بلطجة أردوغان أشعلت القوقاز
بلغ الرئيس التركي أردوغان حدا غير مسبوق من البلطجة وحرب العصابات وتجنيد
المرتزقة السوريين من المناطق التي يسيطر عليها في الشام، وإرسالهم للحرب نيابة عنه
في دول ومناطق يأمل في بسط نفوذه عليها والاستحواذ على ثرواتها واستعادة جزء من الدولة
العثمانية الغابرة، بعد فشل مشروعه الإخواني في أن يصبح أميرا للمؤمنين.
غير أردوغان دستور ونظام تركيا ليسيطر عليها هو وأسرته، وانقلب على من أوصله إلى الحكم، واعتقل عشرات الآلاف وقمع الحريات ليضمن السلطة سنوات مقبلة ثم قادته أطماعه وجنون العظمة إلى الخارج، فسيطر على قطر وأنشأ فيها قاعدة عسكرية بحجة حمايتها من دول الحصار الأربع والحقيقة أن وجوده في الدوحة مدخل إلى الخليج ومحاولة لبسط نفوذه، ثم ضرب العراق واقتحم أراضيه بذريعة مطاردة الأكراد..
أردوغان "خليفة" الإبتزاز والبلطجة
اجتاح سورية وقصف الأكراد لاحتلال الشمال وحماية الجماعات السورية المسلحة الموالية له، وظل بها يستغل فقر الشعب ومعاناته من الحرب، وعمل على تجنيد الشباب وتحويلهم إلى مرتزقة يرسلهم إلى مناطق النزاع نظير مخصصات مجزية بالدولار، وهكذا نقل الآلاف منهم إلى ليبيا لدعم حكومة السراج ضد الجيش الليبي بقيادة حفتر، للسيطرة على البلد وثروته من النفط وتسهيل مهمته في التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
استفز أردوغان قبرص واليونان بشأن التنقيب عن الغاز، وعندما دعم الإتحاد الأوروبي الدولتين ضده كما سبق ودعم مصر وليبيا وهدده بعقوبات إن لم يتوقف عن تحركاته المشبوهة في شرق المتوسط وإرسال المرتزقة السوريين والأسلحة إلى حكومة الوفاق الليبية، اضطر صاغرا إلى سحب سفن التنقيب من المياه اليونانية والقبرصية.
مسار أردوغان جعل تركيا مصدر مشكلات الشرق الأوسط، نظرا لانكفاء إيران بعض الشيء تحت وطأة العقوبات الأميركية وفقدانها مصدر قوتها الأول باغتيال قاسم سليماني، وكلما زاد عدد الدول التي تقصفها تركيا وتهددها أو تغزوها زاد توسع الحلف ضدها إذ دفعت تحركات أردوغان العدائية وتهديده شرق المتوسط، إلى تعاون وثيق بين مصر وفرنسا والإمارات واليونان وقبرص، إلى جانب فرض عقوبات ضد تركيا.
يعتمد أردوغان عند تدخله في شؤون الدول الأخرى ومحاولة السيطرة عليها، شعارات دينية مزيفة سعيا لاستعادة نفوذ كانت تمتلكه الدولة العثمانية التي اعتمدت في استعمارها واحتلالها الدول الأخرى شعارات دينية أيضا، لكن الحقيقة ان أردوغان يهدف من التوسع زيادة نفوذه بإستثمار التعاطف الإسلامي واستقطاب الجماعات الإرهابية التي يغدق عليها ويحميها منذ سنوات، والأهم أنه يحاول تشتيت الانتباه في الداخل التركي عن المشاكل الاقتصادية الجمة وانهيار الليرة.
اصطدمت تركيا بموقف روسي وأميركي صلب في ليبيا، ورفضت منهما كما الاتحاد الأوروبي ومصر تجاوزه خط سرت والجفرة، وفي سورية تم حصر قواتها في مساحة لا تتجاوزها وكذلك العراق، فضلا عن ضغوط في شرق المتوسط أدت إلى تراجعه كثيرا، فاضطر أردوغان إلى فتح جبهة حرب جديدة في القوقاز، بدعم أذربيجان ضد أرمينيا في النزاع على إقليم "ناغورني قرة باغ" (مرتفعات الحديقة السوداء)، لبسط نفوذه في المنطقة الاستراتيجية الغنية بمصادر الطاقة وتعد ممراً لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، فضلا عن أن أردوغان يريد الانتقام من أرمينيا، التي مازالت تؤرق تركيا بقضية "إبادة الأرمن" الشهيرة، التي تثيرها بين الحين والآخر وأدان العالم تركيا فيها، لكن تدخل أردوغان عسكريا لدعم أذربيجان ينذر بحرب أوسع قد تتعدى الدولتين لتشمل القوقاز بأكمله.
