عبدالشكور عامر يكتب: التحول الأمريكي بعد أحداث سبتمبر
كل عام وفى نفس التوقيت تعصف بالعالم ذكريات ومشاهد إستهداف ابراج التجارة
العالمية فى الولايات المتحدة الأمريكية ، ويقف العالم مشدوها حائرا حول الحدث
الجلل الذى حطم كبرياء اعظم قوة فى العصر الحديث.
لقد أدت هجمات الحادى عشر من
سبتمبر وما تلاها من تغييرات على السياسة الأميركية داخلياً وخارجياً فيما يتعلق
بالحرب على الإرهاب الى تحول أمريكا لوحش هائج ضد كل ما هو عربي وإسلامي.
وكان لهذه السياسة الأمريكية الجديدة تكلفة باهظة فى الإقتصاد والأرواح ،
حيث شملت التكلفة الباهظة كلا من الولايات المتحدة وحلفائها من الدول على حد سواء .
وجاءت دول الشرق الأوسط فى مقدمة تلك الدول التى
عانت من جراء السياسات الأمريكية الجديدة
، كما عانت تلك الدول من وجود تنظيم
القاعدة وغيره من التنظيمات المتطرفة مثل داعش وأخواتها.
وأضحت الحرب على الإرهاب بعد أحداث سبتمبر أحد أهم أسباب الإنفاق الحكومي في الولايات
المتحدة ، وصارت شعوب المنطقة ومصالحها وليس الأمريكيون وحدهم، هم أكثر ضحايا
الإرهاب الديني والإقتصادية والسياسي.
وأدت السياسة الأمريكية الجديدة التى انتهجتها فى الحرب على ما وصفته بالإرهاب فى أفغانستان كرد فعل طبيعي ومنطقي على هجمات القاعدة على رموزها الإقتصادية والعسكرية، الى وفاة 111 ألف شخص وموت اكثر من 2200
مواطن وجندى أميركي من العاملين فى أفغانستان.
وبعد إحتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق
تحت ستار الحرب على الإرهاب وتطبيق مفهوم الأمن القومى الأمريكي العابر للقارات بدأت
ملامح النظام العالمي الجديد، وشنت أمريكا حربا على الجماعات المتطرفة وخاصة تنظيم
داعش فى العراق، مما كلفها خسائر كبيرة فى
الأموال والأرواح.
وأودت الحرب الأمريكية على داعش والجماعات المتطرفة بحياة أكثر من
160 ألف مدني عراقي، كما أودت بحياة أكثر من 8 آلاف جندي أمريكي بالعراق.
لقد غيرت احداث الحادي عشر من سبتمبر نظرة ومفهوم الولايات المتحدة عن
الإرهاب والحرب عليه ومواجهته.
تلك الغييرات التي طرأت على الولايات المتحدة
على مدار 18 عاماً منذ الهجمات الإرهابية عام 2011 و التى تمثلت في أربعة جوانب ارتبطت بمفهوم الأمن
أو بالمفهوم الأوسع وهو مصطلح "الحرب
على الإرهاب"، حيث الحروب المستمرة في الشرق الأوسط وهى:
انشاء وزارة الأمن الداخلي عام 2002، المسؤولة حالياً عن الآلاف من عمليات
ترحيل المشتبه بهم.
مواجهة الهجرة غير الشرعية
تخصيص برامج لأمن المطارات، وبرامج مراقبة مجتمعيّة تركزت على الأغلب على
المسلمين داخل الولايات المتحدة.
هذه المحاور والمفاهيم الأمنية الجديدة حوَّلت السياسة الخارجية للولايات
المتحدة، كما أثرت في حياة ملايين البشر وخاصة العرب والمسلمين داخل امريكا
وخارجها ، كما غيرت معظم المفاهيم الأمريكية الراسخة والقيم التي تتعلق
بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان حتى يومنا هذا.