العلاج الوهمي "أمل جديد لذوي الأمراض الخطيرة".. دراسة بريطانية تؤكد مساهمته شفاء ٣٠٪ من المرضي.. استشاري جهاز هضمي: تجربة مثيرة.. باحث روماتيزم ومناعة بالقومي للبحوث: لا زال يحتاج لدراسة
ماذا لو اكتشفت، بعد ذهابك للطبيب وأخذ الروشتة الدوائية منه وتناولك للعلاج، أن الدواء الذي أعطاك إياه طبيبك ليست به أي مادة دوائية تجعلك تشعر بتحسن وأنه مجرد علاج وهمي؟ ومع ذلك، فقد تحسنت، فهذا هو بالضبط ما يعنيه تأثير الدواء الوهمي، وهذا ما يحدث عندما يأخذ الشخص دواءً يعتقد أنه سيساعده، على الرغم من أنه في الواقع ليس له أي تأثير علاجي مثبت لحالته الخاصة.
وفي دراسة بريطانية حديثة ثبت أن العلاج الوهمي ساهم في شفاء حوالي 30% من المرضى، وقد استخدمها الأطباء على مر العصور، فكانت الأدوية الوهمية غالبًا هي الشيء الوحيد الذي يمكن للطبيب أن يقدمه لتخفيف معاناة بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
ويعتقد بعض الباحثين أن الأدوية الوهمية تثير ببساطة استجابة نفسية.. يمنحك فعل أخذها إحساسًا أفضل بالرفاهية. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأدوية الوهمية قد تؤدي أيضًا إلى استجابة جسدية. في ضوء ذلك، لا يرى بعض الأشخاص أي خطأ في وصف الطبيب للعلاج الوهمي. فهم يفعلون ذلك لمساعدة المريض.. لكن آخرين لا يرون أن هذه الممارسة ضارة فحسب، بل إنها غير أخلاقية ومضللة وربما حتى غير قانونية.
ويقول الدكتور محمد على مخلص، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بالمركز القومى للبحوث: إن العلاج الوهمى أو Placebo هو نوع من المستحضر الذى لا يحتوى على أى مادة دوائية فعالة، فقد يكون هذا المستحضر مكونا من خميرة مثلا أو نشا أو سكر على صورة أقراص أو كبسولات أو شراب أو أى من أشكال المستحضر الدوائى، لذا فهو مستحضر على شكل دواء ولكن لا يحتوى على أى دواء.
وأوضح مخلص لـ"فيتو" أنه يتم استخدام هذا العلاج الوهمى فى التجارب الدوائية لقياس مدى فاعلية دواء ما، وذلك بمقارنة أثر الدواء المراد اختبار فاعليته بأثر العلاج الوهمى، حيث يتم إعطاء مجموعة من المرضى الدواء الحقيقي ومجموعة أخرى العلاج الوهمى، بحيث لا يعرف حتى الطبيب مقدم الدواء هل هذا هو العلاج الوهمى أو الحقيقي الى أن يتم فك الكود فى نهاية التجربة.. وهذه هى أرقى أنواع البحث الدوائى التى لا يعرف فيها المريض ولا الطبيب أثناء التجربة الدواء الحقيقي من الوهمى وهو ما يطلق عليه double blinding و ذلك لتحاشى أى احتمال لحدوث أى أثر نفسي فى استجابة المريض للعلاج أو تحديد الطبيب لمدى الاستجابة .
وأشار استشاري الجهاز الهضمي والكبد إلى أن هناك دراسة قام بها مجموعة من الباحثين فى جامعة ميتشيجان على العلاج الوهمى والتى تم نشر نتائجها الشهر الماضى إذ تم إعطاء مجموعتين من المرضى علاجا وهميا عبارة عن بخاخ محلول ملح للأنف.. وتم إخبار المجموعة الأولى أن ما سيقدم لهم هو علاج وهمى ولكنه قد يقلل من توترهم العاطفى إذا اقتنعوا بذلك.. وتم اخبار المجموعة الثانية أن ما سيقدم لهم هو علاج وهمي لضبط نتائج البحث.
