جاليرى ضي و سياسة غريزة الاقتناء
"غريزة الاقتناء".. أدهشتنى عبارة الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون –جاليرى ضي- عندما تحدث عن رؤيته فى نشر ثقافة الفن التشكيلى بين فئات المجتمع كله، وكسر هذا المعتقد الطبقى اللإنسانى بأن الفن حكر على الأثرياء ، تلك الثقافة التى لم يعهدها أجدادنا فى الثلاثينيات من القرن الماضى ، فلم يخل بيت آنذاك من لوحة أو منحوتة تضفى سعادة وبهجة وتنمى الإحساس بالجمال وتذوقه.
وتتلخص وجهة نظره
التى عبر عنها فى كلمتين، بأن يصبح الفن التشكيلى كالماء والهواء متاحا للجميع،
مثلما أراد عميد الأدب العربى طه حسين أن يكون التعليم أثناء توليه وزارة المعارف
، بزرع حب اقتناء الأعمال الفنية لدى الجماهير ، وهو الأمر الذى يحتاج إلى جهود مضاعفة من الجهات المعنية سواء الحكومية أو الخاصة ليخرج الفن التشكيلى من حيز النخبوية ،
والحقيقة أن ما أطلقه هشام قنديل –خلال لقائنا- من الأفكار والمبادرات البسيطة والحلول سهلة التطبيق
والتنفيذ على أرض الواقع.. جعلنى أتساءل أين يقع قطاع الفنون التشكيلية على خريطة
التنمية الثقافية، وماذا يقدم من استراتيجيات للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة
الثقافة فى الاجتماعات الدورية –اللهم إلا أنه أصبح قاعة عرض كبرى- ومتى يفيق من غفوته؟!
سينما «ريفولى».. تاريخ محترق وفن خارج الخدمة
وبلغة الأموال،
فحديث قنديل ذي نزعة فنية استثمارية ، فالرجل مؤمن بأن الفن التشكيلى أصبح
الأعلى استثمارا فى العالم وجزءا أصيلا من منظومة الاقتصاد الإبداعى ، فاللوحة سلعة
يرتفع سعرها ولا ينخفض، فقيمة الأعمال الفنية تزداد يوما بعد الآخر وكأنها أشبه
بالاستثمار العقارى .
أما بالنسبة لجاليرى
ضي فيحمل فلسفة وخبرة 30 عاما قضاها رئيس
مجلس إدارته بين عوالم وأعمال كبار التشكيليين فى الوطن العربى من خلال عمله
بأتيليه جدة ، فالجاليرى لا يقتصر على كونه قاعة عرض تحتضن إبداعات الفنانين
التشكيليين ، بل مصنعا لاكتشاف وتخريج المواهب الجديدة من شباب المبدعين فى الوطن
العربى ، حيث أسس أتيليه العرب للثقافة الفنون منتدى عفيفى مطر للثقافة والفنون ،
مسابقة عفيفى مطر للشعراء العرب ، ومهرجان ضي للشباب العربى والذى تعلن جوائز
دورته الثالثة يوم السبت 19 سبتمبر الجارى ، كما يعمل الأتيلية الآن على تأسيس
أكاديمية خاصة للفنون والآداب .