سفير المكسيك يشيد بـ "نجيب محفوظ وعمر خيرت ويسرا وحلمي"
عقب خوسيه أوكتابيو تريب سفير دولة المكسيك بالقاهرة ، على تدشين فعاليات سلسلة "ندوات علاقات ثقافية" التى تقام بالتعاون بين كل من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، والتى بدأت بأمسية للاحتفال بالعيد الوطنى لدولة المكسيك، قائلا: نحن في سفارة المكسيك، وأنا شخصيا، نتشرف بأن يبدأ افتتاح هذا البرنامج الثقافى الخاص بدولة المكسيك، ليس فقط للاحتفال بذكرى عيد الاستقلال المكسيكى، ولكن أيضا لعلاقتنا المتميزة مع مصر.
وأضاف سفير دولة المكسيك، خلال استقبال الدكتورة إيناس عبد
الدايم، وزيرة الثقافة أمس، أن أهم ما تتضمنه كلمته هو التحدث عن أوجه التشابه الرئيسية
بين المكسيك ومصر؛ لذا ركز فيها على هذه الجزئية، قائلًا: سأبدأ تحليلى على أساس قاعدتين
أساسيتين، وهما: أن مصر والمكسيك قوتان عالميتان فى عالم الثقافة؛ نظرًا لما يحظى به
تاريخهما العريق الممتد، بالإضافة إلى أن وضعنا كحضارتين عريقتين يعد عنصرًا مهمًا
لهويتينا وتباهينا على المستوى الدولى، فكل منا يفتخر بهويته سواء المكسيكية أو المصرية
نتيجة لهذه العوامل، فمن الطبيعى أن تكون الثقافة والأنشطة الثقافية يمثلان أهم الأسس
الرئيسية لبرنامج التعاون الثنائى بيننا على مر السنين.
وأشار السفير إلى التفاعل الديناميكى بين مصر والمكسيك المستمر
فى اتجاهات ثقافية متعددة ومختلفة، فعلى سبيل المثال كانت المكسيك فى العام الماضى
ضيف الشرف لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى العريق كملف مصر، كما أن مصر فازت للمرة
الثانية على التوالي بالمركز الأول بمهرجان ثقافات الشعوب الذى يقام بمدينة المكسيك
- حسبما أخبرنا السفير أشرف منير، وأوضح أن السفارة خلال الثلاث سنوات الماضية بمساندة
ودعم وزارة الثقافة الدائم، عقدت قرابة ثلاثين نشاطًا ثقافيًا بالقاهرة والإسكندرية
فى مختلف الفنون مثل: السينما والموسيقى والرقص والتصوير، بواقع فعالية ثقافية شهريًا
وهذا شيء رائع، ويظهر تتابع الأنشطة هذا مدى حب وشغف الشعب المصرى بالثقافة بكل أشكالها
وتعبيراتها، وأن القاهرة هى بحق عاصمة الثقافة العربية.
وقال: إننا نرى ظاهرة مشابهة بالمكسيك، فإن ذكرى معرض الآثار
الفرعونية المقام بمدينة المكسيك، منذ ما يقرب من خمسة عشر عامًا مازالت عالقة فى أذهان
زوار متحف المكسيك للآثار، لذلك أصدقائي الأعزاء فإن هذه العلاقة تبرز مدى أهمية المكسيك
للمصريين ومدى أهمية مصر للمكسيكين، وهذا شيء رائع لكنه ليس كافيًا، فنحن بحاجة إلى
المزيد، فيجب أن يزداد طموحنا من أجل أن نحقق تفاعلًا ممنهجًا بين المجتمعات الثقافية
بكلا الدولتين، من أجل خلق فرص اقتصادية للفنانين والمبدعين من مصر و المكسيك.
وأكد سفير دولة المكسيك أن فنون السينما والموسيقى والرقص
على سبيل المثال فى كلا الدولتين تتمتع بمستوى راقى ولديها القدرة على النجاح.
وأشار إلى أنه على يقين بأن أعمال موسیقار بمكانة عمر خيرت وفنانة بقدر يسرا أو ممثل مثل أحمد حلمى، ستلقى نجاحًا باهرًا حينما تقدم فى وطنه المكسيك، لذا فعلى كلا الحكومتين لعب دور فعال من أجل خلق حوافز تعمل على تحقيق تبادل ممنهج بين العاملين فى مختلف مجالات الثقافة والفن بكلا البلدين، كما أنه من المهم مشاركة المبدعين والفنانين فى دراسة الفرص المتاحة خارج الأسواق الثقافية التقليدية.
وشدد أنه على يقين بأن مصر والمكسيك لديهما القوة
الثقافية اللازمة للإبداع فى هذه المجالات، مما سيجعل من الثقافة محركًا رئيسيًا للعلاقات
الثنائية، ليس فقط من الناحية الثقافية التى نجد أهم أعلامها الأديب الروائى المصرى
نجيب محفوظ، وكذلك الأديب والشاعر المكسيكى أكتافيو باث فكلاهما ظفر بجائزة نوبل وله
دور ثقافي بارز، ولكن كذلك على الناحية الاقتصادية وغيرها من مختلف النواحي المهمة.
ثم تحدث السفير أشرف منير مدير شؤون أمريكا اللاتينية بوزارة
الخارجية عن مدى التشابه بين الحضارتين المصرية والمكسيكية من حيث القدم والعراقة، هاتين الحضارتين اللتين
لا يستهان بهما على حد وصفه.
كما أشار إلى قدم التعاون والتواصل فى المجالات كافة بين البلدين، وبصفة خاصة المجال الثقافى، وهو ما تمثل فى المداومة على التواجد بالمعارض والمهرجانات والمحافل التى تقام فى البلدين.
وأضاف منير أن الحكومتين حريصتان على عقد جولة مشاورات "التاسعة" فى أواخر الشهر الجارى بهدف إعطاء دفعة جيدة لتنمية العلاقات وتعزيزها.