حق اللبنانيين واستفتاء علي سطر واحد!

عندما قامت مظاهرات النفايات قبل أشهر ومظاهرات أخري مثلها قبل عامين كنا من المؤيدين للأولي والثانية.. اندهش البعض خوفا علي لبنان ولكن قلنا إن ما يحدث أكبر حصن للبنان.. فلأول مرة ولسبب داخلي يتظاهر اللبنانيون لأسباب وطنية ولقضية عامة..

لم يكن السبب في المرتين طائفيا ولا انعزاليا بل رأينا المسيحي الماروني إلي جانب السني إلي جانب الشيعي إلي جانب الدرزي إلي جانب الكلداني إلي جانب الرومي الارثوذكثي وهكذا ..

عروس الجنوب.. سناء!

كان ما جري لافتا.. وكان ينبغي تطويره في اتجاه تذويب الطائفية بالهم الوطني الواحد.. فمن المستحيل أن يبقي لبنان علي دستوره الأول حتي بتعديلاته ولا علي إتفاق الطائف الطائفي أصلا والذي فسر الماء بالماء وعالج الطائفية بطائفية!

لبنان الحبيب ـ وقد درسناه مفصلا بجغرافيته وتاريخه واحزابه وطوائفه ورموزه في مادة النظم السياسية بقسم العلوم السياسية جامعة اسيوط ـ وكل هذه الطاقات المبدعة والمحبة للحياة وكل هذا التنوع في كافة المجالات، وكل هذه المواهب في الأدب والفن والشعر والموسيقي، وكل هؤلاء الفدائيين الأبطال ممن قدموا أروع المثل في الصمود والتضحية إلي درجة ضرب الأرقام القياسية في سجون العدو الاسرائيلي ـ سمير القنطار وغيره ـ، وكلها تعني إننا أمام شعب حي وخلاق ويريد أن يصنع مستقبله بنفسه فليس علينا إلا أن نساعده في ان يصنعه..

لبنان يحتاج إلي المشاركه في إستفتاء علي سطر واحد يكون مقدمة لإصلاحات جوهرية.. سطر واحد يقول ما معناه "هل توافق علي دستور غير طائفيا يلغي محاصصة الوظائف العامة ويختار الشعب نوابه بغير حصص طائفية وتشكل الحكومة علي أساس سياسي"؟

إنقاذ لبنان وحساب لتبرعات أحرار العرب والعالم! 

إذا جاءت الموافقة بنعم تشكل فورا لجنه للاستجابة لأمر الشعب اللبناني ويتم أيضا الاستفتاء عليه.. تبحث حتي انتخاب الرئيس بانتخابات مباشرة من الشعب نفسه وليس من مجلس نوابه.. ويذوب اللبنانيين في الاختيار بين الأكفأ والأفضل وليس بين من ينتمي لطائفتي.. أو أن يرفض الإشقاء الإستفتاء ويختارون الطائفية حتي ولو بتعديلات، ويبقي الحال علي ما هو عليه.. المهم أن يكون القرار له.. للشعب!
كلمة الشعوب تعلو ولا يعلي عليها.. فكوا آسر أهلنا بلبنان وإطلقوا سراحهم.. وإمنحوهم حق صناعة مستقبلهم وتقرير مصيرهم!