رئيس التحرير
عصام كامل

الاستثمار في أسهم شركات الطاقة في ظل أزمة كورونا

الاستثمار في أسهم
الاستثمار في أسهم شركات الطاقة في ظل أزمة كورونا


تراجعت تقييمات الكثير من أسهم شركات الطاقة في واحد من أسرع ضربات هذا العام بفضل زيادة المعروض العنيدة وحرب الأسعار وتدمير مستويات الطلب بشكل هائل بسبب أزمة فيروس كورونا، حيث أجبرت عمليات الإغلاق الملايين على البقاء في منازلهم دون تنقل وإرساء الكثير من صناعة الطيران.


وقد حققت أسعار تداول النفط انتعاشًا جيدًا من أدنى مستوياتهابعد اتفاق أوبك بلسالتاريخي لخفض مستويات الانتاج وفتح الاقتصادات في جميع أنحاء العالم بشكل تدريجي، ولكن الانتعاش البطيء والمؤلم للاقتصاد العالمي إلى جانب عودة حالات إصابة بالفيروس قلص من توقعات الطلب على الطاقة على المدى القريب.


يمكن للشركات التي تدير الأصول الأساسية في القطاع النفطي أن توفر فرصًا جيدة للمستثمرين ذوي القيمة العالية، فهناك احتمالية كبيرة أن تصبح العديد من الأسهم التي تبدو رخيصة الثمن ذات قيمة نظرًا للتغيرات الزلزالية التي مر بها القطاع خلال الأشهر القليلة الماضية، وبالتالي فإن شراء أسهم الطاقة يعد فرصة مثالية للاستثمار في ذلك الوقت، لكن هذا ينطبق فقط على المستثمرين الذين يمكنهم تحمل المخاطر والتقلبات المصاحبة لذلك.


توقعات صعودية لأسعار النفط مع فتح الاقتصادات


كان الانحدار السريع في أسهم الطاقة مصدر تخوف وقلق للعديد من المستثمرين،نتج عنه عمليات بيع مكثفة لتلك الأسهم، خاصة عندما انخفضت أسعار النفط الخام ووصل الطلب العالمي عليه إلى طريق مسدود تقريبًا، وحرب الأسعار التي أدت إلى تخمة المعروض وجاءت أزمة التخزين لتجعل الأمور أسوأ، ومن المحتمل أن تظل أسعار النفط الخام منخفضة لبقية العام حيث لا يزال الارتداد إلى أسعار ما قبل كورونا بعيد المنال.


يري الخبراء أنه مع إعادة فتح اقتصادات الدول الكبرى مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة جزئيًا بدأت أسعار النفط الخام في الارتفاع مع ارتفاع الطلب، فهم يتوقعون امكانات صعودية أكثر من مخاطر الهبوط.


العوامل المؤثرة على الأسعار
مما لا شك فيه أن صناعة النفط معقدة للغاية، لذا يجب تقييم مستويات العرض والطلب والمخزونات النفطية لتحديد توازن السوق، في الغالب يستجيب السوق بشكل رئيسي على القرارات التي تتخذها منظمة أوبك بشأن مستويات الانتاج.


يعد النفط من السلع التي تتأثر أسعارها بقوانين العرض والطلب، فمعدلات المعروض المرتفعة ومستويات الطلب المستقرة في السنوات الأخيرة شكلت عامل ضغط على الأسعار، كما أن الكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسة في الدول المنتجة للنفط يمكن أن تعطل الانتاج وهو بدوره ما يؤثر على الأسعار.
تؤثر أيضًا تكاليف الإنتاج على الأسعارإلى جانب سعة التخزين، على الرغم من أن تأثير أسعار الفائدة منخفضًا إلا أنه قد يؤثر على أسعار السلع.


الاستثمار في أسهم شركات الطاقة الكبرى
لكن بالنسبة للاستثمار في أسهم شركات الطاقة يجب أن يكون المستثمرين حذرين، فعملية شراء الأسهم ينبغي أن تستند على التقييمات الأساسية والميزانية العمومية للشركة وقوة الإدارة وكيفية تحوط الشركات للنفط، كل ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار، لا يمكن الاعتماد فقط على الانتعاش الحالي في أسعار النفط.


هناك مجموعة من الشركات في صناعة النفط لديها القوة المالية والعمليات المتنوعة للتغلب على ما يثبت أنه أسوأ انهيار نفطي في التاريخ، تعرف بشكل جماعي باسم "Big Oil" أو"كبرى الشركات المتكاملة" مثل: ايكسون موبيل وشيفرون ورويال دوتش شيلوغيرها من الشركات العملاقة في صناعة النفط.
وتعتبر أكثر الاستثمارات أمانًا في القطاع النفطي فلديها الكثير من المال ليُذوب أي انكماش وبإمكانها الخروج من الأزمة بشكل قوي، فهي أفضل الشركات استعدادًا للتغلب على الانكماش الاقتصادي.


الجريدة الرسمية