والمفاجأة أنه قد أظهرت النتائج أن التوتر العاطفى عند المجموعة الأولى قد انخفض بالفعل، ولكن طبعا لا يمكن الاعتماد على تلك الدراسة المبدئية لاستخلاص أية توصيات طبية فالتوصية الطبية تعتمد على ما يسمى الطب المستند الى البرهان، وهو ما يستند بدوره على نتائج لأعداد ضخمة من المرضى قد تصل لمئات الآلاف وليس لتجربة على عدد محدود من المرضى، ومع ذلك فالتجربة محدودة العدد قد تصلح كنواة لمزيد من البحث، ومع استخلاص نتائج عديدة من التجارب تخرج التوصيات الطبية المحددة لخطوط العلاج.
ويؤكد الدكتور شريف اسماعيل، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة والباحث بالمركز القومي للبحوث، أن تأثير البلاسيبو أو العلاج الوهمي يعد ظاهرة علمية مثيرة للاهتمام والجدل في مختلف مجالات الطب، ولكن السؤال هنا هل يمكن الاعتماد عليه بديلا للدواء الحقيقي وتجنب الآثار الجانبية؟!.. في تخصص أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية؟
أوضح إسماعيل أن المريض يحتاج عادة ليس لنوع دواء واحد فقط وإنما لمجموعة أدوية تعمل سويا كفريق خاصة في أمراض المناعة الذاتية التي تصيب أجهزة مختلفة في الجسم مثل مرض الروماتويد المفصلي، وبناء عليه فإن المريض يحتاج لوجود علاجات حقيقية وفعالة للوصول لتأثير طبي إيجابي و ايضا لأن أغلب تلك الأمراض تكون مزمنة وتحتاج لمتابعة وتغيير مستمر في العلاج.
وأضاف استشاري أمراض المناعة في حديثه لـ"فيتو" أن مريض الأمراض الروماتيزمية المزمنة قد يحتاج إلى وقت للشعور بتحسن ملحوظ وهذا يجعله بالتأكيد يعاني من كثرة أنواع الدواء أو طول مدة استخدامها، ولذلك فإنه ينتظر أن يرى الطبيب قد خفض له من عدد الأدوية فهذا يبعث لديه الشعور بالأمل والتفاؤل باقتراب الشفاء وقلة شراسة المرض، وهذا أيضا ما يجعل الطبيب دائم المحاولة على تخفيض كمية الأدوية الموصوفة، وهنا نكتشف أن هذا المريض ليس بحاجة للشعور بأنه يأخذ الدواء حتى وإن كان دواء غير حقيقي، وإنما يعتبر نجاح العلاج في تقليل وعدم استمرار الأدوية العديدة، التي أرهقته ماديا وعانى من أعراضها الجانبية لفترات طويلة، خاصة أن غالبية أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية والتهابات المفاصل تحتاج بالفعل لأدوية ذات تأثير علاجي قوي وسريع لتهدئ الألم وتسكن الالتهاب وتخفف من آثار المناعة الذاتية وانحرافات وظائف الخلايا المناعية المختلفة المسببة لهذه الأمراض.
على جانب آخر، أشار الدكتور شريف إسماعيل أن مرض مثل الالتهاب العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)، فهو مرض روماتيزمي مرتبط بالحالة النفسية والتوتر، وهنا يمكن أن نقول إن من أهم طرق علاج هذا المرض هو الراحة النفسية وبالتالي فإن استخدام العلاج بتأثير البلاسيبو أو العلاج الوهمي قد يكون مثمرا اذا أنه يجعل المريض يشعر بالراحة والهدوء بأنه يتلقى العلاج وأنه في طريقه للشفاء.
