ملكة لبنان المتوجة.. فيروز !
سعي إليها ولم تسع إليه.. نصحه مستشاروه بزيارتها ولم تتقدم بطلب ليلتقيها.. أبلغوه إنها نقطة التلاقي والإجماع الوحيد الذي يحققه اللبنانيون.. وهي الممثل الشرعي لجمال لبنان وصوته الحقيقي وشموخه وكبريائه وروحه وريحته وعبيره ونسيمه وشمسه وهواه وقمره في الليالي المظلمة.
فيروز.. صوت الشمس
والذهب والجبل والوديان وصوت أشجار الأرز.. كلمة السر للعبور إلى القلوب.. وصوت الحب
والمحبة والخير والحق والجمال.. المسيحية التي غنت لمكة ولبلادها العربية.. "صرت
نجم الحب أحصي إذا أحصيت في الظلمة الشهب" في رائعتها الخالدة "مصر عادت
شمسك الذهب"، وغنت لسوريا وللأردن ولتونس ولسائر بلادنا العربية بل وغنت لباريس.. في إنسانية جامعة!
الحصانة!
ها هو صوت الفن يوحد
ولا يفرق.. ها هي القوى الناعمة كنز لبنان الأساسي يرشد إلى لبنان الواحد الموحد.. ها
هي القوى الناعمة ترشد رئيس الدولة الكبرى إلى المسار الصحيح.. وها هي رمز قوى العرب
الناعمة تعلن عن نفسها وتضع عنوانها على اللقاء وترتدي زيا محليا وطنيا عربيا لتقول
"هذه قمة للكبار" استثنائية في كل الأحوال لكنها بين أصدقاء وليس بين مستعمر
سابق ومستعمرة سابقة تبحث عن ملاذ آمن في عالم لا أمن ولا أمان فيه!
فيروز.. يذهب إليها ماكرون.. فتستقبله باسم لبنان.. لبنان وحده.. لا طائفية ولا طوائف.. لا أجندة جانبية ولا مطالب حزبية.. هي صوت لبنان.. البشر والشجر والحجر.. ويبقى إليها -معذورا مأخوذ الوجدان- أضعاف ما يمنحه لأي رئيس طائفة أخرى أو زعيم سياسي آخر.
فيروز ملكة لبنان المتوجة.. التي صنعت بالفن ما لم تصنعه ولا يمكن أن تصنعه المدافع والجيوش والقنابل والأموال والعملات الأجنبية.. فيروز المنتخبة للمنصب انتخابا حرا مباشرا نزيها تم بإشراف كامل.. من القلوب العربية!