"قيصر" يخنق سورية
يتعمد أردوغان خلق أزمة دولية تلو الأخرى، ينقل خلالها جنوده ومرتزقة سورية عبر الدول، ومثلما فعل في السابق نقل آلاف المرتزقة السوريين من الشام وليبيا، إلى أذربيجان لمواجهة أرمينيا، لإستعادة منطقة "ناغورني قرة باغ" في جنوب غرب أذربيجان، التي سيطر عليه انفصاليون أرمن في التسعينات خلال حرب قتل فيها نحو 30 ألف شخص، ولتبرير تدخله قال إن "عدوان أرمينيا العاجزة عن حل مشاكلها الداخلية، هو إساءة لشعبها وسنقف إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها".
تتكرر الاشتباكات الأذرية الأرمينية بين الحين والآخر، لكن تدخل أردوغان زاد من حدة النزاع وأدى إلى اتساع الحرب بينهما، وأثار تخوّفا من أن تصبح منطقة جنوب القوقاز ساحة صراع جديدة بين الأطراف الدولية، خصوصاً أن عدد سكان أذربيجان أربعة أضعاف عدد سكان أرمينيا، إضافة لامتلاكها قوة عسكرية كبيرة، بينما أرمينيا بلد فقير، ليس لديه موارد ولا إنتاج، يعتمد على روسيا اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، ولا يمكن لأرمينيا أن تسيطر على الأراضي التي لديها حالياً لوقت طويل، إلا أنها تملك ورقتين رابحتين، هما الموقف الفرنسي والروسي المساند لها، من هنا سعى أردوغان إلى استثمار قوة أذربيجان لتحريك ملف الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا لكي يساوم روسيا وفرنسا على مكاسب يفوز بها في سورية وليبيا وشرق المتوسط مقابل تهدئة الوضع في القوقاز.
إنما يمكن لفرنسا وروسيا أن تدفعا أرمينيا عند تطور الحرب مع أذربيجان إلى مهاجمة منطقة توفوز القريبة جدا من الطريق الرئيس لخطوط السكك الحديدية وخطوط الكهرباء التي تمتد إلى تركيا، وهنا ستكون خسائر أردوغان كبيرة لكن الخوف إن زادت حدة النزاع الأذري الأرميني أن تُستدرج إليه روسيا وتركيا، ولكي لا يحدث ذلك وجه الرئيس الأرمني، أرمين سركيسيان، نداء عبر رسالتين إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، داعيا إياهما إلى استخدام نفوذهما على الصعيد الدولي لوقف القتال بين بلده وأذربيجان في المنطقة المتنازع عليها، وطلب سركيسيان، من الرئيس السيسي، استخدام اتصالاته وعلاقاته الدولية، لتسوية الخلاف عبر التفاوض السلمي، كما طلب الأمر نفسه من ملك الأردن، لإيقاف سفك الدماء ومعاناة الناس من الطرفين، ولم يفت رئيس أرمينيا أن يتهم أردوغان بمحاولة تنفيذ "تطهير عرقي جديد ضد الأرمن" في الإقليم المتنازع عليه، يعيد إلى الأذهان "مذابح الأرمن" التي ارتكبتها الدولة العثمانية قبل 100 عام وراح ضحيتها أكثر من مليون أرميني.
"الثنائي الشيعي".. فتنة لبنان
وسط غزوات وحرب عصابات أردوغان انتقده رئيس وزراء تركيا الأسبق، ورئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، بسبب انخفاض قيمة الليرة غير المسبوق وتراجع مؤشرات الاقتصاد وزيادة التضخم والظلم والبطالة، وقال أوغلو: "يتسبب نظام الحكم الرئاسي في كارثة يوميا، تنتشر انتهاكات حقوق الإنسان، كل يوم هناك خبر عن التعذيب، وفي يوم آخر اختفاء مواطنين، اعتقالات، منع مسيرات وتظاهرات".
وأبدى أوغلو اعتراضه على سياسات أردوغان لأنها "جعلت تركيا وحيدة في أزمة شرق المتوسط، فلا يدعمنا أحد سوى أذربيجان، وهذا يدل على وجود خلل في الدبلوماسية التي تتبعها وزارة الخارجية".
