رئيس التحرير
عصام كامل

"كسرة خبز".. حلم البسطاء في قري ونجوع الصعيد الجواني بقنا | صور

رغيف العيش
رغيف العيش

منذ أن أعلنت وزارة التموين عن تخفيض وزن رغيف الخبز بنحو 20 جراما ويعيش أهالي القرى الفقيرة بقنا ظروفا صعبة وأصبح الحصول على "كسرة الخبز" تكفيهم حلما بعيد المنال. 

 

كسرة خبز
في منزل بسيط تعلوه الأسقف الخشبية مكون من غرفتين ، تعيش أسرة عم محمد صابر محمود ، في إحدي قري قنا ، تتكون الأسرة من 5 أفراد رب الأسرة يعمل ارزقي علي باب الله "فواعلي" والأم ربة منزل وطفلتين احداهما تبلغ من العمر 10 سنوات والأخرى 9 سنوات وطفل 11 عام .


عند الجلوس علي المائدة تجد الأطفال ينظرون الي بعضهم البعض لرؤية ما سيتم وضعه علي الطبلية الخشبية الموجودة ، تنادي الام علي الاب للأكل ويضعون الخبز الذي يعد في الصعيد هو اساس الطعام يمسكون الرغيف كلا ينادي منهم علي الاخر "اعطيني كسرة خبز". 


الوجع وخبز الحياة

قال عم صابر صاحب الـــ40 عاما : "العيش هنا حياة للغلابة وكنا بنشتري بجنيه 20 رغيف نقضي بيه اليوم ، فطار وغداء وعشاء ، بس من يومين سمعنا عن نقص رغيف العيش والحقيقة واول مره روحت اشتريت بصيت للرغيف قولت لطفك يارب".


وأشارإالي أنه حاليا يقوم بشراء بجنيه ونصف او أكثر لقضاء حاجتهم من الخبز  في اليوم الواحد ،لافتا الي أن الخبز من من أصعب الاشياء التي لا يمكن المساس به قائلا "الصراحة وجع بكل المقاييس يعني نقص الرغيف ده ازمة كنا بنشتريه كبير ومدور الواحد النظرة منه تشبع دلوقتي النظرة فيها توجع".


القادم أصعب

ولفت صابر إلي أن الأيام المقبلة بها الحال ستكون صعبة جدا علي المواطن البسيط خاصة في ظل أزمة كورونا والعام الدراسي "يعني اللي عنده 3 عيال في المدارس والمدارس خلاص علي الابواب يعمل ايه ، وطبعا مهما حتشتكي وتبكي مفيش شئ يتغير ، يعني الفواعلي اللي زي يوم بيوم مره نكسب جنيه مره عشرة مره أكتر حسب تساهيل ربنا اجيب من فين ، وانت عاوز كل يومي اقل حاجه بجنيه ونصف او جنيهان عيش بس ولسه الخضار واللحمه ". 


واستطرد في حديثه الي أن الرغيف المصري او الشمسي هنا في الصعيد يمثل جزء من الحياة بشكل كبير والاعتماد الاكبر عليه في كل شئ "يعني الغلبان يروح فين في الصعيد هنا العيشة بقت مره وصعبة من يوم الكورونا مره نلاقي شغل وعشره لا ، لأن الناس خايفة والمعايش صعبة .. احنا عايشين في بيت مسقوف من الخشب القديم وداخل علينا شتاء ، و بنقول الحمد لله ، بس حرام خفوا الحمل علينا شوية حتي لغاية الايام السوده دي ما تعدي والحياة تمشي بينا شوية ".


الشبح

وأكد عم صابر أن تجربة نقص وزن رغيف الخبز صعبة جدا خاصة علي الغلابة في قري ونجوع الصعيد الجواني الذي لايسمع عنهم أحد فهم من يقضون نصف عشائهم نوما كما يقولون "هنا في ناس بتأكل رغيف العيش وتنام وتقضي نص عشائها نوم وفينا اللي بياكلوا حاف ويقول نشكر الله علي نعمه ، ومحدش بيسأل في يوم احنا عايشين ازاي ولا بنموت ازاي ولا كبرنا ازاي ، ومع كل ده عمرنا ما وقفنا في صف حد غير بلدنا ولا حنقف غير مع بلدنا بس لازم تقف هي كما  معانا عشان شبح الجوع اللي كان من عشر سنين ميرجعش لينا تاني ".






الجريدة الرسمية