مصطفى حسين في ذكراه: بدأت أولى رسوماتي مقابل 50 قرشا
فى مثل هذا اليوم 16 أغسطس 2014 رحل رسام الكاريكاتير مصطفى حسين ويحكى ذكريات بدايته فى طريق الفن والرسم فيقول:
نشأت فى حى الحسين، فى منطقة ثرية بآثار مصر العتيقة فى شارع بيت المال ميدان باب القاضى بجوار مسجد قلاوون وقصر الشوق، وقد تركت هذه النشأة بصمة فى حياتى وأحفظها بالحجر، هذا الحى أثر فى نفسى بأناسه وهم الزاد الذى أعيش به إلى اليوم وهى التى شكلت وجدنى.
أسرتى ليس فيها فنان ولا يهتمون بذلك وقد دخلت طريق الفن بالصدفة فقد أعجب برسمى مدرس الرسم فى المدرسة الابتدائية وذات يوم أحضر لى فرخ ورق كبير لأرسم لوحة لما رسمته فى الحصة وكان موضوع عن الطيور ، وطلبت من ابن عمتى رسم اللوحة وبالفعل رسم الموضوع إلا أنه لم يعجب المدرس,, وهنا أحسست أن لدى موهبة للرسم ولا بد من الاهتمام بها.
أحببت السينما والتمثيل فى فترة مراهقتى وكنت أتمنى أن أكون مثل الفنان العظيم أنور وجدى الذى كنت شديد الإعجاب بشخصيته لكنى كنت أحب أيضا الرسم فاتجهت إلى الرسم.
دخلت كلية الفنون مثل أى طالب وكنت أصغر طالب يدخلها حيث التحقت بها وعمرى 14 سنة وكان معى فى الدفعة الصديق حاكم الذى تصادقنا صداقة قوية وطلبوا رسامين فى دار الهلال والرسالة الجديدة والتحقنا بها منذ أول سنة فى الكلية وأول أجر حصلت عليه 50 قرشا من عبد العزيز صادق ويوسف السباعى فى مجلة الرسالة الجديدة، لكن عندما تفرغنا للمصور وحواء والهلال كانت أجورنا مرتفعة وكانت تصل إلى 500 جنيه أوائل الخمسينيات لدرجة أننا أجرنا شقة بجوار دار الهلال وكانت النتيجة أننا رسبنا فى الكلية لكن طلب منى صاحبا دار الهلال أميل وجورجى زيدان عمل غلاف لمجلة أسبوعية اسمها "الاثنين والدنيا " وهدانى تفكيرى أن أضع كلا من الرئيسين خروشوف وايزنهاور وبينهما الكرة الأرضية فحظيت الرسمة بإعجاب آل زيدان وكانت البداية.
رد فعل المصريين على انفجار بيروت في كاريكاتير "فيتو"
وفى السنوات النهائية وفى مشروع التخرج كان جميع زملائى قد انتهوا من مشروعاتهم فأحضرتهم ورسمت كل واحد منهم مقابل جنيه واحد للساعة ورسمتهم فى موضوع عن السيرك حصلت به على الامتياز.
بدأت علاقتى بأخى الحبيب الكاتب الساخر الرائع أحمد رجب على يد مصطفى وعلى أمين بعد عودتهما إلى أخبار اليوم بعد فترة طويلة تعرض الأول للسجن وهرب الثانى خارج البلاد، وكان ذلك أوائل السبعينيات فى عهد السادات عندما قرر التوأمين أن يجمعانى بالكاتب الكبير أحمد رجب، وكانت فكرة صائبة لأنه لم يكن مجرد كاتب فقط لكنه كان يجيد فن الكاريكاتير ولا ينقصه سوى أن يرسم لكنى لم أعطه هذه الفرصة.