رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات القضية الفلسطينية.. لعبة القط والفار بين العرب وتل أبيب.. و"زهران" أكبر جريمة ترتكب في العالم

ابو مازن
ابو مازن

لا شك أن التقارب الإماراتى الإسرائيلى والبحريني ايضًا أحدث صدمة عربية مدوية، لا سيما عند المهتمين بالقضية الفلسطينية، ويجعلونها شغلهم الشاغل، سواء لأسباب سياسية ووطنية ودينية، أو لأهداف برجماتية بحتة.

كما أنه لا شك أن هذا المتغير الجديد، قد تلحق به متغيرات أخرى، وقد ينضم إلى الإمارات والبحرين دول عربية أخرى. وبعيدًا عن التفاصيل التي تسكن الاتفاق الأخير، وبعيدًا عن التصريحات الوردية التي صاحبته وأعقبته، فإن هناك سؤالًا ضاعطًا يطرح نفسه بقوة وهو: ما مستقبل القضية الفلسطينية بتشابكاتها وتعقيداتها؟

وهل ينتهى النزاع العربى الإسرائيلى، حتى لو كان شكليًا، إلى غير عودة؟ وكيف سوف تتعامل الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية في قادم الأيام؟ وهل يتوحد الداخل الفلسطينى، أم يظل أسيرًا للانقسام والبحث عن المصالح الشخصية؟ تساؤلات كثيرة معقدة تحتاج إجابات لا تغيب عنها الصراحة والشفافية نحاول التماسها في السطور التالية.


وفي التقرير التالي نرصد آراء خبراء وسياسيين وقانونيين حول قرار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي والذي أعقبه تطبيع بحريني .

 

عالم المصالح

 

من جانبه.. جاء رأي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية في ٢٠٠٢ حددت أساس أي اتجاه في عقد اتفاقيات في إطار مبدأ الأرض مقابل السلام في الإطار العربي، مشيرا إلى أن مشكلة القضية الفلسطينية ليست في هذا القرار ولكنها تكمن في انقسام الفلسطينيين إلى حركة فتح وحماس، بل وأيضا غزة انقسمت على نفسها.

 

ويريدون إقامة دولة إسلامية الفلسطينيين يحكمها جماعة الإخوان المسلمين، وهذا القرار لا يضيع القضية الفلسطينية، وإنما وعدت خلاله إسرائيل بوقف ضم أراضي الضفة الغربية مقابل علاقات سياسية، واذا لم ينفدوا التزامهم لن تنفذ الإمارات التزامها فهو موضوع مشروط.

 

وأكد جمال بيومي أن العالم ليس به أعداء أو صداقات فهو قائم على المصالح وإذا استطعت أي دولة أن تقيم مع إسرائيل اتفاقيات تدعم مصالحها كما فعلت مصر سابقا فلا مانع من ذلك، فالمشكلة الآن في إسرائيل أن الجيل الذي كان يؤمن نسبيا بتكوين علاقات سلام مع الدول أصبح غير موجودـ والآن هناك جيل جديد في إسرائيل يقول هذه أرضي فكيف تعقد له صفقة يؤمن من خلالها أن السلام أفضل له من أن يعادي كل الدول المحيطة به.

 

وتابع: "مقتنع تماما أن إسرائيل لا مستقبل لها تحت أي شرط من الشروط إذا ظلت في حالة العداء مع العرب، فإذا كانت تريد أن تحافظ على دولتها تقوم على الديانة اليهودية تؤسس دوله مستقلة، فالقضية العربية لن تضار من التطبيع بل تكسب إذا صدقت إسرائيل في وقف ضم الأراضي فهي تعتبر خطوة جيدة.

 

و ِأشار السفير جمال بيومي إلى أنه من الصعب أن يظل العرب في عداء دائم مع إسرائيل.

 

جريمة

 

وعلى جانب آخر يرى الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن أكبر جريمة ارتكبت على المستوي العربي هي أن الإمارات تؤسس علاقة تطبيع مع إسرائيل في هذا الوقت الحرج، قائلا: "أنا ضد هذا التطبيع وليس له داع، وسيكون له تأثير سلبي على القضية الفلسطينية لأنه يعطي مساحة لإسرائيل أكبر من حجمها وبدون مقابل ولأن الدول الداعمة للقضية الفلسطينية ستتحول لدول داعمة للكيان الصهيوني بدون أي مبرر وبدون أي اتفاق للتبرير".

 

وأضاف «زهران« أن الإمارات تطالب السلطة الفلسطينية بالاستمرار في المفاوضات وهذا ما يحدث منذ ٢٠ عاما، وهذا ما يؤكد أن هذا الاتفاق دعم نتنياهو وأيضا دونالد ترامب، فهذا القرار يأتي من أجل خدمة "ترامب" إذ ربما يفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية فيحمي كراسي الأنظمة الخليجية.

 

وتابع: "قولا واحدا أنا ضد الكيان الصهيونى في الأساس، ومن وجهة نظري سيزال عن قريب وأن أكبر كارثة حلت علينا أن الكيان الصهيوني بطائراته يمر عبر المملكة العربية السعودية إلى الإمارات، والسماح له بأن يذهب إلى كل دول الخليج عبر السعودية لينشط التجارة، ويحمي الكيان الصهيوني، ويعطيه روحا في حين أنه منتهك من الداخل، فكل الدراسات السياسية تقول إن إسرائيل في تفكك وأنها إلى دمار ويأتي هذا القرار ليحييها من جديد.

 

وأكد الدكتور جمال زهران أن العرب الآن يفرطون في ثوابتهم، والتي تقول إنه لا يوجد صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالكيان الإسرائيلي، في حين أن إسرائيل لا تفرط في ثوابتها .

الجريدة الرسمية