دراسة ترصد التغلغل التركي في أفريقيا للباحثة إيمان الشعراوي
استعرضت الباحثة إيمان الشعراوي المتخصصة في الشؤون الأفريقية في دراستها المنشورة في مجلة متابعات إفريقية التابعة لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية تحت عنوان "السياسة الخارجية التركية تجاه منطقة القرن الأفريقي واثرها على الامن المائي المصري"بتحرير الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز، التغلغل التركي في افريقيا ومنطقة القرن الأفريقي بشكل خاص وذلك لتمديد نفوذها واستعادة مجدها القديم داخل القارة وتحقيق أوهام العثمانية الجديدة الذي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتنفيذها.
بداية بدأت الباحثة دراستها بالتأكيد على حرص تركيا إعادة تفعيل دورها في الدائرة الأفريقية وترتيب التحالفات ومراكز القوى بعد الفشل في الالتحاق بالاتحاد الأوروبى وتبديد حلمها في إيجاد موطيء قدم لها بين الدول الأوروبية، وهو ما تبعه البحث عن وجود فاعل لها على البحر الأحمر من خلال منطقة القرن الأفريقي والاستفادة من مزايا القارة الأفريقية.
وحددت الدراسة عدد من الحيل التي استخدمتها تركيا لتعزيز دورها في منطقة القرن الإفريقي ومنها التأكيد على انفرادها بإرث تاريخي من الروابط مع تلك المنطقة من عهد دولة الخلافة العثمانية أنها لم تكن مستعمرة لهم ، حيث استغلت الدين الإسلامي على الرغم من تبعية الدستور التركي للعلمانية كأحد مصادر تعزيز دورها التركي في منطقة القرن الإفريقي حيث أن معظم سكان القرن الإفريقي ليسوا مسلمين وحسب، بل ينتمون إلى المذهب الحنفي ، الذي يرجع لتركيا الفضل في نشره فيها إبان تبعية السودان والصومال وإريتريا لها.
وذكرت الباحثة إيمان الشعراوي إستراتيجية تركيا للنفوذ في الداخل الإفريقي من خلال الاستغلال الديني وخلق جماعات متطرفة ذات ولاءٍ لأنقره، وذلك من خلال استخدام أدواتها الناعمة ممثلة في المساعدات الإنسانية والمنح الدراسية ومنظمات الإغاثة والأدوات الخشنة مثل شحنات الأسلحة وتفقدات المقاتلين من التنظيمات الإرهابية الموالية لها في سوريا، ففي منطقة القرن الأفريقي خاصة الصومال والسودان ، هناك نشاط مكثف لعدد من الوكالات والمؤسسات التركية التي تقدم المساعدات والإغاثة، كوكالة التعاون والتنسيق ” تيكا ” ومؤسسة ” ديانيت ” ، إلى جانب هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات ” IHH ” التي تنشط في 135 دولة على مستوى العالم وتعمل على جمع التبرعات تحت ذريعة حفر الآبار وبناء المساجد والمستشفيات والمدارس ودور الأيتام والمراكز الثقافية.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على الأطماع التركية في الحقوق والموارد المائية العربية، ليس فقط في نهرى دجلة والفرات، وإنما أيضًا في مياه نهر النيل حيث سعت تركيا إلى تدعيم العلاقات الثنائية بينها وبين إثيوبيا عبر دعم الاقتصاد الإثيوبى، وتدعيم الموقف الإثيوبى فى مواجهة مصر، بخصوص قضية سد النهضة وهو ما يفسر حرص تركيا نقل تجربتها فى بناء السدود إلى الجانب الإثيوبى، وتحريضها المستمر لإثيوبيا لكي تتخذ موقفاً متشدداً ومعادي لمصر، وهو ما يمثل تهديداً لمصالح مصر المائية، التي ترقى إلى مرتبة "المصالح المصيرية"، خاصة فى ظل ارتباط الأمن المائى بكل من الأمن الغذائي وأمن الطاقة، بل والسلم الاجتماعى الداخلي فى مصر.
وأنشئ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في عام 1983م وذلك لمواصلة الرسالة النبيلة للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في نشر العلم والمعرفة بين المملكة وبقية دول العالم، كما أن المركز يعد منصة بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه، ويهدف إلى توسيع نطاق المؤلفات والبحوث الحالية؛ لتقديمها إلى صدارة المناقشات والمساهمات العلمية، واهتمامات المجتمعات الإسلامية في العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب.
يذكر أن مجلة متابعات أفريقية تصدر شهريًا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحت إشراف الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بالمركز، وقد تناولت في عددها السادس الصادر في سبتمبر الحالي؛ العديد من الموضوعات المتنوعة في أفريقيا وهي:
-المنطلقات الأيديولوجية للأحزاب السياسية السنغالية للباحث محمد بشير جوب
-القوة الصلبة في العلاقات الروسية مع إفريقيا منذ عام 2000
للباحثة فاتن فايز حميدة الصفتي
-مسار السلام في السودان بعد الثورة المعوقات والآفاق للباحث أبو بكر فضل محمد عبدالشافع
-تحديات التنمية المستدامة في أفريقيا للباحثة سمر الباجوري
-تشاد في مواجهة كوفيد 19 والتداعيات السياسية للباحث محمد طاهر زين
-السياسة الخارجية التركية تجاه منطقة القرن الأفريقي واثرها على الامن المائي المصري للباحثة إيمان الشعراوي
-النخبة المستعربة.. وقضية الاندماج المهني في الكاميرون للباحث بيم بيما حمزة إدريس
-القرن الأفريقي: الهجرة في زمن كوفيد 19 للباحثة ياسمين أيمن