رئيس التحرير
عصام كامل

كلن يعنى كلن

كالعادة لم تصل صرخات الشعب اللبنانى التى أطلقها عبر مظاهراته الغاضبة إلى المستهدفين من زعماء الطوائف.. المظاهرات التى شارك فيها معظم اللبنانيين طالبت برحيل كل هؤلاء الزعماء وحملتهم مسئولية إغراق بلدهم فى الفساد..

 

يحاول هؤلاء الفاسدين أن يهربوا من المسئولية ويلقونها على غيرهم على أمل أن تهدأ ثورة الشعب ولا يغادرون مواقعهم التى احتلوها منذ سنوات بعيدة واتفقوا رغم خلافاتهم السياسية على أن يستمروا فى نهب خيرات البلد.

وصمة الغارمين والغارمات!
وحتى قبل أن تهدأ المظاهرات وفق توقعاتهم الخاطئة بدأوا فى ترشيح رموز الحكم الطائفى رئيس الوزراء السابق سعد الحريرى بحجة إقامة "حكم وطنى" وهو شعار طالما ارتفع عند كل أزمة، والنتيجة استمرار الحال على ما هو عليه.


وأصبح المصطلح يترجم لدى الشعب اللبناني على إنه تغليب المصالح الشخصية لرؤساء الطوائف وجماعاتهم على حساب لبنان.. الوطن والشعب. وعندما حانت لحظة الحساب يحاول كل منهم أن يبرئ نفسه براءة الذئب من دم بن يعقوب، تجسد ذلك فى موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذى أصر على تحميل الحكومة مسئولية الكارثة التى هزت لبنان، وهزت وجدان كل الشعوب.

 

حاول الرئيس اللبنانى ميشيل عون إقناعه بألا يثير تلك القضية فى مجلس النواب أو على الأقل يؤجل الجلسة حتى موعد آخر عندما تهدأ الأمور وكان رد بري القاطع: غير مأسوف على الحكومة وعلى استقالتها وعليها أن تتحمل المسئولية بدلا من أن تغسل يديها من تقصيرها.


لم يكتف رئيس مجلس النواب باستقالة الحكومة ولكنه أصر على أن تحاسب حتى بعد الرحيل، لأن رحيلها لا ينجيها من الأخطاء التى ارتكبتها أمام الشعب.

 

ولم يقبل رئيس الوزراء الاتهامات التى وجهت الى حكومته.. الذين اعترضوا وزرائها على أن يقفوا مذنبين أمام مجلس النواب.

 

عملاء بالوراثة 

 

قال فى كلمة الاستقالة: "إن الانفجار كان نتيجة للفساد المتفشي" وأضاف: إن منظومة الفساد أكبر من الدولة، ونحن لا نستطيع التخلص منها، وانفجار بيروت أحد نماذج الفساد. كما سخر من محاولة الطبقة السياسية التى أدانها الشعب من قبل.


والحقيقة أنه لم يعد لدى اللبنانيين بعد الرغبة فى الاستماع إلى دفاع النخبة الفاسدة عن مواقعهم التى احتلوها سنوات. كل ما يريده الشعب أن يرحلوا جميعا، وأن يستوعبوا رسالة الغضب الشعبى "كلن يعنى كلن".


الجريدة الرسمية