بالمستندات "فيتو" تنشر فساد "sos".. مرتبات مجلس الإدارة بـ"الآلاف" وبيوت الشباب تتسول.. مجلس تأديبي لمدير إدارة الشباب لشطبه من النقابة.. الوزيرة ودن من طين وودن من عجين
استغاثات تحمل بين طياتها صرخات تطالب بحماية أطفال مجهولى النسب من الضياع، إلا أن هذه الاستغاثات تظل حبيسة أدراج مكتب الدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية التى رفعت شعار " ودن من طين وودن من عجين" لتنفجر القنبلة فى وجه المجتمع، أطفال لم يتعدَّ عمرهم الخامسة عشر أصبحوا مجرمى الحاضر وبلطجية المستقبل.
قرية "sos" الهيئة المصرية لقرى الأطفال وهى منظمة دولية نشأت خصيصا بعد الحرب العالمية الثانية لحماية الأطفال الذين تشردوا وأصبح الشارع مأواهم.
وفى مصر أنشئ فرع لهذه الهيئة وتم إشهارها تحت رقم "564" لسنة 2008 لتحتوى أطفال مجهولى النسب، ومن المفترض وفقا لما يحدث فى كافة فروعها على مستوى العالم أن تتولى الهيئة رعاية الأطفال من سن المهد حتى سن الرشد والاعتماد على النفس وذلك من خلال الأسر البديلة وخلق علاقات أسرية للطفل من خلال مجموعات فى منازل داخل القرية برعاية أم متفرغة على أن يتم فصل الشباب عند وصول الـ13 عاما إلى بيوت الشباب تحت إشراف أخصائى اجتماعى ، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع مغاير لكل هذا.
هذه الهيئة نشأت من أجل تخفيف أقدار هؤلاء الأطفال الذين جاءوا على الحياة وسط ظروف قاسية، إلا أن الهيئة لم ترع ذلك، وبدلا من أن تقوم بتعويضهم عن الأسرة الذى افتقدوها وخلق مناخ جيد لتحويلهم إلى مواطنين صالحين استطاعت الإدارة بفشلها وسعيها وراء أموال المنحات والواجهة الاجتماعية أن تحولهم إلى بلطجية، بالرغم من أن هؤلاء الأطفال يحاربون من أجل إصلاح ظروفهم إلا أن المناخ المحيط بهم يجعلهم مجرمين رغما عنهم.
وحصلت "فيتو" على صورة من كشف مرتبات مجلس الإدارة حيث يحصل المدير التنفيذى للهيئة 11373 شهريا فى حين تصل ميزانية أحد بيوت الشباب والتى حصلت فيتو على نسخة منها أيضا 4154 جنيه، فبالرغم من المنح الخارجية التى تأتى إلى الهيئة إلا أن الهيئة تخصص فقط لطعام الشاب الواحد 7 جنيهات يوميا، بينما يصل تخصيص الكسوة خلال العام كله تتضمن ملابس صيفية وشتوية وملابس مدارس 200 جنيه فقط، أما العلاج فلا يوجد له أى بنود.
ويصل تخصيص شراء أدوات مكتبيه 35 جنيها لتؤكد لنا هذه الميزانية أن بيوت الشباب التابعة للهيئة تعيش حالة من التقشف الشديد بينما تصل مرتبات مجلس إدارة الهيئة إلى عشرات الألوف شهريا، فهم يعيشون فى الرغد والنعيم ويتركون شبح الفقر إلى الشباب.
وهناك مستند يفيد بمخاطبة مشرف بيت شباب وحدة محب بطنطا إلى مدير إدارة الشباب "إيهاب السنوسى" باستكمال الميزانية حيث إنه لن يستلم منها سوى 2720 جنيها من إجمالى 4154 جنيها.
"فيتو" التقت بهذا المشرف، أحمد عبد الرحمن، الذى روى لنا كيفية عناد مدير إدارة الشباب مع المشرفين فى منحهم ميزانية بيوت الشباب وحجبها عنهم ليصبح الأطفال فى الآخر هم الضحية من جراء هذا التعنت، لافتا إلى أن هناك كثير من الأطفال تسرق من أجل سد احتياجاتها.
وأضاف عبد الرحمن أن المدير يحرض الشباب على فعل السلوكيات الخاطئة كشرب المخدرات والحشيش وإغداقهم بالمال من أجل الضغط على المشرفين، موضحا إلى أنه تم إرسال أكثر من شكوى للدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية للاستغاثة بها من أجل انتشال الشباب من الانحراف المتعمد من قبل مدير إدارة الشباب إلا أنها لم تستجب.
وأوضح أنهم كانوا أنذروا الوزيرة لحماية أبناء الهيئة قبل الانحراف إلا بفعل تجاهلها أصبح لهؤلاء الأطفال صحيفة جنائية ملطخة بأفعال الإجرام بفعل فساد الإدارة.
وروى لنا واقعة لثلاثة أطفال لم يتخطوا السادسة عشر من عمرهم كانوا يقومون ببيوت شباب بالإسكندرية وهم "حسام خليل وسام ذكى ومكرم خليل"، تم القبض عليهم فى مايو الماضى قسم أول مدينة نصر وتم تحرير محضر جنح 26935 لقيامهم بالسرقة وترويع المواطنين، لافتا إلى أنهم هربوا من الإسكندرية للقاهرة بعد أن ذاقوا مرارة الجوع فى بيت الشباب بعد أن تم حجب الميزانية عنهم فسرقوا حتى يأكلوا، وهم الآن فى المؤسسة العقابية بالمرج وما زالوا على قيد التحقيقات.
أما الرواية الثالثة فهم أشرف توفيق وأشرف جودة الذين تم تحرير محضر جنايات لهم بقسم أول طنطا رقم 23250 لحيازتهم مخدرات وتم نشر صورهم فى الصحف، العجيب أن أشرف توفيق قبل القبض عليه بيومين كان قد تم تكريمه من قبل مدرسته النصر التجريبية للغات لتميزه وحصل على شهادة تقدير وبشهادة معلميه فإنه حسن الخلق، إلا أن بيت الشباب الذى كان يقطن به كان هناك بعض الشباب يتاجرون فى المخدرات فتم القبض عليه مع زملائه.
وعلمت"فيتو" من مصادرها الخاصة بنقابة الاجتماعيين أن الدكتور أسامة برهان النقيب قام بتحويل إيهاب السنوسى إلى مجلس تأديبى من أجل شطبه من النقابة لأنه يسيء إلى المهنة على أن يمثل للمجلس التأديبى أواخر يونيو الجارى.