سمير الإسكندراني الذي لا يعرفه أحد
كانت الأنفاس محبوسة غير أن الإرادة الشعبية كانت أقوى عندما قرر عدد من المثقفين والفنانين والكتاب والمفكرين كسر الحظر الجوى على بغداد فحجزوا طائرة وقرروا تحدى الإدارة الأمريكية والسفر إلى العراق.
كان بجوارى الفنان
المثقف سمير الإسكندرانى الذي أشاع بروحه المرحة والمتحدية للصلف الأمريكي أجواءً من
الشجاعة والقوة وكثيرا من المرح، وعندما سرت في الطائرة شائعة أن الأمريكان سيضربون
طائرتنا بصاروخ همست في أذن صديقى الإسكندرانى قائلا: أنت المستهدف رقم واحد ونحن كمالة
عدد!!
مقاتل فى الحياة
ضحك الرجل الزاهد
وهو يقول "ميتة كريمة من أجل بغداد الأبية".. وصلنا وقد غلف المساء المظلم
بعض الشيء كل ملامح العاصمة ونزلنا بنادى الجادرية على ما أتذكر وبعد العشاء فوجئت بالإسكندرانى
يردد في ميكروفون "لقد جئنا لنغنى مع الشعب العراقى" وهنا اعتلى خشبة مسرح
متواضع الفنان مصطفى قمر وغنى ورددنا من ورائه.
قضينا ليلة من ليالى
التحدى المدهش وحققنا الهدف وعدنا صباحا إلى قاهرة المعز، كان الإسكندرانى إطلالة من
الحب بين الفنانين سهير المرشدى وسناء يونس وأحمد بدير ولفيف كبير من فنانى الزمن الجميل.
كم من معارك جدلية
خضناها مع الفنان سمير الإسكندرانى فهو الفنان المثقف المهموم بوطنه، وهو القارئ الرائع
لكل ما صدر عن الصوفية فقد كان صوفيا زاهدا يعرف كيف يستمتع بحياة من التدبر في الكون
والناس وكافة المخلوقات.
وسمير الإسكندرانى
البطل المصرى الذى قدم أعمالا جليلة وأسقط عددا من شبكات التجسس الصهيونية كان إنسانا
بسيطا، أذكر ذات مرة أن قلت له إن شباب قريتنا النائية بالفيوم طلبوا مني أن تزورهم
وكان ساعتها الدكتور سعد نصار هو محافظ الفيوم.
علموا أولادكم كراهية الصهيونية
سافرنا وكم كان تواضعه
مع الناس في شوارع القرية البسيطة مدهشا، كان من الناس وكان يتفاعل معهم وكأنه ولد
بينهم في القرية، قضينا يوما جميلا وكرمه المحافظ في حينها غير إنه كان يعتز بدرع صنعه
شباب القرية له ويضعه في مكان بارز في بيته وكأنه جائزة الدولة التقديرية.
رحم الله الفنان
البطل، المثقف، المهموم بقضايا أمته رحمة واسعة وألهم شعبنا العربى الصبر والسلوان
في فقده.. يارب بلدى وحبايبي والمجتمع والناس!