رئيس التحرير
عصام كامل

شباب «تمرد» وجيل الكبار في صالون "فيتو": مرسي أشد خطرًا على مصر من مبارك.. وإسقاطه حتمى (2 -3)

فيتو

  • السيد ياسين: 30 يونيو استكمال لثورة 25 يناير التى لم تحقق أهدافها حتى الآن
  • إيمان المهدى: سياسات الإخوان المسلمين تعود بمصر للوراء 100 عام
  • محمود عفيفى: تواطؤ المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية وضعنا أمام خيارين كلاهما مُرٌّ

بعد مرور عامين على الثورة ومع استمرار جماعة الإخوان المسلمين التى استولت على حكم مصر فى تنفيذ سياساتها الإقصائية الرامية إلى التمكين والسيطرة على كل مؤسسات الدولة هب الشباب من جديد لإعلان غضبتهم والمطالبة بسحب الثقة من الرئيس الإخوانى محمد مرسى الذى فشل خلال عام كامل فى تحقيق أى من أهداف الثورة.. وكانت حملة «تمرد» إحدى الأفكار الإبداعية التى تبناها عدد من الشباب الثورى لاستعادة سلمية الثورة بعد ظهور جماعات تتبنى العنف مثل «بلاك بلوك» و«المشاغبون»..
صالون «فيتو» استضاف عددا من مؤسسى «تمرد» وبعض النشطاء السياسيين بالإضافة إلى كوكبة من المفكرين الكبار يتقدمهم المفكر الكبير السيد ياسين، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والكاتب الصحفى عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة دار الهلال الأسبق ورئيس تحرير مجلة المصور السابق، والمحامى المعروف ثروت الخرباوى، ومن حملة تمرد محمد هيكل مسئول العمل الجماهيرى، وإيمان المهدى المتحدث الإعلامى باسم الحملة، ومحمود عفيفى المتحدث السابق باسم حركة «6 إبريل».
قالت «إيمان المهدى» عضو مؤسس بحركة «تمرد»: بحكم عملى الصحفى واحتكاكى المباشر مع المواطنين بالشارع، تأكدت أن سياسات الإخوان المسلمين تعود بمصر للوراء 100 عام وتحولت مصر صاحبة حضارة السبعة آلاف سنة إلى دولة شبه متخلفة، هذا إلى جانب فشل النظام فى توفير عيشة شبه كريمة للمواطن البسيط والأغرب من ذلك طريقة تعامل وزراء الإخوان مع الأزمات والاستخفاف المتعمد بعقول المصريين وهو جزء من خطة شيطانية لدخول البلاد فى فوضى مطلقة لكى يستطيعوا بكل سهولة تغيير هوية الشعب المصرى وأخونة مؤسساته لكى تبدأ عملية التمكين.
وأضافت: حركة «تمرد» من خلال نزولها للشارع وصلت لنتيجة واحدة وهى أن مرسى لا يصلح لإدارة دولة بحجم مصر، لذلك قمنا بطرح تصورات كثيرة لإسقاط النظام مثل تنظيم مليونيات متتابعة قدمنا فيها دماء جديدة وشهداء جدد والنظام لا ينظر إلينا بل يتعامل معنا على أننا كم مهمل لا يصح النظر إليه، وزاد التجاهل وزاد معه تدهور الأوضاع من سيئ لأسوأ لذلك كان لا بد من تغيير المسار بطريقة سلمية عن طريق حركة شعبية تعمل على إيجاد نوع من الحراك السياسى فى الشارع المصرى بعد حالة اليأس التى سيطرت على قطاع عريض من المواطنين وصلت لحد الاستسلام للأمر الواقع، وهذا ما كان يراهن عليه الإخوان، وهو عامل الوقت وطفت على السطح حركة «تمرد» لتثبت للنظام أن شرعيته سقطت عن طريق جمع توقيعات من المواطنين بسحب الثقة من مرسى ونظامه الذى يحاول أن يصور للعالم كله أنه نظام شرعى جاء بانتخابات حرة.
وتابعت: «اتفقنا أن يكون خطابنا موجها للشارع وللمواطن المصرى وبصورة بسيطة بعيدة عن لغة البيانات الحزبية التى لفظها الشارع ولم يعد يستمع لها صممنا استمارة ورقية ووضعنا فيها أسبابا منطقية وبسيطة تمس حياة المواطن البسيط لكى يقول الشعب كلمته فيها، إما بالموافقة على بقاء النظام أو سحب الثقة.. تساءلنا فى استمارة تمرد عن «الأمن – الحرية – العيش- الكهرباء- البنزين- السولار... إلخ»، وجاء قرار الشعب بسحب الثقة من مرسى وإسقاط شرعيته»..
