رئيس التحرير
عصام كامل

نعمة المنع

كثيرة هي تلك الفرص التي كنا نظن انتهازها مكسبا رائعا قد يحقق بعض آمالنا وأحلامنا، وأكثر منها تلك الفرص التي كنا فيها قريبين من تحقيق أهداف لطالما حلمنا بتحقيقها إلا أن عارضا ما وقتها أو أمرا ما أيضا منعنا من تحقيق هذا الهدف، وصرنا نلعن الظروف والعوارض التي أحالت بعض أيامنا إلى جحيم.


بل ربما حدثت لعديدين منا هزات نفسية واجتماعية نتيجة هذه العوارض لكن من اجتازوها بكثير من الصبر والحكمة والثبات والرضا بما قسم الله واحتسبوا أجرهم عند ربهم ربما أيقنوا فيما بعد نعمة المنع.


كثيرون اختاروا ما عند الله وفوضوا أمورهم له فكانت العاقبة هذا النعيم الذي تحقق بفضل هذه النعمة فلولا المنع لربما حالت حياة هؤلاء إلى جحيم ربما يشعرون به الآن بعد كشف الغطاء، فكم من محبوب ترك محبوبه غصبا وندم على تركه بعض الوقت وهو الآن يحمد الله على هذا الترك، وكم من اشتهاء لأشياء وأشياء ربما كانت لامعة ومبهرة في حينها لكن الآن بان واستبان معدنها ولم تلبث أن احترقت مع أول لهب تعرضت له وتحولت إلى رماد أسود تذروه الرياح..

تحرش لا.. محاسبة نعم 

وكم من مريض لعن مرضه وعجزه وعدم قدرته على الشفاء في حينه، وهو يحمد الله الآن علي هذا الابتلاء الذي جعله محبوبا ومقربا من الجميع ربما عطفا وشفقة تارة ومحبة وصلة رحم تارة أخرى، وكم من مبتلي تمنى العافية وحين أعطيها تكبر وتجبر في الأرض فصار الناس يلعنونه ويتمنون موته بعد أن فعل فيهم الأفاعيل وأبان فيهم قوته وصار الناس يدعون عليه بالمرض والموت، كم من امرأة تمنت ابنة أو ابنا وعندما سمعت أو رأت حوادث العقوق في صفحات الحوادث والمجلات حمدت الله على هذه النعمة نعمة المنع.


كم وكم كم من القصص والحكايات التي تروى في هذا المجال ليتعظ بها أولو الألباب، وكم وكم من فرص ضائعة ظنناها محنة فصارت منحة نحمد الله عليها الآن.

الجريدة الرسمية