ورأى أوغلو، أن على بلاده التفاوض مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط، وأنه "لا يجب قطع التواصل مع مصر في ظل الظروف الراهنة في شرق المتوسط".
غير أردوغان دستور ونظام تركيا ليسيطر عليها هو وأسرته، وانقلب على من أوصله إلى الحكم، واعتقل عشرات الآلاف وقمع الحريات ليضمن السلطة سنوات مقبلة ثم قادته أطماعه وجنون العظمة إلى الخارج، فسيطر على قطر وأنشأ فيها قاعدة عسكرية بحجة حمايتها من دول الحصار الأربع والحقيقة أن وجوده في الدوحة مدخل إلى الخليج ومحاولة لبسط نفوذه، ثم ضرب العراق واقتحم أراضيه بذريعة مطاردة الأكراد..
أردوغان "خليفة" الإبتزاز والبلطجة
اجتاح سورية وقصف الأكراد لاحتلال الشمال وحماية الجماعات السورية المسلحة الموالية له، وظل بها يستغل فقر الشعب ومعاناته من الحرب، وعمل على تجنيد الشباب وتحويلهم إلى مرتزقة يرسلهم إلى مناطق النزاع نظير مخصصات مجزية بالدولار، وهكذا نقل الآلاف منهم إلى ليبيا لدعم حكومة السراج ضد الجيش الليبي بقيادة حفتر، للسيطرة على البلد وثروته من النفط وتسهيل مهمته في التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
استفز أردوغان قبرص واليونان بشأن التنقيب عن الغاز، وعندما دعم الإتحاد الأوروبي الدولتين ضده كما سبق ودعم مصر وليبيا وهدده بعقوبات إن لم يتوقف عن تحركاته المشبوهة في شرق المتوسط وإرسال المرتزقة السوريين والأسلحة إلى حكومة الوفاق الليبية، اضطر صاغرا إلى سحب سفن التنقيب من المياه اليونانية والقبرصية.
مسار أردوغان جعل تركيا مصدر مشكلات الشرق الأوسط، نظرا لانكفاء إيران بعض الشيء تحت وطأة العقوبات الأميركية وفقدانها مصدر قوتها الأول باغتيال قاسم سليماني، وكلما زاد عدد الدول التي تقصفها تركيا وتهددها أو تغزوها زاد توسع الحلف ضدها إذ دفعت تحركات أردوغان العدائية وتهديده شرق المتوسط، إلى تعاون وثيق بين مصر وفرنسا والإمارات واليونان وقبرص، إلى جانب فرض عقوبات ضد تركيا.
يعتمد أردوغان عند تدخله في شؤون الدول الأخرى ومحاولة السيطرة عليها، شعارات دينية مزيفة سعيا لاستعادة نفوذ كانت تمتلكه الدولة العثمانية التي اعتمدت في استعمارها واحتلالها الدول الأخرى شعارات دينية أيضا، لكن الحقيقة ان أردوغان يهدف من التوسع زيادة نفوذه بإستثمار التعاطف الإسلامي واستقطاب الجماعات الإرهابية التي يغدق عليها ويحميها منذ سنوات، والأهم أنه يحاول تشتيت الانتباه في الداخل التركي عن المشاكل الاقتصادية الجمة وانهيار الليرة.
اصطدمت تركيا بموقف روسي وأميركي صلب في ليبيا، ورفضت منهما كما الاتحاد الأوروبي ومصر تجاوزه خط سرت والجفرة، وفي سورية تم حصر قواتها في مساحة لا تتجاوزها وكذلك العراق، فضلا عن ضغوط في شرق المتوسط أدت إلى تراجعه كثيرا، فاضطر أردوغان إلى فتح جبهة حرب جديدة في القوقاز، بدعم أذربيجان ضد أرمينيا في النزاع على إقليم "ناغورني قرة باغ" (مرتفعات الحديقة السوداء)، لبسط نفوذه في المنطقة الاستراتيجية الغنية بمصادر الطاقة وتعد ممراً لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، فضلا عن أن أردوغان يريد الانتقام من أرمينيا، التي مازالت تؤرق تركيا بقضية "إبادة الأرمن" الشهيرة، التي تثيرها بين الحين والآخر وأدان العالم تركيا فيها، لكن تدخل أردوغان عسكريا لدعم أذربيجان ينذر بحرب أوسع قد تتعدى الدولتين لتشمل القوقاز بأكمله.