"المهدى" أكملت قائلة: لم نكن أبدًا لنسمح أن يترحم الشعب المصرى على أيام مبارك الذى أسقطناه بدماء أبناء مصر بسبب مرسى وجماعته، مشيرة إلى أن تمرد تعمل على توحيد القوى السياسية التى انقسمت بسبب سياسات المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية وتواطئه مع الإخوان.
«محمود عفيفى» الناشط السياسى والمتحدث السابق باسم حركة 6 إبريل قال:» لست عضوًا بحركة تمرد لكننى من الجيل الذى حلم بالثورة ويتصدى الآن، وتمكنا من خلع مبارك ونظامه لم نكن نعلم أننا نسلم البلد لنظام «فاشى» منهجه إقصائى يريد الشعب أن يكون سامعا ومطيعا دون تفكير لا يعلم شيئا عن الديمقراطية، لكن للأسف تواطؤ المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية وتشتت شباب الثورة والمعارضة تسبب فى وضعنا أمام خيارين كلاهما مر، وهما الاختيار مابين النظام السابق متمثلًا فى الفريق أحمد شفيق والإخوان المسلمين ومندوبهم محمد مرسى، وكانت حركة 6 إبريل أول «عاصرى» الليمون وتأييد مرسى ظنًا منا أن الإخوان سيحققون أهداف الثورة كما وعدوا، لكن ما فعله الإخوان خيانة للثورة ولدماء الشهداء.
«عفيفى» قال: إن نظام مرسى جاء ليكمل مسيرة مبارك من التبعية لأمريكا وإسرائيل ولكن بصورة أحقر، أصبحت مصر فى عهد الإخوان تابعا لدولة مثل قطر تتحكم فينا كما تريد مقابل حفنة من الدولارات لا يستفيد الشعب المصرى منها بجنيه واحد، وتمرد حركت المياه الراكدة و30 يونيو القادم ليس ثورة جديدة، ولكن استكمال لثورة 25 يناير التى مرت بجولات ما بين الانكسار والانتصار، حاولنا خلال هذه الفترة مساعدة النظام وتقديم النصائح له، ولكن تمت مقابلة هذه النصائح بالقتل والتنكيل والاعتقالات والسحل والتعذيب لشباب الثورة والإفراج عن رموز نظام مبارك لكل هذه الأسباب وغيرها لابد من رحيل مرسى وجماعته، ولا بديل عن الرحيل وكما أسقطنا مبارك بكل جبروته سنسقط مرسى لأنه أشد خطرًا على مصر من مبارك..
مضيفا: «نزولنا يوم 30 يونيو فَرْض علينا وعلى كل مصرى، لكى نؤكد أن هذا الجيل يقوم بكتابة تاريخ مصر الجديد لا نريد دماء لكننا سندافع عن أنفسنا فى مواجهة حاكم ظالم»..
عفيفى تطرق إلى أزمة سد النهضة مؤكدًا على أن عدم الخبرة السياسية فى التفاوض مع الجانب الإثيوبى هى سبب تفاقمها مشيرًا إلى أنه كان ضمن بعثة الوفد الشعبى الذى سافر إلى إثيوبيا وتم استقباله بحفاوة بالغة لمجرد وجود عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم جمال عبد الناصر وشعرنا بمدى حبهم لمصر ولعبد الناصر، واكتشفنا خلال الزيارة مدى الخيانة التى قام بها نظام مبارك فى حق المصريين عندما تجاهل أفريقيا وأفسح المجال لإسرائيل أن تعمل كما تشاء داخل القارة الأفريقية، وخصوصا دول حوض النيل وجاء الإخوان ليكملوا المشوار لكن هيهات أن يحدث ذلك حسب قوله.
من جانبه، قال المفكر السياسى «السيد ياسين»: «30يونيو استكمال بالفعل لثورة الخامس والعشرين من يناير التى لم تحقق أهدافها حتى الآن خصوصا ما يتعلق منها بالعدالة الاجتماعية والعيش والحرية، ومصر كانت عاصمة القارة الأفريقية واحتوت كل حركات التحرر الوطنى، لكن للأسف الشديد تركنا إسرائيل تتسرب إلى أفريقيا وفشلت جميع الأنظمة بعد عبد الناصر فى التواصل مع أفريقيا ودمرت تراثا ناصريا كبيرا فى دعم حركات التحرر فى مختلف العواصم الأفريقية..
