رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جنون ترامب يفضح سياسات الإدارة الأمريكية!

ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن جنون ترامب وبلطجة الإدارة الأمريكية، وتطبيق سياسات إمبريالية، وهى سياسة تتبعها الدول الكبرى القوية على الدول الصغيرة الضعيفة، بهدف توسيع السلطة والسيطرة عن طريق استخدام القوة والتى غالبا ما تكون قوة عسكرية..


وتتم من خلالها الاستيلاء على الأراضى وفرض السيطرة السياسية والاقتصادية عليها، والإمبريالية مصطلح حديث ظهر فى الفكر السياسي بعد الثورة الصناعية فى أوروبا لكنه له جذور ضاربة فى أعماق التاريخ، وتعتبر الإمبريالية سياسة غير أخلاقية، وغالبا ما يستخدم المصطلح لإدانة السياسة الخارجية للدول المعادية.
كيف نفكك منظومة الفساد في الوطن العربي؟!
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تمارس هذه السياسة الإمبريالية منذ عقود عبر رؤسائها المتعاقبين لكن بنوع من الخجل وبطرق سرية وخلف الأبواب المغلقة، إلا أن رئيسها الحالي ترامب الذي يسعى لولاية جديدة بعد أيام قليلة رجل فج ولا يعرف الخجل ولا يجيد لعب هذا الدور السياسي غير الأخلاقى بطريقة سرية أو خلف الأبواب المغلقة أو من تحت الطاولة..

حيث خرج علينا خلال ولايته الأولى أكثر من مرة ليفشي أسرار لم تكن تفعلها الإدارة الأمريكية علانية، ولعل من أشهر مواقفه الفجة التي صدمت الرأي العام العالمي تلك المكالمات التي أعلن عنها في مؤتمر جماهيري بولاية مسيسيبي في أكتوبر/ تشرين أول 2018 والتى طالب فيها عدد من الدول بدفع أموال مقابل الحماية الأمريكية.

بالطبع هذه السياسة الإمبريالية هى من ثوابت الإدارة الأمريكية تاريخيا لكنها لم تكن تعلن بهذا الشكل الفج الذي يقوم به ترامب الذي خرج على العالم هذا الاسبوع بمفاجأة من العيار الثقيل، فالعالم أجمع يعرف مدى عداء الإدارة الأمريكية للرئيس بشار الأسد الذى وقف صامدا في وجه مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولم يخضع للضغوط الأمريكية رغم الحرب الكونية الشرسة على بلاده والتى استمرت لما يقرب من عشر سنوات..

لكن لم يكن أحد يتوقع أن يخرج ترامب ليتباهى في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه حاول تصفية الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2017 لكن وزير دفاعه السابق جيمس ماتيس اعترض على تنفيذ القرار، وأبدى مخاوفه من التداعيات الخطيرة لمثل هذا القرار على الصعيدين العسكري والسياسي، وأبدى ترامب امتعاضه من اعتراض ماتيس معتبره جنرالا فظيعا وقائدا سيئا.
جمال عبد الناصر والأمن القومي المصري !
والغريب حقا هو ردود الأفعال الدولية حول هذا التصريح ففي الوقت الذي اعتبرت دمشق تصريحات الرئيس الأمريكي حول استهداف الرئيس بشار الأسد تدل على أن الإدارة الأمريكية تعمل وفق "نظام قطاع طرق يمتهنون الجريمة للوصول إلى مآربهم"، وباستثناء إدانة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، لم يصدر تعليق أو إدانة لتصريح ترامب من قبل أى مسؤول لأى دولة في العالم ممن يخرجون علينا يوميا بتأييد ودعم سياسات الإدارة الأمريكية، وكأن تصريحات ترامب مقبولة وغير قابلة للإدانة.

وللأسف الشديد من خرسوا في الماضي على كل جرائم الإدارة الأمريكية في حق بلادنا وفي حق الرموز الوطنية التي رفضت السياسات الإمبريالية للإدارة الأمريكية، مازالوا يبلعون ألسنتهم ولا يتحرك لهم ساكناً في الوقت الذي يعلن فيه ترامب عن محاولته اغتيال رئيسا عربيا بطلا وشجاعا وقف مدافعا عن شرف بلاده وأمته العربية في مواجهة البلطجة الأمريكية..

بل أن بعضهم يهرولون للتطبيع مع العدو الصهيوني بأوامر منه، ويدعمونه من أجل الحصول على ولاية رئاسية جديدة، وبالطبع لم يتحرك ساكناً للمنظمات الدولية التي تصدع رؤوسنا ليل نهار بحقوق الإنسان ومحاكمة مجرمي الحروب لأن جميعها يخضع لسيطرة وهيمنة الإدارة الأمريكية، وليعلم كل البالعين لألسنتهم أن الإدارة الأمريكية ليس لها صديق أو حبيب، وأن الدور أتي عليهم لا محالة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.  

Advertisements
الجريدة الرسمية