جاتكم القرف .. ومن عليه أن يخرس إذن؟
لست من أنصار نظرية المؤامرة ولست من أعدائها.. إنما كنت وأتمنى أن أظل من مدرسة العقل والتحليل المنطقي التي تقف عند كل حادث وعند كل حديث .. لترصد وتحلل.. تدقق وتفكر.. تفند وتؤكد.. ولم يمدح دينا أو مشروعا بشريا.. التفكير والنظر والتأمل كما مدح القرآن.. حتى إنه يأمرنا بذلك ونراه يثني على أولي الألباب.. ولا نرى دينا يأمر ويدعو إلى طلب العلم مثل الإسلام.. فقد دعانا إلى طلبه ولو في الصين وكانت وقت الحديث الشريف علي مسافة رحلة تستغرق عدة أشهر كاملة بمخاطرها الكبيرة .. ومثلهم في الإياب.. المهم.. نجد الآن في كل مكان وعند كل جماعة مسلمات لا نعرف من أين جاءت ولا كيف استمرت.. منها مثلا أن مؤامرة كبرى تدبر على الدوام ضد الإسلام.. تستهدف وقف تقدمه لمنعه من العودة ليحكم العالم.. ويرى هؤلاء أنهم المكلفون بالتصدي لذلك والانتصار للإسلام.. وهؤلاء.. جميعهم تقريبا.. لو نظر أحدهم للمرآة.. المرآة فقط.. لأدرك أنه هو نفسه جزء من المخطط على الإسلام.. فالإسلام الحقيقي.. دين النظافة والنظام.. جعل الأولى من شروط الإيمان وجعل الثانية من شروط تمام الصلاة.. هؤلاء..لا يهتمون بهندامهم ولا مظهرهم ابتداء.. فكيف لهم أن يتحملوا مسئولية تقديم الإسلام الحقيقي المفترى عليه إلى العالم بعد تشويهه بما يكفي؟؟ هذا عن الشكل بل ومقدماته الأولية الأساسية.. فما بالكم إن تطرقنا إلى دورهم الدائم في تحقير العلم والعلماء وسعيهم الدائم إلى إشغالنا وغيرنا بعيدا عن كل أسس التقدم والعلم حتى بات العالم يقسم أرض القمر ونحن لم نحسم قضية أيهما أفضل: السواك أم معجون الأسنان وحكم دخول الحمام بالقدم اليمنى وحكم إنكار بطلان الصلاة عند مرور الحمار والكلب الأسود والمرأة أمام المصلي؟؟!!!
كل ذلك وغيره ولم نصل بعد إلى عالمنا - الإسلامي طبعا - الذي هو وحده الذي به القتل والذبح والتفجير والاختطاف والدماء والأشلاء والجثث والدموع.. إن كنتم من سيدافع عن الإسلام.. فمن عليه أن يخرس إذن؟؟
جاتكم القرف والبلاوي!!