عدنا.. فهل عدتم!
لم يكن قطاع السفر في العالم على موعد مع توقف حركة السياحة الدولية ولم تكن هناك مقدمات قبل شهر نوفمبر الماضي لكارثة قد تحل بها فقد كانت الأمور تسير على ما يرام والتوقعات بزيادة التدفقات السياحية لبعض المقاصد كانت إيجابية. منها مصر والمغرب وتونس.
وكانت السعودية مؤهلة بعد الانفتاح الذي عملت عليه مؤهلة للمنافسة كمقصد سياحي وحملاتها التي قامت بها في بعض الأسواق مثل أمريكا وأوروبا والسوق الخليجي تنذر بطفرة قوية، قد تساهم في تغيير الوجهة لبعض المقاصد من أسواق متعطشة لزيارة ومشاهدة ما تنجزه المملكة السعودية..
لم يتغير العالم كثيرا وقتها ولكن بظهور فيروس كورونا في أهم سوق كانت مصر تعول عليه من خلال حزمة إجراءات ترويجية. كانت الصين هي الحصان التي نتطلع ونتسابق لجذب السياحة منها وهي من أكبر الأسواق العالمية على الإطلاق.
عملت مصر من خلال
حزمة برامج على عودة حركة السياحة العالمية لها وكانت رانيا المشاط الوزير السابق تعمل على تحقيق طفرة بعد فشل سابقون في ذلك، حاولت تقديم رؤى مختلفة في قطاع وصل
به الحال إلى الأسوأ في تاريخه بعد مبادرات
كادت أن تقضي على جودته.
واتخذت التدابير
والإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره وجلس الجميع يندب ويولول على ما يحدث واتخذت سياحة
مصر كافة الإجراءات التي تحول دون التوقف لهذا النشاط بل سارعت بتقديم الدعم المالي
من خلال البنك المركزي ووزارة القوي العاملة للعمالة في هذا القطاع.
وجلس الخبراء في وسائل الإعلام من قطاعات الفنادق والمنشأت والمطاعم السياحية يطالبون الدولة بتحمل المزيد من الالتزامات التي تحول دون الإغلاق التام، بل أن التوقف والمنع وصل لكل مطارات وأسواق العالم بلا استثناء. وذهبت أموال حملات الترويج إلى الجحيم وفشلت كل المحاولات بسبب هذا الوباء في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
بعد أن أصبحت بؤرة
لانتشار هذا الفيروس وتوقف حركة السفر من وإليها أصيب الجميع بخيبة أمل غير معهودة، طالب الجميع بالدعم
للقطاع ولم نسمع عن مبادرة واحدة من شأنها الحفاظ علي العمالة المدربة أو تدريب عمالة
هذا القطاع التي هي عصب جودته وعموده المتماسك.
فإن عادت حركة السياحة الوافدة مرة أخرى كما يحدث الآن تدريجيا بدون عنصر الجودة والتميز فلتذهب كل الإجراءات الترويجية إلى الجحيم، وتذهب كل مفردات الدعم التي قامت بها الدولة هباء.
فلقد يهرم هذا القطاع وتهرم معه كل الأحلام الممكنة مخلفا تركة كبيرة من الاستثمارات الضخمة في مواجهة مفاهيم خاطئة.
نأمل عودة التدفقات السياحية مرة أخرى ولكن نأمل أكثر عودة برامج التدريب بإشراف الدولة، أطالب بإرساء قواعد ثابتة للعملية التدريبية وسن قوانين وتشريعات تفرض عمليات التدريبات لكل من يحمل رخصة العمل في قطاع السياحة.
بالإضافة إلى كيانات أخرى داخل قطاع السياحة المصري، خاصة أن مصر بها
نماذج ناجحة في هذا المجال فهناك سميح ساويرس الذي يفرض ضوابط وقيود للحفاظ على عنصر
الجودة داخل كافة منتجعاته دون النظر إلى خفض العوائد الاقتصادية خلال فترة الانحسار
السياحي.
لا بد من الاهتمام
ببرامج التدريب والتوعية وفرضها والاستعانة بعلماء الاجتماع لوضع رؤية مشتركة مع خبراء
السياحة للوصول إلى العودة الآمنة للعمالة المدربة، حفاظا على جودة المنتج السياحي المصري
في ظل التنافسية المنتظرة المقاصد القريبة من مصر.