ولفت إلى أنه بالرغم من وجود بعض الأبحاث العلمية التي تظهر وجود فاعلية علاجية لظاهرة بلاسيبو في مرضى الروماتيزم، إلا أنه ما زال يحتاج لدراسة أكثر وأدلة علمية كثيرة ليعمم استخدامه كعلاج معترف به مع المرضى، ولكن حتى الآن فإن استخدامه في هذا التخصص لا يعتبر وسيلة علاجية يمكن الاعتماد عليها بشكل مؤكد في أغلب الأمراض.
وفي دراسة بريطانية حديثة ثبت أن العلاج الوهمي ساهم في شفاء حوالي 30% من المرضى، وقد استخدمها الأطباء على مر العصور، فكانت الأدوية الوهمية غالبًا هي الشيء الوحيد الذي يمكن للطبيب أن يقدمه لتخفيف معاناة بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
ويعتقد بعض الباحثين أن الأدوية الوهمية تثير ببساطة استجابة نفسية.. يمنحك فعل أخذها إحساسًا أفضل بالرفاهية. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأدوية الوهمية قد تؤدي أيضًا إلى استجابة جسدية. في ضوء ذلك، لا يرى بعض الأشخاص أي خطأ في وصف الطبيب للعلاج الوهمي. فهم يفعلون ذلك لمساعدة المريض.. لكن آخرين لا يرون أن هذه الممارسة ضارة فحسب، بل إنها غير أخلاقية ومضللة وربما حتى غير قانونية.
ويقول الدكتور محمد على مخلص، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بالمركز القومى للبحوث: إن العلاج الوهمى أو Placebo هو نوع من المستحضر الذى لا يحتوى على أى مادة دوائية فعالة، فقد يكون هذا المستحضر مكونا من خميرة مثلا أو نشا أو سكر على صورة أقراص أو كبسولات أو شراب أو أى من أشكال المستحضر الدوائى، لذا فهو مستحضر على شكل دواء ولكن لا يحتوى على أى دواء.
وأوضح مخلص لـ"فيتو" أنه يتم استخدام هذا العلاج الوهمى فى التجارب الدوائية لقياس مدى فاعلية دواء ما، وذلك بمقارنة أثر الدواء المراد اختبار فاعليته بأثر العلاج الوهمى، حيث يتم إعطاء مجموعة من المرضى الدواء الحقيقي ومجموعة أخرى العلاج الوهمى، بحيث لا يعرف حتى الطبيب مقدم الدواء هل هذا هو العلاج الوهمى أو الحقيقي الى أن يتم فك الكود فى نهاية التجربة.. وهذه هى أرقى أنواع البحث الدوائى التى لا يعرف فيها المريض ولا الطبيب أثناء التجربة الدواء الحقيقي من الوهمى وهو ما يطلق عليه double blinding و ذلك لتحاشى أى احتمال لحدوث أى أثر نفسي فى استجابة المريض للعلاج أو تحديد الطبيب لمدى الاستجابة .
وأشار استشاري الجهاز الهضمي والكبد إلى أن هناك دراسة قام بها مجموعة من الباحثين فى جامعة ميتشيجان على العلاج الوهمى والتى تم نشر نتائجها الشهر الماضى إذ تم إعطاء مجموعتين من المرضى علاجا وهميا عبارة عن بخاخ محلول ملح للأنف.. وتم إخبار المجموعة الأولى أن ما سيقدم لهم هو علاج وهمى ولكنه قد يقلل من توترهم العاطفى إذا اقتنعوا بذلك.. وتم اخبار المجموعة الثانية أن ما سيقدم لهم هو علاج وهمي لضبط نتائج البحث.
