رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تمردوا؟


«حركة تمرد»، فصيل من الشباب النقى أكد أنه النبض الحقيقى لهذا الشعب.. يعكس آلامه ومتاعبه وأمانيه وطموحاته، باختصار يعبر عنه كما كان الشباب عمومًا معبرًا عن آمال وتطلعات هذه الأمة في ثورة يناير.. هذا الشباب الذكى الواعى لن يهدأ له بال حتى يحقق كل أهداف الثورة النبيلة من «عيش وحرية وديمقراطية وكرامة إنسانية»..


فشباب تمرد ومن ورائهم الشعب المصرى كله هو الذي تمرد في يناير ٢٠١١ على النظام السابق، وهو ما أوصل مرسى إلى كرسى الرئاسة بعد أن اختاروه ليس حبًا في الإخوان بل كرها في النظام السابق.

عندما اكتشفت حركة «تمرد» ومعها الشعب المصرى أن مرسى لم ينفذ وعوده ولم يحقق أيًا من أهداف الثورة ولم يتخل عن عباءة الإخوان ولم تتحسن حياة المواطن، بل ازدادت سوءًا ثارت ومعها الشعب من جديد على مرسى للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.

السؤال لمن يهاجمون «تمرد» ويصفونها بالكفر والخروج على الحاكم، ماذا لو أن مرسى قد نفذ كل وعوده التي قطعها على نفسه عند انتخابه ونفذ من المشروعات والإجراءات التي تحقق التنمية والرخاء والحرية لشعبه، وكرس الرئيس وقته لخدمة كل المصريين وليس من أجل فرض سيطرة جماعة الإخوان، وشعر الشعب بأن تغيرًا قد حدث في حياته المعيشية؟

صدقونى لسعد الشعب واحتفل بمرسى وأيده ووقف إلى جانبه حتى تنتهى ولايته وربما ساعده لفترة ثانية، فالشعب المصرى يقدر من يعمل لمصلحته ولمن يعمل للوطن وليس لمصالح ضيقة أو لفصيل معين.

هناك مطالب مشروعة للشعب المصرى كله وليست للمعارضة فقط، لو كان الرئيس استجاب لها ما كنا في هذا الوضع المتأزم الآن والذي يعصف بمستقبل البلاد!

السياسي الذكى هو الذي يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب حتى لو كان هذا القرار هو إجراء استفتاء على استمرار الرئيس في منصبه من خلال الصناديق، وهو ما فعلته دول كثيرة غيرنا تحترم إرادة الشعب.

نعم الموقف أصبح شديد الصعوبة والتعقيد، فإما أن يوافق الرئيس على ما تطالب به «تمرد» بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لتأكيد شرعيته من عدمه، وهذا في رأيى مستحيل.

أو أن يتجاهل الرئيس ما تطالب به «تمرد» والشعب المصرى وبذلك ندخل مرحلة جديدة من الصراع بين أهل الحكم والمعارضة، وهو ما يدخل البلاد في حرب أهلية.

آخر كلام:
مليونية «لا للعنف» التي دعت إليها جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية لم تضف للرئيس بل خصمت من رصيده، أبدًا أبدًا لم تكن وقفة لنبذ العنف، بل كانت دعوة للاقتتال الأهلي وتكفير المعارضين والهجوم على الأزهر الشريف وتهديد فاضح، «هيَّ مصر ناقصة انقسام»؟!
AlihashemWeltahrir.Net
الجريدة الرسمية