هل سيكون مصير الاتفاق الليبي الأخير مصير سابقيه ؟

هناك أمور غامضة حول الاتفاق الليبي الصادر مؤخرا.. وخاصة أنه كانت هناك  زيارة مكونة من وفد تركي وقطري رفيعي المستوى التقيا السراج قبل هذا الإعلان...
ولكن ثقتنا في الدولة المصرية كبيرة حيث أيدت هذا الاتفاق من خلال البيان الذي صدر من خلال الرئاسة..
والشيء الغامض أيضا أنه لم يصدر حتى الآن بيان من الجيش الليبي بصدد هذا الاتفاق سواء بالسلب أو الايجاب.. كما أن الجزيرة لم تتناول هذا الاتفاق.
وهنا أتساءل: هل ما صدر فجأة.. ينتهي فجأة ؟
هذا ما أخشاه.. وخاصة أن اتفاقات سابقة كان مصيرها النسيان!!
كما اني لا احب الخلط بين الجيش الليبي والمشير حفتر.. فأنا مع الجيش الليبي ولكن ليس بالضرورة أن اكون مع حفتر..
فحفتر يكفيه حتى يتوارى عن المشهد السياسي برمته أنه ظل سنوات عديدة في ضيافة المخابرات الأمريكية في عهد القذافي ..
فعندي أن يكون ابن القذافي في المشهد السياسي الليبي افضل من وجود حفتر لأن ماضيه ليس وطنيا في كثير من جوانبه لأنه في كل مرة كان يختلف مع القذافي يبحث عن مصلحته الخاصة .
علاوة على أن الجيش الليبي فيه من الوطنيين من يغنينا عن حفتر وذلك لسببين الأول أن ماضيه به شوائب وعلاقات مشبوهه مع المخابرات الأمريكية والثاني كبر سنه
وهناك على الجانب الأخير ما يزعم أن يكون ما حدث من إتفاقية جاء من أجل وضع الجيش الليبي أمام خيارين كلاهما مر، الأول: الانسحاب من سرت بلا عودة ويفضل طول عمره ان بقى له عمر يقول حاضر لأي اتفاقية.. أو إنه يقول لا وينتهي تماما لأنه بذلك الموقف المعارض أمام الإرادة الدولية ويصبح في نظر العالم عبارة عن مليشيا وسيتم محاربته دوليا.
حتى وصل الأمر ببعض الخبراء أن موقف مصر هو موقف المضطر لأنه لا احد يمكن الاعتماد عليه في الشرق الليبي.. فالجيش ضعيف والحكومة والبرلمان مفتتان وينخر في جسدهما الخونة.
فكان الموقف المصري هو دعم جهود الحل السياسي السلمي، مع تحفظ مصر على موضوع سرت الجفرة ولن تسمح بأن يدخلها أحد أجنبي، ولكنهم يرمون ان تكون المنطقة منزوعة السلاح وهذا يطيل الأزمة ولا ينهيها.

------------------------------------------------------------

بقلم: المفكر الإسلامي منتصر عمران