والمفاجأة أنه قد أظهرت النتائج أن التوتر العاطفى عند المجموعة الأولى قد انخفض بالفعل، ولكن طبعا لا يمكن الاعتماد على تلك الدراسة المبدئية لاستخلاص أية توصيات طبية فالتوصية الطبية تعتمد على ما يسمى الطب المستند الى البرهان، وهو ما يستند بدوره على نتائج لأعداد ضخمة من المرضى قد تصل لمئات الآلاف وليس لتجربة على عدد محدود من المرضى، ومع ذلك فالتجربة محدودة العدد قد تصلح كنواة لمزيد من البحث، ومع استخلاص نتائج عديدة من التجارب تخرج التوصيات الطبية المحددة لخطوط العلاج.
ويؤكد الدكتور شريف اسماعيل، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة والباحث بالمركز القومي للبحوث، أن تأثير البلاسيبو أو العلاج الوهمي يعد ظاهرة علمية مثيرة للاهتمام والجدل في مختلف مجالات الطب، ولكن السؤال هنا هل يمكن الاعتماد عليه بديلا للدواء الحقيقي وتجنب الآثار الجانبية؟!.. في تخصص أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية؟
أوضح إسماعيل أن المريض يحتاج عادة ليس لنوع دواء واحد فقط وإنما لمجموعة أدوية تعمل سويا كفريق خاصة في أمراض المناعة الذاتية التي تصيب أجهزة مختلفة في الجسم مثل مرض الروماتويد المفصلي، وبناء عليه فإن المريض يحتاج لوجود علاجات حقيقية وفعالة للوصول لتأثير طبي إيجابي و ايضا لأن أغلب تلك الأمراض تكون مزمنة وتحتاج لمتابعة وتغيير مستمر في العلاج.
وأضاف استشاري أمراض المناعة في حديثه لـ"فيتو" أن مريض الأمراض الروماتيزمية المزمنة قد يحتاج إلى وقت للشعور بتحسن ملحوظ وهذا يجعله بالتأكيد يعاني من كثرة أنواع الدواء أو طول مدة استخدامها، ولذلك فإنه ينتظر أن يرى الطبيب قد خفض له من عدد الأدوية فهذا يبعث لديه الشعور بالأمل والتفاؤل باقتراب الشفاء وقلة شراسة المرض، وهذا أيضا ما يجعل الطبيب دائم المحاولة على تخفيض كمية الأدوية الموصوفة، وهنا نكتشف أن هذا المريض ليس بحاجة للشعور بأنه يأخذ الدواء حتى وإن كان دواء غير حقيقي، وإنما يعتبر نجاح العلاج في تقليل وعدم استمرار الأدوية العديدة، التي أرهقته ماديا وعانى من أعراضها الجانبية لفترات طويلة، خاصة أن غالبية أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية والتهابات المفاصل تحتاج بالفعل لأدوية ذات تأثير علاجي قوي وسريع لتهدئ الألم وتسكن الالتهاب وتخفف من آثار المناعة الذاتية وانحرافات وظائف الخلايا المناعية المختلفة المسببة لهذه الأمراض.
على جانب آخر، أشار الدكتور شريف إسماعيل أن مرض مثل الالتهاب العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)، فهو مرض روماتيزمي مرتبط بالحالة النفسية والتوتر، وهنا يمكن أن نقول إن من أهم طرق علاج هذا المرض هو الراحة النفسية وبالتالي فإن استخدام العلاج بتأثير البلاسيبو أو العلاج الوهمي قد يكون مثمرا اذا أنه يجعل المريض يشعر بالراحة والهدوء بأنه يتلقى العلاج وأنه في طريقه للشفاء.
ولفت إلى أنه بالرغم من وجود بعض الأبحاث العلمية التي تظهر وجود فاعلية علاجية لظاهرة بلاسيبو في مرضى الروماتيزم، إلا أنه ما زال يحتاج لدراسة أكثر وأدلة علمية كثيرة ليعمم استخدامه كعلاج معترف به مع المرضى، ولكن حتى الآن فإن استخدامه في هذا التخصص لا يعتبر وسيلة علاجية يمكن الاعتماد عليها بشكل مؤكد في أغلب الأمراض.