في ضرورة جبر الخواطر! (2)
جبر الخواطر من أعظم الأفعال عند الله وإلا ما قال ربنا لنبيه الكريم إعلاء لقيمة جبر الخواطر "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ" كما يعد الله عباده الصابرين القانتين بأن يعطيهم ثواباً وجزاء حسناً لقاء ما فعلوه من صالح الأعمال.. فالله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..
ومن يقف مع الناس ويواسيهم في محنتهم يسخر الله له من يقف معه في محنته وشدته.. فأنت اليوم إذا جبرت قلباً كسيراً ستجد يوماً من يجبر خاطرك إذا ما ألمت بك أزمة أو وقعت في مصيبة لا قدر الله؛ فاعمل ما شئت فكما تدين تدان.
وفي ذلك يقول الإمام
سفيان الثوري: "من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر".. فمن
يسعى لجبر خاطر غيره ينقذه الله من أي سوء أو أذى قد يتعرض له حيث يرد الله للعبد ما
قدمه ويزيد عليه ثواباً عظيماً جزاء ما صنع.
اجبر خاطر الآخرين
ولو كنت مهموماً.. فمن فرّج عن أخيه كربة فرّج الله عنه كرب الدنيا ويوم القيامة ..فالدين
المعاملة وحسن الخلق.. ويمكننا بأشياء بسيطة أن نسعد الناس لا بالأموال والعطايا والصدقات
فحسب بل بقول معروف ومغفرة وتسامح وابتسامة صافية حانية ..
فجبر الخواطر ببساطة يعني رفع معنويات الشخص وتهوين مصيبته والأخذ بيديه حتى يجتاز محنته بنصيحة صادقة ودعم مخلص لا يبتغي إلا رضا الله.