رئيس التحرير
عصام كامل

بطل أكتوبر ابن بورسعيد يسري عمارة يكشف كواليس عبور أول ضابط مصري القناة في 1969.. ومشاركته في أسر نائب رئيس الموساد في حرب الاستنزاف

مراسلة فيتو ببورسعيد
مراسلة فيتو ببورسعيد مع البطل العميد يستري عمارة
" العميد يسري عمارة" ابن المدينة الباسلة ...اسم ارتبط في وجدان أبناء بورسعيد منذ الصغر بحروف من البطولة والفداء ، فجميع أبناء بورسعيد قد نشأوا على قصة البطل العظيم الذي أسر الضابط الإسرائيلي الشهير " عساف ياجوري " قائد اللواء 190 المدرع الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973


ولا تتوقف بطولات العميد يسري عمارة على ذلك فهو أيا شارك في في آسر أول ضابط إسرائيلي  من الضفة الشرقية خلال حرب الاستنزاف والذى أصبح بعد ذلك نائب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي بعد عودته لإسرائيل في تبادل الأسري .

حاورت " فيتو" العميد يسري عمارة في ذكرى انتصارات اكتوبر هذا العام ، لنتعرف منه عن تفاصيل بطولاته لغرسها فى نفوس الصغار ليتعرفوا على قصص أبطال بذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة ذلك الوطن

** حرب الاستنزاف
يقول العميد يسري عمارة في حواره مع فيتو  "  كنت ملازم في فترة حرب الاستنزاف ، وحرب الاستنزاف  كانت هي الاساس فى حرب أكتوبر المجيدة  فبالرغم من أن اسرائيل كانت منتصرة في فترة الاستنزاف ومستعمرة سيناء والجونة ، إلا إننا كنا نرهبهم بالرغم من قلة الإمكانيات ، فمثلا قد قام الجيش المصري  بعمل مصاطب للدبابات لكي تصعد عليها و تضرب العدو   "

** ذكريات من حرب الاستنزاف
وعن بعض ذكرياته في حرب الاستنزاف قال في مساء يوم من الأيام كان هناك جندى يدعى "توفيق منصور "كان عائد من أجازة زواجه ، وجلس مع زملائه يتسامرون ويشاهدون صور زفافه ، وبعد ذلك ذهبت إليهم ونهرتهم بصوت مرتفع لكي يناموا ، وبعد دقائق للأسف قام الجيش الإسرائيلى بضرب نار عشوائي تجاه الصوت ، ليختار الله استشهاد العريس المجند " توفيق" من وسطنا جميعا .

في ذلك الوقت شعرنا كلنا بالغضب وأخطرنى الحكمدار الذي كان يرأس توفيق وكان يدعى " حماية كنغاثوث " وكان مسيحي بأنه سيثأر غدا  ل" توفيق" المسلم من الدورية الإسرائيلية  بالرغم من  هناك أوامر بمنع استخدام الذخيرة  ، وبالفعل ضربنا الدورية صباحا وأصيب كل من بها وتوفي أخرون، وبعد انتهاء العملية جاء لنا قائد الكتيبة عبدالله عمران وكانت شخصيته قويه بالرغم من أنه كان محبوب ، فشعرنا جميعنا بأننا سنتحول للمحاكمة العسكرية ، ولكن على العكس عندما علم القائد بالقصة كاملة ، أمر بإمدادنا بأسلحة رشاش أقوى تقتل على بعد 3 كيلو لمحاربة العدو الغاشم على الجبهه الأخري.

**قصة أسر أول ضابط في الاستنزاف
وعن قصة أسر أول ضابط في حرب الاستنزاف قال  البطل يسري عمارة " في عام 1969 صدرت أوامر أن نعبر الممر الملاحي لقناة السويس للضفة الشرقية لنرصد الأوضاع عند العدو للاستطلاع ، وتم اختيار الضابط ملازم أول رشدى عبد الله للمهمة وقد عبر بدون سلاح .
واسكمل بطل أكتوبر العميد يسري عمارة " بالفعل وصل "رشدى" ليكتشف أن الاسرائليين كلهم جبناء يختبأون في مخابئ للداخل ولكنهم يضعون سماعات كبيرة في اتجاهنا غربا لنستمع للموسيقى والصخب ونتوهم انهم على قرب من الممر الملاحي "
وتابع " عندما عاد " رشدي" صدر قرار في 29 ديسمبر 1969 بتوجه دورية بقيادة احمد ابراهيم  إلى الضفة الغربية ، ونجحنا في  اسر أول جندى اسرائيلي "  داب دان افدان شمعون" ، وعندما نجحنا فى أسره ، اصطحبته إلى المكان المخصص لي ،  وكان مصاب في فخده ، وعلى الفور قام طبيب بعلاجه ، فسألنى شمعون ما اسمك أيها الضابط ؟ فقولت له أنا جمال عبد الناصر ،  وبعد ذلك توجه للطبيب وسأله عن اسمه فرد الطبيب وأنا أيضا جمال عبد الناصر، فقام أحد الجنود الذى كان معنا بالرد على الفور وأنا أيضا الجندى جمال عبد الناصر ، وعقب ذلك نظرت لشمعون بفخر وقوة  وقولت له " كلنا هنا جمال عبد الناصر"


**قصة أسر عساف ياجوري في حرب أكتوبر
وعن بطولته في أسر الضابط عساف ياجوري في حرب أكتوبر 1973 قال "في صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلي القيام بهجوم مضاد وإختراق القوات المصرية والوصول إلى النقط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان وكانت دبابات هذا اللواء  تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة  وكان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الأمامي والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة "

واستكمل "بعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والإتجاه نحو الشرق وتدمير أي مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة آخري حتى لو أضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية و أثناء التحرك نحو الشرق أصيبت السيارة التى كنت بها وبعد ذلك وجدت دماء على ملابسى وعرفت أنى أصبت دون أن اشعر "
وتابع العميد يسري عمارة " عقب ذلك  أوقف زملائى المركبة وفجأة شاهدت جندى من بعيد وجريت ناحيته دون أن اشعر بعدم وجود سلاح معى ، ولكني قفزت نحوه وأصيب بالذعر فضربته على رأسه بخزينة البندقية الآلية فمات على الفور،  ثم شاهدت مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت يقولون لا تطلقوا النيران نحن " أسرى..أسرى"  ،وكانوا أربعة فتم تجريدهم من السلاح ومعاملتهم بإحترام وتم تسليمهم ، لأتفاجئ في اليوم الثاني 9 أكتوبر  وأنا في المستشفي العسكري أتلقي العلاج أن أحد هؤلاء الضباط الذى تم أسرهم  هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرعات.
الجريدة الرسمية