رئيس التحرير
عصام كامل

الشاطر "هيدبحنا في الشوارع"


مر يومان ولم ينف المهندس "خيرت الشاطر" - نائب المرشد في تنظيم الإخوان السري - أو غيره من القيادات، ما جاء على لسان الشيخ "وحيد إمام" وشيخ آخر كان معه أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، بأن الشاطر قال في اجتماع مع هيئة العلماء: إن هناك المئات من الألوف الذين يرابطون في أماكن محددة في القاهرة والمحافظات انتظارا لساعة الصفر، التصريح ذاته الذي بشر فيه الشيخ "وحيد" المجاهدين بأن النصر قادم قادم، وأن الإسلام قادم قادم.

وساعة الصفر هذه هي التي سوف تتحرك فيها ميليشيات الإخوان وحلفاؤهم، الأمر الذي أعلنه الدكتور محمد البلتاجي منذ عدة أيام، وأكد عليه الدكتور "سعد الدين إبراهيم" في تصريحات نشرتها جريدة المصري اليوم أمس من أن هذه الميليشيات يتراوح عددها ما بين 200 إلى 300 ألف مسلح.
وقال أيضا في هذا الصدد اللواء "سامح سيف اليزل" منذ عدة أيام على قناة «CBC» مع الأستاذ "عماد الدين أديب": إن السلاح الذي تدفق على مصر بعض الثورة لم يذهب كله إلى غزة، ولكن هناك الكثير من هذا السلاح موجود بالفعل في داخل مصر.
إذا أضفت إلى كل ذلك أمرين؛ الأول هو أن التهديدات العلنية من قادة الإخوان والسلفيين، مصاحبة لاعتقاد غريب عندهم - وهو اعتقاد معلن أيضا - هو أنهم لو تركوا الحكم فسيكون مآلهم إلى السجون وربما القتل، ولذلك فهم ليس أمامهم حل سوى "الجهاد ضد الكفرة".
والأمر الثاني هو الأوامر التي صدرت من قادة التنظيم السري للإخوان بالذهاب إلى قصر الاتحادية - حيث حدثت المجزرة المعروفة - وهذه الغزوة كان أحد أهم أهدافها هو تجريب الميليشيات بأسلحتها وتنظيمها، وأظن أنها قد نجحت ليس فقط في القتل والاعتداء، ولكن في توصيل رسالة عنيفة للخصوم السياسيين من القوى الديمقراطية.
ما معنى كل هذا؟
هذا كله معناه أن القوى غير الديمقراطية لديها قرار واضح بالدخول إلى مرحلة العنف المسلح، مستندة إلى خطاب واضح ومعلن بأنهم يخوضون حربا ضد الكفرة، رغم أن الصراع في بلدنا ليس له علاقة بالدين.
وقد قلت قبل الثورة في برنامج «مانشيت» مع صديقي "جابر القرموطي": "إذا الإخوان حكموا هيدبحونا في الشوارع"، ولكن الحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن يحدث هذا بهذه السرعة، ويحدث بتواطؤ واضح من مؤسسة الرئاسة، وفي ظل صمت محير من وزارة الداخلية والجيش، ولكن ها قد حدث، فماذا نحن فاعلون؟!!
الجريدة الرسمية