رئيس التحرير
عصام كامل

تحية كاريوكا تروي حكاية رقصتها الأولى مع الجاسوس

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا


فى مجلة الكواكب عام 1968، تروى الراقصة تحية كاريوكا، تمر اليوم الذكرى الـ21 على رحيلها - 20 سبتمبر 1999 - قصة الرقصة الأولى فى حياتها.

 

فتقول تحية كاريوكا: فى عام 1937 كانت هناك قصة الإعداد لرقصتى الاولى التى كانت سبب شهرتى، فقد حدث أنى كنت يومئذ أعمل بكازينو بديعة مصابني - عند كوبرى الجلاء حاليا ـــ مع مجموعة من الراقصات لا تميزنى عنهن ميزة إلا الرغبة فى أن أصبح صاحبة لون خاص من الفن، ووصولا إلى ذلك كنت أكافح بين هذه المجموعة فأتلقى دروسا فى أصول فن الرقص، وأشاهد الأفلام الاستعراضية الأجنبية فى محاولة لأن أحصل وأصل إلى لون جديد أتميز به.


وفى عام 1938 عرض فى سينما ديانا فيلم down to no.. وفى صباح أحد أيام العرض ذهبت إلى الكازينو لعمل البروفات وكان عندى شعور غامض أن هناك مفاجأة ستصادفنى فى هذا اليوم، وكان هذا يمثل عندى "كابوسا" ثقيلا على صدرى.. وأثناء وجودى بالكازينو فى نهاية البروفة جاءنى مدرب الرقص يدعونى إلى السينما لمشاهدة فيلم عظيم، لكنى اعتذرت بالرغم إلحاحه لشدة تعبى، واستمر المدرب فى الالحاح عليَّ، وهو يقول إنه اكتشف فى هذا الفيلم موسيقى رقصة يتوقع أن تكون نقطة التحول فى حياتى وأنها ستخرجنى من زمرة الراقصات المغمورات لعالم الشهرة الساطع والأضواء، ولكنى قلت: "ولو مش هاروح السينما"، ومضيت إلى بيتى لأستريح.


وفى اليوم التالى جاءنى المدرب بأسطوانة لإحدى قطع الموسيقى وأهداها إليَّ، وفى فترة الاستراحة فى البروفة أدار الاسطوانة وسمعتها، كانت موسيقى رائعة حقا وعلى أنغامها أخذ المدرب يدربنى، والغريبة أنه أخبرنى أن هذه المقطوعة هى إحدى مقطوعات الفيلم الذى رفضت مشاهدته، ونصحنى بأن أراه.


وعملت بنصيحة المدرب وشاهدت الفيلم وأعجبتنى الرقصة التى سمعت موسيقاها واسمها "رقصة شيكابم" فأخذت أتدرب عليها ليل نهار حتى أتقنتها تماما.

 

تحية كاريوكا تعترف: جئت إلى القاهرة لا أملك تذكرة القطار


وجاء اليوم الذى حددته للظهور بهذه الرقصة، فخرجت إلى المسرح وأديت الرقصة التى أضنانى التدرب عليها عدة أيام وما كدت أنتهى منها حتى ضج المسرح بالتصفيق وسط صياح الجمهور، مطالبا بإعادة الرقصة، وأعدتها مرة ثانية وانسحبت بسرعة حتى لا يطلبها الجمهور مرة ثالثة.


ذهبت أبحث عن المدرب الأجنبى الذى قام بتدريبى وكان اسمه "وبش" لأنه كان من واجبى أن اشكره واعترف له بحسن اختياره، وإذا بى أعلم من أحد المسئولين بالمسرح أن المدرب قُبض عليه؛ فقد اتضح أنه جاسوس، فأسفت على هذا المدرب الذى كان اختياره لهذه الرقصة السبب فى شهرتي.

الجريدة الرسمية