تمرد و«التمويل»..
الكاتب الصحفى «عبد القادر شهيب» طرح عددا من الأسئلة على شباب حركة تمرد حول عدد المجموعة وكيف واجهت الحركة مشكلة التمويل؟
وردت «إيمان المهدى» العضو المؤسس بتمرد قائلة: «فى بداية الأمر كان التمويل ذاتيا بين أعضاء الحركة للإنفاق على طبع الاستمارات وفى أول مرة نزلنا إلى ميدان التحرير ووقفنا وسط الميدان وأمامنا «ترابيزة» صغيرة وضعنا عليها الاستمارات قام بعض المواطنين بأخذ الاستمارة والذهاب بها إلى المكاتب لتصوير عدد من الاستمارات مساهمة منهم فى تمويل الحركة لكن العجيب فى الأمر أن أصحاب المكتبات رفضوا الحصول على مقابل التمويل، وقام بعضهم بالتبرع بطباعة 10 آلاف نسخة من الاستمارات واستمر الوضع هكذا إلى الآن، ونتحدى أن يثبت أحد أننا حصلنا على مليم واحد تمويلا من أى شخص أو أى جهة.
عدد مؤسسى «تمرد» والطرق القانونية للحملة..
وعن عدد مؤسسى الحركة قال «محمد هيكل» مسئول العمل الجماهيرى بتمرد، عدد مؤسسى الحركة كان فى البداية 25 عضوا قمنا جميعًا بخلع العباءة الحزبية ووضعنا أمام أعيننا مصلحة مصر واتفقنا فيما بيننا أن يكون الانتماء الأول والأخير لمصر فقط والفكرة فى بدايتها كانت وسيلة للضغط على النظام وبعد انتشارها أكد لنا عدد من القانونيين أن هناك مواد فى الدستور تعطى «تمرد» الشرعية، ومن الممكن إسقاط النظام عن طريق جمع التوقيعات فقمنا على الفور بتشكيل لجنة قانونية بمشاركة عدد من أساطين القانون فى مصر.
المفكر السياسي«السيد ياسين» قاطع محمد هيكل قائلًا: حركة تمرد معارضة فى مسار ديمقراطى لأن هناك خطا فاصلا بين المعارضة والانفصال وما يحدث معارضة إذا رفضها النظام ستتحول إلى ثورة على النظام.
«إيمان المهدى» ثمنت حديث السيد ياسين قائلة: حركة تمرد لم تنجح لأنها وسيلة ضغط فحسب، ولكن مساعدة الإخوان لنا عن طريق ممارساتهم الخاطئة التى تسببت فى زيادة كراهية الشعب للإخوان ساعدتنا فى نجاح الجملة وجمع أعداد كبيرة من توقيعات سحب الثقة.
وتابعت المهدى بقولها لم نستمع لأحد من الأحزاب السياسية لأننا لم نشعر أن هناك معارضة حقيقية ولاتوجد لهم أرضية فى الشارع فكان القرار نزولنا إلى الشارع فورًا وتوحدنا تحت راية «كراهية النظام».
الناشط السياسى «محمود عفيفى» قال: أى طرح سياسى مهما كانت عبقريته لايكتمل إلا عندما يستجيب الشعب ويتفاعل معه مثلما حدث فى ثورة يناير فاستجابة الشعب سر نجاح تمرد بالإضافة إلى سلمية الحركة، حيث حاول النظام إخراجها عن سلميتها من خلال التصريحات الاستفزازية لقيادات الإخوان بشكل خاص والتيار الإسلامى بشكل عام عدا حزب النور.
عفيفى أضاف أن حركة تمرد أجبرت «عاصم عبدالماجد» القيادى بالجماعة الإسلامية ومؤسس حركة تجرد لتأييد مرسى أن يسير على نفس خطاها وركابها ويؤسس حملة مضادة باسم «تجرد» وهو ما يعنى أن «تمرد» حملة شرعية باعتراف الإسلاميين أنفسهم.
«إيمان المهدى» أكدت على كلام عفيفى مشيرة إلى أنه لن يستطيع أحد إثبات العنف على حركة تمرد بل بالعكس نجحت الحملة فى إعلان مجموعات بلاك بلوك تخليها عن العنف وحماية المظاهرات بشكل سلمى.
تابعوا الحلقة الثالثة والأخيرة من ندوة "فيتو" لاحقا..
الجريدة الرسمية