسهموا ايضا فى اعادة بناء وتجهيز مستشفى كبير، وأثبتوا بالبرهان أنهم لا يريدون أن يرهقوا ميزانية الدولة بأى أعباء أو مصروفات، لكنهم يأملون فقط فى قرار يعيد الروح إليهم، بتحويل المستشفى إلى مركزى وتوفير كوادر طبية للعمل به، فلحظات الألم ومعاناة المرضى تستحق الالتفات إلى هذا المطلب الملح بأن يعمل المستشفى على مدار 24 ساعة.

أكرر الطلب إلى معالى الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، التى لا تألو جهدا فى الاهتمام بصحة المواطن والتيسير على المرضي، بإصدار قرار بتحويل المستشفى، خاصة وأن تجهيزاته تسمح بهذا تماما من غرف رعاية، وعدد أسرّة وحضانات، وبنك للدم، وغرف للاشعة، ما يؤهله للقيام تماما بهذا الدور المهم والحيوى.
الجريدة الرسمية