"قيصر" يخنق سورية
يتعمد أردوغان خلق أزمة دولية تلو الأخرى، ينقل خلالها جنوده ومرتزقة سورية عبر الدول، ومثلما فعل في السابق نقل آلاف المرتزقة السوريين من الشام وليبيا، إلى أذربيجان لمواجهة أرمينيا، لإستعادة منطقة "ناغورني قرة باغ" في جنوب غرب أذربيجان، التي سيطر عليه انفصاليون أرمن في التسعينات خلال حرب قتل فيها نحو 30 ألف شخص، ولتبرير تدخله قال إن "عدوان أرمينيا العاجزة عن حل مشاكلها الداخلية، هو إساءة لشعبها وسنقف إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها".
تتكرر الاشتباكات الأذرية الأرمينية بين الحين والآخر، لكن تدخل أردوغان زاد من حدة النزاع وأدى إلى اتساع الحرب بينهما، وأثار تخوّفا من أن تصبح منطقة جنوب القوقاز ساحة صراع جديدة بين الأطراف الدولية، خصوصاً أن عدد سكان أذربيجان أربعة أضعاف عدد سكان أرمينيا، إضافة لامتلاكها قوة عسكرية كبيرة، بينما أرمينيا بلد فقير، ليس لديه موارد ولا إنتاج، يعتمد على روسيا اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، ولا يمكن لأرمينيا أن تسيطر على الأراضي التي لديها حالياً لوقت طويل، إلا أنها تملك ورقتين رابحتين، هما الموقف الفرنسي والروسي المساند لها، من هنا سعى أردوغان إلى استثمار قوة أذربيجان لتحريك ملف الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا لكي يساوم روسيا وفرنسا على مكاسب يفوز بها في سورية وليبيا وشرق المتوسط مقابل تهدئة الوضع في القوقاز.
إنما يمكن لفرنسا وروسيا أن تدفعا أرمينيا عند تطور الحرب مع أذربيجان إلى مهاجمة منطقة توفوز القريبة جدا من الطريق الرئيس لخطوط السكك الحديدية وخطوط الكهرباء التي تمتد إلى تركيا، وهنا ستكون خسائر أردوغان كبيرة لكن الخوف إن زادت حدة النزاع الأذري الأرميني أن تُستدرج إليه روسيا وتركيا، ولكي لا يحدث ذلك وجه الرئيس الأرمني، أرمين سركيسيان، نداء عبر رسالتين إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، داعيا إياهما إلى استخدام نفوذهما على الصعيد الدولي لوقف القتال بين بلده وأذربيجان في المنطقة المتنازع عليها، وطلب سركيسيان، من الرئيس السيسي، استخدام اتصالاته وعلاقاته الدولية، لتسوية الخلاف عبر التفاوض السلمي، كما طلب الأمر نفسه من ملك الأردن، لإيقاف سفك الدماء ومعاناة الناس من الطرفين، ولم يفت رئيس أرمينيا أن يتهم أردوغان بمحاولة تنفيذ "تطهير عرقي جديد ضد الأرمن" في الإقليم المتنازع عليه، يعيد إلى الأذهان "مذابح الأرمن" التي ارتكبتها الدولة العثمانية قبل 100 عام وراح ضحيتها أكثر من مليون أرميني.
"الثنائي الشيعي".. فتنة لبنان
وسط غزوات وحرب عصابات أردوغان انتقده رئيس وزراء تركيا الأسبق، ورئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، بسبب انخفاض قيمة الليرة غير المسبوق وتراجع مؤشرات الاقتصاد وزيادة التضخم والظلم والبطالة، وقال أوغلو: "يتسبب نظام الحكم الرئاسي في كارثة يوميا، تنتشر انتهاكات حقوق الإنسان، كل يوم هناك خبر عن التعذيب، وفي يوم آخر اختفاء مواطنين، اعتقالات، منع مسيرات وتظاهرات".
وأبدى أوغلو اعتراضه على سياسات أردوغان لأنها "جعلت تركيا وحيدة في أزمة شرق المتوسط، فلا يدعمنا أحد سوى أذربيجان، وهذا يدل على وجود خلل في الدبلوماسية التي تتبعها وزارة الخارجية".
ورأى أوغلو، أن على بلاده التفاوض مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط، وأنه "لا يجب قطع التواصل مع مصر في ظل الظروف الراهنة في شرق المتوسط".