مستجدات سد النهضة.. أبرزها استئناف المفاوضات الخاصة بالملء والتشغيل اليوم
يتم اليوم الثلاثاء استئناف التفاوض حول سد النهضة للعمل على توحيد نصوص مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث لتصاغ في وثيقة واحدة بواسطة ممثلي الدول الثلاثة والاتحاد الأفريقي.
ونرصد أبرز مستجدات أزمة سد النهضة:
عقدت خلال الساعات الماضية مفاوضات سداسية بين وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث، لبحث الخلافات ومحاولة التوصل لحل، حيث كانت مصر قد علقت مشاركتها في مفاوضات سد النهضة الأسبوع الماضي، مؤكدةً أن إثيوبيا لم تقدم أي قواعد لتشغيل السد.
الاجتماع جاء في إطار جهود الاتحاد الأفريقي لإستئناف المفاوضات الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية وأنه كان تجاوبا مع موقف السودان الذي دعا فيه لتأجيل المفاوضات الثلاثية لمدة أسبوع لمزيد من المشاورات.
وأكدت مصر مجددا أهمية التفاوض على اتفاق ملزم حول سد النهضة، حيث قالت الخارجية المصرية في بيان رسمي: إن وزيري الخارجية والموارد المائية والري شاركا أمس الأحد في اجتماع دعت إليه جنوب إفريقيا بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقي كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا لبحث تطورات مفاوضات سد النهضة، حيث تقرر أن تستأنف المفاوضات اعتباراً من غدا الثلاثاء بهدف التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة.
كما أكدت خلال الاجتماع أهمية التفاوض من أجل إبرام اتفاق ملزم قانوناً ينظم عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة بما يحفظ حقوق الدول الثلاث، ويؤمن مصالحها المائية، ويحد من أضرار هذا السد وآثاره على دولتي المصب.
كما ذكرت وزارة الموارد المائية أن وزير المياه الإثيوبي وجه خطاباً لنظرائه في كل من مصر والسودان مرفقاً به مسودة خطوط إرشادية وقواعد ملء سد النهضة، لا تتضمن أي قواعد للتشغيل، ولا أي عناصر تعكس الإلزامية القانونية للاتفاق، فضلاً عن عدم وجود آلية قانونية لفض النزاعات.
وأكدت مصر أن الخطاب الإثيوبي جاء خلافاً لما تم التوافق عليه في اجتماع سابق برئاسة وزراء المياه والذي خلص إلى ضرورة التركيز على حل النقاط الخلافية، لعرضها في اجتماع لاحق.
وعادت الوزارة مجدداً وأعلنت ترحيبها باستئناف مفاوضات سد النهضة ولكن بشرط الالتزام بمخرجات القمة الإفريقية المصغرة، والتي تنص على التفاوض لإبرام اتفاق ملزِم حول قواعد ملء وتشغيل السد.
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية السودانى الدكتور عمر قمر الدين استئناف التفاوض حول سد النهضة اليوم الثلاثاء الموافق 18 أغسطس ٢٠٢٠ للعمل على توحيد نصوص مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث لتصاغ في وثيقة واحدة بواسطة ممثلي الدول الثلاث والميسرين من الاتحاد الأفريقي.
وأكد الدكتور عمر قمر الدين أن الوثيقة الموحدة سترفع إلى رئيس جمهورية جنوب افريقيا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي سيرسيل رامافوسا؛ بغرض مراجعتها والنظر في امكانية ان تصبح اساس لإتفاق بين الدول الثلاث.
كما طالب السودان في خطابه أمام الاجتماع بضرورة العودة للأجندة التي حددها خطاب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بتاريخ 4 أغسطس ٢٠٢٠ وتقرير الخبراء المقدم للقمة الأفريقية المصغرة بتاريخ ٢٤ يوليو ٢٠٢٠.
وأعاد السودان تأكيد التزامه بالعودة للمفاوضات بروح التضامن الأفريقي وعلى أساس الأجندة التي اتفق عليها سابقا ومبادئ القانون الدولي الخاصة بالاستخدام المتساوي للموارد المائية من دون التسبب في مضار للآخرين.
وشدد السودان على أن التوصل لاتفاق شامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية سيمثل دليل إضافي على تعزيز التعاون الإقليمي وتأكيد لمبدأ البحث عن "حلول افريقية للمشاكل الأفريقية".
ومن جانبها، قالت إثيوبيا: إنها مستعدة لاستئناف مفاوضات سد النهضة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتى خلال الساعات الماضية: إن أديس أبابا ملتزمة بمعالجة مخاوف دول المصب حول سد النهضة، مؤكدا أن بلاده تريد التعاون مع السودان ومصر لجعل النيل مصدرا للتعاون بدلا من الصراع.
كما قال: إن إثيوبيا تشجع المفاوضات الدبلوماسية السلمية، مشددا على أنه لا نية لبلاده لإلحاق الأذى بدول المصب.
وتعترض مصر والسودان على الإجراء الأحادى لملء سد النهضة دون التشاور والتنسيق مع دول المصب وتأكيد أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية.
كما حذر وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، من التحرك المنفرد لملء سد النهضة قبل التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، مطالبا بجولة مفاوضات "حاسمة".
كما أكد الوفد السوداني المشارك ضرورة التوقيع على اتفاق بين الدول الثلاث، يضمن سلامة سد الروصيرص وتبادل المعلومات بشكل سلس في هذا المجال بحسب مقتضيات القانون الدولي المعمول بها.
كما أكد مجلس الأمن والدفاع الوطني السودانى ضرورة التوصل لاتفاق شامل وملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة وكذلك المشاريع المستقبلية على النيل الأزرق، وفق ما جاء في تقرير خبراء الاتحاد الأفريقي الذي قدم في اجتماع القمة الأفريقية المصغرة بتاريخ 21 يوليو الماضي، ورسالة الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا بتاريخ 4 أغسطس الحالي".