متى ستنبت أصابعي؟!
بينما كان اﻷب ينظف سيارته الجديدة أخذ ابنه البالغ من العمر سبع سنوات مسمارًا وخدش به جانب السيارة، فغضب الأب غضبًا شديدًا وقام بضرب يد ابنه بعنف شديد، دون أن يشعر أنه كان يضربه بمقبض مطرقة! وعندما انتبه اﻷب متأخرًا لما حدث أخذ ابنه للمستشفى، ولكن الطبيب أخبره بفقد الابن لجميع أصابعه بسبب الكسور العديدة التي تعرض لها..
وعندما رأى الطفل أباه قال له بمنتهى البراءة: متى ستنبت أصابعى يا أبى؟! فبهت اﻷب وخرج مسرعًا صوب سيارته وركلها عدة مرات وجلس أمامها باكيًا وكله ندم على ما حدث لابنه، ثم نظر إلى المكان الذي خدشه ابنه فوجده مكتوبًا عليه «أنا أحبك يا أبى»، فتعلم درس حياته، وأقسم على نفسه بألا يعصى الله أبدًا في غضبه، وأن يتصف بالرحمة والحلم فيما بقى من عمره.
حتما سيمر!
يقول رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب» وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنْ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم "أَوْصِنِي. قَالَ: «لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: لَا تَغْضَبْ»".
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ في صحيحه)..
وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن ولا تكثر على فأنسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب) ويقول الخليفة العادل عمرُ بنُ عبد العزيز: (قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع).
اعلم يا صديقى أن
الغضب هو مفتاح كل شر، ورأس معظم الخطايا، وهو يقود إلى الكثير من الأفعال المحرمة،
كالضربِ، والقتل والظلم والعُدوان والإيذاء، وكطلاق الزوجة وهدم الأسر وتخريب العلاقات
الذي يُعقِبه الندمَ، وكذلك كثير من الأقوال المحرَّمة، كالقذفِ والسبِّ والفحش لذلك
فإنه من المهم للغاية أن تتعلم وتدرب نفسك على كيفية ترويض ووأد غضبك إذا تعرضت لمسببات
الغضب..
يقول الله جل وعلا: "وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ".. ويقول أيضًأ:" وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" صدق الله العظيم فاحرص دائمًا وأبدًا أن تتحكم في لحظات غضبك حتى لا تندفع وترتكب حماقة تجعلك تتجرع مرارتها مدى الحياة.