رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين الحقيقة والخيال.. قصة كرامات بئر العين ونخلة ميلاد المسيح ببرية الأساس بنقادة | فيديو

قصة كرامات بئر العين
قصة كرامات بئر العين ونخلة ميلاد المسيح ببرية الأساس بنقادة

على بعد 3 كيلو مترات من الجهة الشمالية الغربية لدير الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح توجد بئر العين الموجودة في قلب الجبل ببرية الأساس بنقادة أمام قرية أسمنت، جنوب محافظة قنا.



سر عين المياه


وبئر العين عبارة عن حفرة عمقها من 150 إلى 190 سم، وتأتي الماء من خلال قنوات ممتدة من الغرب إلى الشرق، وهذه القصة لاحظها خدام الدير أثناء تنظيفهم لها، حيث وُجد بها كسرات من الخبز وبعض من النقود والبلح حسب ما ردده الأهالي المقيمون بتلك المنطقة.



 

اعتقاد سائد


والبئر لها مكانة كبيرة في قلوب المسلمين قبل المسيحيين، خاصة النساء لاعتقادهن أن السيدة التي لا تحمل وتأتي إلى البئر وتشرب من مائه وتدور حولها سبع مرات فينعم عليها الرب بهبة البنين.



 

عادات متوارثة

 
تمارس السيدات عادات قديمة توارثوها عن السابقين مثل رمي سبع لقمات من الخبز والدوران سبع وآخريات يحضرن التراب من العيون المجاورة للبئر ويقمن بغمسها بالماء ويتم اصطحابها إلى المنزل للتبرك بها.

وقالت يسر محمد، من أهالي مركز نقادة: إنها تسمع عن البئر والعيون الموجودة حولها منذ الصغر، والكثير من السيدات وجدن ضالتهن في تلك المنطقة التي كانت تذهب إليها ولا أحد يعلم السر في هذا المكان.

 

 

وأشار صابر محمد، أحد الأهالي، إلى أن الجميع يتبارك من تلك العين ولا يوجد تفرقة بين الأهالي، كما يعتبرها الجميع بئرًا للمحبة وهبها الرب لتلك المنطقة التي قصدها الكثير من القديسين والطيبين.



انحسار البئر


وتعد تلك العين معجزة إلهية على الأرض احتار فيها الجميع ولم يصل أحد منهم إلى تفسير فظهور المياه على وجه الأرض بجوار المكان الذي يقف فيه الانبا بسنتاؤس القديس اللابس الروح إلى أن انحسرت في قلب حفرة بباطن الأرض.

وعلى الرغم من العديد من الباحثين الذين قاموا بدراسة تلك الظاهرة إلا أنهم لم يصلوا إلى أي معلومة رغم أن البعض منهم حفر حول البئر على أعماق مستخدمين أجهزة حديثة لكن لم يتوصلوا لشيء.

واستمرت المياه موجودة حتى عام 2002 حتى جفت ولكن آثار وجود المياه أرجعه البعض إلى أنه قد يكون بسبب الأمطار إلا أن أهالي المنطقة أكدوا أن المياه تخرج على فترات خاصة مع الاحتفال بوفاة (تنيح) القديس الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح.



باحثو التراث


وعن هذه البئر وسرها قال الباحث أحمد فرغل، من أبناء مركز نقادة: إن هذه البئر تعود إلى أحد الرهبان الذين عاشوا بتلك المنطقة، وهذه إحدى الكرامات التي ظهرت له، وهو في الغرب من دير الأنبا بسنتاؤس ببرية الأساس وهو أسقف قفط.



حقيقة مرور العذراء


وأضاف أن البئر ذكرها المؤرخ المسيحي ابن صليب وذكر في رواية له لم يتم التحقق منها وهي مرور السيدة العذراء مريم بالبئر وكان معها يوسف النجار.

ووضح أن هناك بعض الروايات المحلية لأهالي المنطقة تقول إن هناك نخلة كانت موجودة بجوار البئر ذكرت بعض الروايات أنها مرت في هذا المكان وولدت تحتها السيد المسيح ولكن الرواية بالطبع خاطئة وتتنافى تقريبًا مع ما هو مدون تاريخيًا.

وأشار إلى أن البئر حاليًا نضبت تمامًا ، وكانت المياه موجودة في هذه البئر حتى عام 2014 وكان منسوب المياه بها مرتفعًا، وحاليًا البئر عليها كمية ردم ولا يوجد بها آثار مياه.

وتابع: "آثار المياه الموجودة حاليًا قد تكون نتيجة تجمع مياه الأمطار".

وطالب بضرورة الحفاظ على هذه البئر الأثرية القبطية التي تعد من أهم الآثار القبطية بتلك المنطقة التي يقع بها 7 أديرة.



 

ترميمات
وتجرى حاليًا بتلك المنطقة الكثير من أعمال الترميم التي تقوم بها هيئة الآثار بالتنسيق مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومطرانية الأقباط الأرثوذكس بنقادة وقوص والتي يترأسها الأنبا بيمن أسقف الإيبارشية.

وأكد الأنبا بيمن أن القديس اللابس الروح عاش ورعى رعيته وأكمل جهاده الحسن ببرية الأساس.

 

حياة القديس


ولد الأنبا بسنتاؤس عام 548 ميلادي وتوفي عام 631 ميلادي، وتم سيامته أسقفا على مدينة قفط بيد البابا دميانوس، حوالي عام 598 م، وعاصر الغزو الفارسي لمصر، واشتهر بعدة معجزات بحسب الاعتقاد الكنسي، منها أنه فرغت الأوعية من المياه وهو في الجبل ومن معه كادوا أن يموتوا من العطش، فصلى القديس ثم طلب منهم أن يتفقدوا الأوعية فوجدوها مملوءة ماء.

كما تشير الكنيسة إلى أنه دخل في سرداب داخل الجبل فوجد ميتًا وثنيًا قام ليتحدث معه عن الجحيم وتوفي ثانية، وتم شفاء امرأتين مصابتين بمرض من التراب الذي تحت قدميه، وقيل إنه إذ دخل البرية ووجد صعوبة في إيجاد ماء بقي أربعة أيام يصلي وإذا به يجد بئرًا أمامه تحوى ماءً عذبًا لا تزال بحاجر نقادة، تسمى باسمه.

وتوفي عام 631 ميلادي، أي قبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعامين تقريبًا إذ توافق وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 13 ربيع الأول 11هـ الموافق 8 يونيو سنة 633م.




الجريدة الرسمية