رئيس التحرير
عصام كامل

إلقاء اللوم.. وتبرئة النفس

حمدي احمد نصر
حمدي احمد نصر

الحمد لله المحيي المميت الحي القيوم واسع الفضل ذي الجلال والاكرام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، سبحانه خلق الانسان فقدره وعلى كثير من خلقه فضله واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله الهادى إلى طهارة النفس وسلامة الخلق وبعد لقد خلق الله الانسان وجعله قوام علي نفسه قال تعالى ( بل الانسان على نفسه بصيره ) فالإنسان يعلم حقيقة نفسه من صواب أو خطأ ، وهو أكثر الناس إدراكا لحاله فينبغي أن ينشغل بعيوبه فيصلحها ، ويقوم بنفسه فيهذبها ، فهذا أدعى لإصلاح الفرد ولسلامة المجتمع لكن أحيانا نرى محاولة من الإنسان لتبرئة نفسه وإلقاء اللوم على الآخرين ، ونجد مع هذا تبادل الإتهامات مما يشغل البعض عن إدراك عيوبه وإصلاح ذاته .

 

والإنسان مهما بلغ من علم وثقافة ومكانة لا يخلو من خطإ ، فكل بنى آدم خطاء كما قال نبينا ( كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) والنفس لابد وأن تشغل بالخير والحق والعدل ، وإلا شغلت صاحبها بالشر والباطل والظلم قال تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فالأولى بدلا من تبرئة النفس والقاء اللوم على الغير أن نعمل على إصلاح النفس مع دعوة الغير إلى الخير .

 

ولنتعاون من أجل الإصلاح لكن بدون القاء لوم أو تجريح ، فكلنا فى أمس الحاجة إلى الإصلاح والتغيير لما هو افضل وأصلح وديننا علمنا أن الأمر بالمعروف لابد وأن يكون بكل معروف وأن تغير المنكر يكون بكل معروف وبغير منكر .

 

إنها دعوة لمراجعة النفس والقيام بإصلاحها مع دعوة الغير إلى الخير بدلا من تبرئة النفس والقاء اللوم على الغير .

 

والنبى يقول ( يبصر أحدكم القذى فى عين أخيه ، وينسى الجذع فى عينه ) ومن معناه إن الإنسان يرى الأشياء البسيطة ( من بعض الصفات السيئة ) فى أخيه وربما كان فى عينه مثل جذع النخلة ولا يشعر بها ( ربما كان فيه أضعاف هذه الصفات ولا يشعر بها ) فهى دعوة للإهتمام بالنفس وعدم تبرئتها بالكلية وإلقاء اللوم كاملا على الآخرين بل المسؤولية مشتركة بين الجميع فلنتعاون من أجل إصلاح النفس والمجتمع . 

 

 

الجريدة الرسمية