بودار مواجهات عسكرية.. خريطة تحالفات الدول الأوروبية بشرق البحر المتوسط ضد تركيا
أشعلت تركيا التوتر في منطقة شرق البحر المتوسط خلال الأيام الماضية عقب التصريحات الاستفزازية التي أطلقتها أنقرة علي لسان مسؤوليها والتي كان آخرها لوزير الخارجية التركي، داوود تشاوش أوغلو الذي واصل نشر التصريحات الاستفزازية بإعلانه عزم بلاده إصدار ترخيص للتنقيب في الجزء الغربي من جرفها القاري في منطقة شرق البحر المتوسط بنهاية أغسطس.
وقال أوغلو: "سنواصل أعمال البحث الزلزالي والتنقيب في مناطق جديدة بعد ترخيصها في شرق البحر المتوسط نهاية أغسطس الجاري كنا قد رسمنا الحدود الغربية لجرفنا القاري بعد ترخيصها".
اشتعال التوتر
ويأتي التوتر المتصاعد في أعقاب تحرك تركيا الاثنين الماضي بإرسال سفينة أبحاث زلزالية، ترافقها سفن حربية، إلى المياه بين جزيرة كريت اليونانية وقبرص للتنقيب عن احتياطيات الغاز والنفط البحرية المحتملة، بعد اكتشافات مماثلة في أجزاء أخرى من المنطقة.
وتؤكد اليونان أن جزءاً من المنطقة يقع على الجرف القاري الخاص بها وطالبت السفن التركية بالانسحاب وردت تركيا بأنه يحق لها إجراء البحوث في المنطقة.
تدخل فرنسي
الخطوات التركية دفعت وزارة الدفاع الفرنسية للإعلان عن أنها ستنشر طائرتين من طراز "رافال"، لتعزيز وجودها في شرق المتوسط بالفرقاطة "لافايت"، وذلك في إطار خطة لدعم وجودها العسكري في تلك المنطقة بسبب عمليات التنقيب التركية.
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس مساء أمس الأربعاء، أنه قرر "تعزيز الوجود العسكري الفرنسي في شرق البحر المتوسط مؤقتاً في الأيام المقبلة، بالتعاون مع شركاء أوروبيين من بينهم اليونان.
وكشفت الوزارة الفرنسية أن تدريبات فرنسية يونانية مشتركة بدأت الليلة الماضية في البحر المتوسط، كما أشارت إلى أن حاملة المروحيات "تونير" التي توجهت لمساعدة اللبنانيين ستكون جزءاً من التعزيزات العسكرية الفرنسية في شرق المتوسط.
فرنسا واليونان
وتعتبر فرنسا، حليف اليونان في حلف شمال الأطلسي -الناتو- والاتحاد الأوروبي، أكبر قوة عسكرية في الاتحاد الأوروبي، وما يزيد الأمور تعقيداً أن تركيا - المنافس الإقليمي التاريخي لليونان - هي أيضاً عضو في الناتو ولكن علاقاتها مع فرنسا سيئة.
رفع حالة التأهب
ووصلت كلا من تركيا واليونان إلى شفا مواجهة مسلحة في نهاية يوليو بعد قرار أنقرة إرسال "عروج ريس" رفقة سفن حربية إلى كاستيلوريزو لإجراء التنقيب عن النفط والغاز.
وأعلنت أنقرة في وقت لاحق أنها ستوقف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط لمدة شهر، بعد طلب من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن تركيا سرعان ما تراجعت بعد توقيع مصر واليونان لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
ابتزاز الجيران
ودفعت الخطوة التركية، رئيس الوزراء اليوناني ، إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي التابع للحكومة، الاثنين الماضي، كما أصدرت أثينا بيانا وصفت فيه تصرفات أنقرة بأنها "نشاط غير مصرح به وغير قانوني في منطقة تتداخل مع الجرف القاري اليونان.
الغضب اليوناني المتصاعد جاء بحسب الخارجية اليونانية بسبب ما تقوم به أنقرة من ابتزاز لجيرانها، مؤكدةً حقها بالدفاع عن حقوق البلاد السيادية، كما وصفت الدور التركي في المنطقة بالمزعزع للاستقرار.